مقالة خاصة: حلبة مصارعة جديدة أقامتها الصين تبث الحياة في رياضة سنغالية عريقة

2018-07-24 01:09:55|arabic.news.cn
Video PlayerClose

داكار 23 يوليو 2018 (شينخوا) يقصد الزوار والمحليون حلبة المصارعة الوطنية التي تقف بشموخ بمستنقع كان مهجورا يوما ما على الطرف الشرقي للعاصمة السنغالية.

وأمس الأحد، تسلمت السلطات المحلية في داكار رسميا المنشأة الأيقونية الحديثة، التي أقامتها الشركة الهندسية السادسة المحدودة التابعة لمجموعة هونان لهندسة البناء.

وخلال حفل التسليم، مرر الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ "المفتاح الذهبي" للمشروع لنظيره السنغالي ماكي سال واستمتع الرئيسان بعرض للمصارعة السنغالية التقليدية.

وصف المشروع بالوهم عند بداية إنشائه في أبريل 2016، واعترضت طريقه صعوبات كبيرة، ومنها التضاريس الصعبة والطقس غير المواتي والفجوة في المهارات وعدم توافر مواد البناء ذات الجودة كالقضبان الفولاذية.

ويقول لي تشاو المشرف بالشركة الصينية إن "تجفيف مياه المستنقعات خلال موسم الأمطار كان مهمة شاقة، واضطررنا لبناء الأساس من جديد أكثر من مرة بعد انهياره بسبب الأمطار الغزيرة."

وأضاف لي أن توصيل مواد البناء للمستنقع كان عسيرا أيضا، مشيرا إلى أن الفنيين الصينيين عانوا بسبب حواجز اللغة واختلاف الثقافات.

ومع ذلك فقد تماسكوا وأثمر صبرهم . وتم تسليم أكبر حلبة مصارعة في أفريقيا في موعدها المقرر وتتسم بتشكيل نموذجي من الهندسة العصرية والإبداع البشري.

ومن المتوقع أن يعيد مبنى الحلبة التاريخية، المقامة على مساحة 18 ألف متر مربع وتستوعب قرابة 20 ألف متفرج، الرياضة التي تعد جزءا لا يتجزأ من الثقافة السنغالية الغنية خلال القرن الماضي.

ولعقود، ارتبط اسم السنغال بالبراعة في كرة القدم ولا يعلم كثيرون خارجها عن تقليدها الخاص بالمصارعة.

وخلال زيارة حديثة للحلبة، قال وزير الرياضة السنغالي مطر با إنها حققت أحلام المواطنين بالعودة للعصر الذهبي عندما جسدت الرياضة معاني الوطنية والوحدة والتماسك.

وأضاف با "ترسخت جذور أحلام الرياضة والمصارعة للسنغاليين بإطلاق هذه الحلبة العصرية."

ويشعر المحليون والزوار بالاندهاش عند رؤية حلبة المصارعة الجديدة التي تتسم بمزيج متناغم من العمارة والتصميم الداخلي على طراز عالمي.

وقال شيويه لي تشون كبير الخبراء الفنيين بالمشروع إن التنفيذ التزم بأفضل الممارسات الهندسية حول العالم.

وأضاف أن "تنفيذ المشروع التزم بصرامة بالتوجيهات التي حددتها الوكالات التنظيمية المحلية. اشترينا مواد بناء عالية الجودة وكان المفتشون المحليون على استعداد لضمان عدم الإخلال بالقواعد."

وقد عقدت بالمشروع دورات تدريبية أيضا. فقد تعلم قرابة 3 آلاف موظف محلي المهارات العملية لصيانة الحلبة بأنفسهم في المستقبل، حسبما قال.

وقال أمادو سيسي، وهو فني محلي عمره 53 عاما شارك في المشروع، إنه لولا التكنولوجيا والمهارات الصينية المتقدمة، لكان من المستحيل فتح باب الحلبة للجمهور في الموعد المحدد.

وأضاف "إنني معجب للغاية بكرم الصينيين الذين نقلوا المعرفة الفنية لنا. وعلى الأقل لدينا الآن مبنى حديث سيثبت فيه عمالقة المصارعة مهاراتهم."

وبالإضافة للحلبة، استمتع المحليون بميزات أخرى حيث مولت شركة صينية بناء الطرق وإصلاح المجاري وجددت قاعات اجتماعية ومدارس بالجوار.

وقال السفير الصيني في السنغال تشانغ شيون "رغم بعد الصين عن السنغال، فإن العديد من مشروعات التعاون جلبت منافع ملموسة للمحليين وقربت مشاعر شعبي البلدين."

إن الحلبة نموذج واحد فقط على تعميق الصداقة وازدهار التعاون بين الصين والسنغال. وهناك أمثلة أخرى منها المسرح الوطني الكبير ومتحف الحضارة السمراء.

وعندما يحل الليل، تضيء حلبة المصارعة الوطنية مثل اللؤلؤة.

ويقول لي مشرف الشركة الصينية "في كل مرة أرى فيها المحليون سعداء بالتقاط الصور في الحلبة الجديدة، تذرف عيناي الدموع وتغمرني العاطفة ."

الصور

010020070790000000000000011101451373436241