مقالة خاصة: زيارة الرئيس شي إلى الإمارات.... زهرة التعاون الصيني العربي تتفتح في منطقة الخليج
بكين 19 يوليو 2018 (شينخوا) إن الصداقة التي تجمع بين الصين والعالم العربي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ منذ قديم الزمان وها هي كافة أشكال التبادلات الصينية العربية تبرز جليا في العصر الجديد. ومن المقرر أن تكسب الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات, تكسب التعاون الصيني الإماراتي زخما قويا في شتي المجالات.
فقد شهدت العلاقات الثنائية بين الصين والإمارات تطورا مستمرا وسريعا خلال السنوات الأخيرة, حيث تعد الإمارات "أول دولة خليجية عربية تؤسس علاقات شراكة إستراتيجية مع الصين", وجلب هذا بثمار يانعة في جميع المجالات، وخاصة في ظل التكامل العالي بين مبادرة "الحزام والطريق" ومفهوم تنمية الإمارات, إذ يعكف البلدان على تعزيز التعاون الفعال في مجالي الاقتصاد والتجارة وغيرهما , وصارت الإمارات شريكا هاما للصين في دفع بناء مبادرة "الحزام والطريق" بالمنطقة.
وظلت الإمارات على مدى سنوات متتالية ثاني أكبر شريك تجاري للصين وأكبر سوق للصادرات الصينية في غربي آسيا وشمالي أفريقيا. وثمة تضافر بين الصين والإمارات في إستراتيجيتهما التنموية, وتشهد مبادرة"الحزام والطريق" الصينية ومفهوم "إحياء طريق الحرير" الإماراتي تكاملا وتشابها كبيرين.
وتظهر الإحصاءات أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات قبل أكثر من 30 عاما، قفز حجم التبادل التجاري بين البلدين من 63 مليون دولار أمريكي فقط في عام 1984 إلى أكثر من 40 مليار دولار أمريكي في العام الماضي 2017.
وفي إبريل عام 2015, انضمت الإمارات بصفتها دولة عضو مؤسس إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. ثم في ديسمبر عام 2015, قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة إلى الصين عقد خلالها سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين الصينيين وتم خلالها بنجاح توقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم. وعقب ذلك, دخل إعفاء السائحين الصينيين من تأشيرة دخول الإمارات حيز التنفيذ رسميا في 16 يناير2018 .
وحول التعاون الصيني الإماراتي, قال قونغ شياو شنغ المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) إن التعاون الثنائي واسع النطاق من حيث المدى والمحتوي بين الصين والإمارات, والذي يرتكز على أساس ثابت, يشهد تطورا يفوق تطلعات الجانبين ليشكل أحسن صورة من صور التعاون الثنائي في منطقة الخليج، مؤكدا رغبة الإمارات القوية في تكثيف التعاون مع الصين في القطاعات محل الاهتمام المشترك وفي إقامة مشروعات كبرى من بينها محطة للطاقة وقطار فائق السرعة وغيرهما .
وأضاف قونغ شياو شنغ أن التعاون الصيني الإماراتي يعد نموذجا ممتازا كونه تعاونا متبادل المنفعة مع منطقة الخليج, مشيرا إلي أنه في إطار مبادرة"الحزام والطريق", تسير الصين والإمارات بخطوات ثابتة في تعاونهما التجاري إلى أمام, وثمة أمثلة ونماذج ممتازة تبرهن على أن التعاون الصيني العربي يشهد تألقا في العصر الجديد:
ففي 16 مايو 2017, بدأ رسميا إنشاء المنطقة النموذجية للتعاون في مجال القدرة الإنتاجية بين الصين والإمارات, لتصبح أول منطقة من نوعها ضمن مبادرة "الحزام والطريق" وتتمتع بقوة كامنة كبيرة للنمو.
وفي إبريل 2018, وقعت مجموعة شانغهاي الصينية المحدودة للكهرباء اتفاقية مع هيئة دبي للمياه والكهرباء, لضخ استثمارات تصل إجمالي قيمتها إلى 3.86 مليار دولار في مشروع يهدف إلى بناء أكبر محطة للطاقة الضوئية في العالم حتى الآن.
وفي مايو 2018, نجح فريق من مركز تشينغداو لبحوث الأرز القابل للزراعة في البيئة المالحة والقلوية برئاسة الأكاديمي يوان لون بينغ (87 عاما) من الأكاديمية الصينية للهندسة, في تجربة زراعة الأرز في صحراء دبي. وهذا النجاح يعد الأول من نوعه ويقدم "مساهمة صينية" لتعزيز الاكتفاء الغذائي الذاتي في المناطق الصحراوية وحماية الأمن الغذائي العالمي وتحسين البيئة الطبيعية الصحراوية للعالم العربي.
وتعد الإمارات أول دولة تمنح إعفاء شاملا من التأشيرة للمواطنين الصينيين في منطقة غربي آسيا وشمالي إفريقيا. كما إنها أكثر دول المنطقة نشاطا في تعليم اللغة الصينية، حيث تم بناء اثنين من معاهد كونفوشيوس ومدرسة لتعليم اللغة الصينية, ومن المقرر أن تبدأ في تعليم اللغة الصينية في أكثر من مائة مدرسة محلية. علاوة على ذلك، تعد الإمارات وجهة سياحية رئيسية للصينيين بين بلدان المنطقة, إذ تجاوز عدد السائحين الصينيين إلى الإمارات مليون سائح في عام 2017.
والآن يجري على قدم وساق إنشاء مشروع مجمع "حصيان" للطاقة بتقنية الفحم النظيف في إمارة دبي, وهو أول محطة طاقة تعمل بالفحم النظيف في منطقة الشرق الأوسط, وكذا أول محطة طاقة تشارك مؤسسة صينية في الاستثمار فيها وبنائها وإدارتها في الشرق الأوسط في إطار مبادرة "الحزام والطريق".
كما أشار القنصل العام الصيني لدى دبي لي لينغ بينغ إلى أن مجمع "حصيان" للطاقة بتقنية الفحم النظيف في دبي يعد مثالا حيا على مفهوم "النقاش المشترك، والبناء المشترك، والتقاسم المشترك للثمار" الذي يتفق عليه الجانبان الصيني والعربي, وتحققت معه الإدارة الحديثة والدولية, ليصبح نموذجا ناجحا بالنسبة للمؤسسات الصينية التى تنفذ سياسة "التوجه نحو الخارج".
وقد أكد المبعوث الصيني قونغ أن "الصين لديها إمكانات كبيرة يمكن أن توظفها في تعاونها مع الإمارات وذلك يبرهن على وجود تكامل رائع بين البلدين, وهو ما يجسد مفهوم "بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية" الذي طرحه الرئيس شي, ويكشف عن مزيد من الثمار بعيدة المدى التي يمكن جنيها في إطار الفوز المشترك", مضيفا بقوله "أري مستقبلا مشرقا أمام التعاون بين الصين والإمارات لأنه يقوم على أساس ويذخر بالكثير من المحتويات, ومن المرجح أن تصبح الإمارات دولة رائدة في استهلال موجة التعاون مع الصين في منطقة الخليج".