مقالة خاصة: الصين وأفريقيا تسعيان لبناء مجتمع مصير مشترك

2018-07-23 04:49:54|arabic.news.cn
Video PlayerClose

نيروبي 22 يوليو 2018 (شينخوا) تعد اليوم عبارة "مجتمع مصير مشترك للصين وأفريقيا" الكلمة الرئيسية لوصف العلاقات بين الصين وأفريقيا. ووراء شعبية العبارة تكمن جهود دؤوبة لزعماء الصين وأفريقيا لإقامة مثل هذا المجتمع من خلال تعميق الثقة السياسية المتبادلة ومواصلة التنمية المشتركة.

ويقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ حاليا بجولة في السنغال ورواندا وجنوب أفريقيا. وسيحضر قمة البريكس الـ10 في جوهانسبرج في الفترة ما بين 25 و27 يوليو، كما سيزور بعد ذلك موريشيوس.

وتعد هذه الزيارة الرابعة التي يقوم بها شي إلى أفريقيا منذ توليه منصبه رئيسا للصين عام 2013.

وزار العديد من الزعماء الأفارقة، من بينهم الرئيس الكاميروني بول بيا والرئيس الناميبي هيج جينجوب والرئيس الزيمبابوي إميرسون منانجاجوا الصين هذا العام.

ولطالما حافظت الصين وأفريقيا على تقاليد التفاعلات الوثيقة رفيعة المستوى، مجسّدة الروابط الأخوية بينهما، إلى جانب تصميمهما على تعزيز التعاون البراجماتي من أجل تحقيق مكاسب متبادلة.

زيارات متكررة رفيعة المستوى

قال كلاوس شاد، باحث مشارك في الجمعية الاقتصادية بناميبيا، إن الزيارات المتبادلة المتكررة التي تقوم بها وفود صينية وأفريقية تأتي نتيجة لصداقة تاريخية تستمر اليوم.

وزار كبير المشرعين الصينيين لي تشان شو، ووانغ يانغ رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أفريقيا مؤخرا.

إن زيارة عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أربع دول أفريقية في يناير تقليد متبع منذ فترة طويلة. خلال الـ 28 عاما الأخيرة، يختار وزراء خارجية الصين أفريقيا كأول جهة خارجية لهم.

وفي مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قالت نيتومبو ناندي-نديويتاه، نائبة رئيس وزراء ناميبيا ووزيرة العلاقات الدولية والتعاون، إن الزيارات المتكررة ضرورية لأنها تعزز العلاقات بين الدول، والأهم من ذلك، بين الحكومات.

وقال جيرشون إيكيارا، محاضر في الاقتصاد الدولي في جامعة نيروبي، "لقد شهد العقد الأخير تكرارا مكثفا للغاية للزيارات المتبادلة بين المسؤولين الحكوميين في الصين وعدد كبير من البلدان الأفريقية. وهذا يدل على الجدية التي اتخذتها هذه الزيارات من قبل كل من الدول الأفريقية والصين."

ووصف إيكيارا التفاعلات الأفريقية-الصينية المتكررة رفيعة المستوى بأنها مؤشر واضح على الزيادة الحادة في رغبتهما المتبادلة في تعزيز العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، والدبلوماسية، والسياسية الصينية-الأفريقية وتنوعها.

وقال تاراه شانيكا، الرئيس التنفيذي السابق لغرفة التجارة والصناعة في ناميبيا، "على مدى سنوات عديدة، كان الاقتصاد الصيني ينمو بوتيرة سريعة، الأمر الذي غذّى نمو الاقتصادات الأخرى، ولا سيما الاقتصادات في أفريقيا."

ومشيدا بالشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأفريقيا، قال إن الصين، ثاني أكبر اقتصاد وأكبر تعداد سكاني في العالم، "لديها سوق ضخمة لا يمكن لأحد أن يتجاهلها".

ما بعد التجارة

يوافق هذا العام الذكرى الـ40 للإصلاح والانفتاح في الصين. لم تشهد الأربعة عقود الماضية إنجازات اقتصادية صينية فحسب، بل شهدت أيضا قفزة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا.

في 12 يوليو، في العاصمة النيجيرية أبوجا، تم تشغيل نظام سكك حديد النقل الخفيفة في أبوجا بمساعدة صينية، وهو النظام الأول من نوعه في غرب أفريقيا. ووصفه الرئيس النيجيري محمد بخاري بأنه علامة فارقة في تاريخ البلاد.

وقال بخاري "أنا متفائل للغاية بأن تعمل خدمة السكك الحديد الحديثة على تعزيز اقتصاد منطقة العاصمة الاتحادية وأن تعزز بشكل كبير الحياة الاجتماعية". وتقع أبوجا في منطقة العاصمة الاتحادية.

وخلال السنوات الأخيرة، كثرت مشروعات البنية التحتية التي تضطلع بها الشركات الصينية في أفريقيا، لتصبح رمزا للروابط الاقتصادية القوية بين الصين وأفريقيا. وتشمل هذه المشروعات، خط سكة حديد نيروبي-مومباسا في كينيا وخط سكة حديد إثيوبيا-جيبوتي وغيرهما.

وقال توماس كويسي كوارتي، نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إن أفريقيا والصين لديهما تعاون براجماتي وثيق يتسم بروح التعاون الجنوبي-الجنوبي في قطاعات مثل الصحة والتعليم وتطوير البنية التحتية والتجارة وبناء القدرات.

وأوضح أن "الصين لا تزال مثالا يحتذى به بالنسبة لنا .. لقد أظهرت الصين أنها تمكنت من انتشال الملايين من الفقر."

وفي تقرير لها العام الماضي، قالت (إرنست اند يانج)، شركة خدمات مهنية متعددة الجنسيات مقرها لندن، إن الصين أصبحت أكبر مساهم في الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا عام 2016.

وأوضح التقرير أنه في الفترة ما بين 2005 إلى 2016، استثمرت الصين في 293 مشروعا للاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا، حيث بلغ إجمالي الإنفاق الاستثماري 66.4 مليار دولار فضلا عن خلق 130750 وظيفة.

وتظهر البيانات الصادرة عن دائرة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الصينية أن التجارة بين الصين وأفريقيا نمت من 765 مليون دولار فقط عام 1978 إلى 170 مليار دولار عام 2017، أي بزيادة تجاوزت 200 مرة. كما حافظت الصين على وضعها كأكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة ثماني سنوات متتالية.

ونما الاستثمار الصيني التراكمي في أفريقيا من لا شيء إلى أكثر من 110 مليارات دولار في السنوات الأربعين الماضية.

وعلى صعيد الشؤون الدولية والإقليمية، حافظت الصين وأفريقيا على تنسيق وثيق. ومن بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، تعد الصين أكبر مساهم في قوة حفظ السلام في أفريقيا، حيث تقوم أكثر من 2000 من القوات الصينية بمهام داخل القارة الأفريقية.

سمة التعريف الرئيسية

وخلال زيارته لأفريقيا عام 2013، شدد الرئيس شي في خطاب له في تنزانيا على أن الصين وأفريقيا مجتمع مصير مشترك، وقال إن التاريخ المتشابه ومهام التنمية المشتركة والمصالح الاستراتيجية المشتركة خلقت رابطة قوية بين الجانبين.

وقال إيكيارا إنه منذ ستينيات القرن الماضي، عندما أصبحت غالبية البلدان الأفريقية مستقلة، توجد علاقات خاصة بين الصين وأفريقيا. ولفت إلى أن فكرة مجتمع مصير مشترك تعد "سمة التعريف الرئيسية" للعلاقات الصينية-الأفريقية في فترة ما بعد الاستقلال.

وقال رافائل توجو، الأمين العام لحزب اليوبيل الحاكم في كينيا، إن الصين كسبت قلوب الأفارقة وعقولهم بمساعدتها للقارة من خلال تقديم قروض ومنح لتحسين البنية التحتية، التي لا تزال التحدي الأكبر أمام تنمية أفريقيا.

وقال توجو إن "مزيدا من الدول في أفريقيا توافق على الدخول في شراكة استراتيجية شاملة للتعاون بين الصين وأفريقيا. وهذا مؤشر على العلاقات القيّمة بين الصين وأفريقيا ومؤشر على الالتزام بضمان شراكة استراتيجية طويلة الأجل."

وستستضيف الصين قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي في بكين في سبتمبر. وقال كوارتي إن القمة بمثابة أداة لمواصلة التعاون في المجالات الثنائية ومتعددة الأطراف والقارية.

وأوضحت ناندي-نديويتاه، نائبة رئيس وزراء ناميبيا أن "القمة ستقربنا. لا يزال أمام البلدان الأفريقية الكثير لتتعلمه من الصين. كما أن أفريقيا لديها الكثير لتقدمه للصينيين. ستعزز القمة الثقة التي يضعها كل منا في الآخر."

الصور

010020070790000000000000011101451373417821