مقالة خاصة: مزارعون وأصحاب أعمال في الولايات المتحدة عرضة لـ"رضوض وكدمات" جراء حرب ترامب التجارية

2018-07-24 14:49:54|arabic.news.cn
Video PlayerClose

واشنطن 23 يوليو 2018 (شينخوا) بدأ مزارعون وأصحاب أعمال من أنحاء الولايات المتحدة يشعرون بالألم مع اتخاذ شركاء تجاريين رئيسيين لبلادهم ، بما في ذلك الصين وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، إجراءات انتقامية ضد نطاق واسع من المنتجات الأمريكية ردا على رسوم جمركية غير حكيمة فرضتها واشنطن.

وفي إطار سياسات "أمريكا أولا " الحمائية، قامت إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية عالية على واردات الصلب والألمنيوم وكذا منتجات صينية تقدر قيمتها بـ34 مليار دولار أمريكي، ما أدى إلى تصاعد التوتر التجاري مع شركائها التجاريين الرئيسيين.

بالنسبة للولايات المتحدة، "هذه ليست إستراتيجية جيدة، إذ سيكون هناك قدر كاف من الضغط من جانب الشركات الأمريكية التي ستتعرض للضرر جراء هذه الإستراتيجيات"، هكذا قال دينس تشوكاسزيان الأستاذ المساعد بكلية بوث للأعمال بجامعة شيكاغو.

ولم يتضح بعد كيف ستنتهي هذه النزاعات التجارية، ولكن المزارعين وأصحاب الأعمال في الولايات المتحدة سيدفعون ثمنا باهظا جدا. وفيما يلي بضعة منتجات أمريكية تتضرر حاليا من الإجراءات الانتقامية التي اتخذها هؤلاء الشركاء التجاريين.

-- الألبان

إن صناعة الألبان في الولايات المتحدة، التي تعتمد بشكل متزايد على الأسواق الخارجية بعد سنوات من انكماش الاستهلاك المحلي، تكتوي بنار النزاعات التجارية التي أثارتها واشنطن.

فقد أدت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب على العديد من الدول، بما فيها المكسيك وكندا والصين والتي تعتبر وجهات رئيسية لمنتجات الألبان الأمريكية، أدت إلى اتخاذ إجراءات انتقامية.

وأشارت غرفة التجارة الأمريكية إلى أن الرسوم الجمركية المكسيكية قد تؤثر على ما قيمته 578 مليون دولار من منتجات الألبان الأمريكية وإن الرسوم الجمركية الصينية قد تؤثر على ما قيمته 408 ملايين دولار من الجبن ومصل اللبن ومنتجات أخرى.

وذكر خايمي كاستانيدا نائب رئيس المجلس الأمريكي لتصدير الألبان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نرى وفقا لحساباتنا أن المزارعين قد يخسرون ما يتراوح بين مليار وملياري دولار في الأشهر القليلة المقبلة فقط"، مضيفا "في هذه اللحظة بالذات، لا اعتقد أننا سنخسر الكثير من الصادرات، ولكن ما سنخسره هو الكثير من المزارعين".

-- فول الصويا

يزداد قلق دون لوتز بعد قيامه برش محصول فول الصويا في مزرعته الكائنة في اسكاندينافيا بويسكونسن حيث تراجعت العقود الآجلة لفول الصويا في الولايات المتحدة بنسبة 20 في المائة تقريبا منذ إبريل.

وقال لوتز لـ((شينخوا)) خلال زيارة قام بها مؤخرا لواشنطن للتعبير عن قلقه أمام المشرعين "لقد تصاعدت الأمور إلى مجالات مختلفة وأوسع...لا يبدو أننا سنصل إلى حل قضايا الرسوم الجمركية هذه بحلول الوقت الذي ستقومون فيه بجني الحصاد".

أما براد كريمر، وهو أحد مزارعي فول الصويا في بيتفل بولاية ويسكونسن والذي يملك معدات معطلة تقدر قيمتها بثلاثة ملايين دولار ، فقال "ما جعل الأمور أشد سوءا هو أن معظم المزارعين غرقوا في الديون"، مضيفا "أنا أتوقع بالفعل خسارة هذا العام".

وأشار ريان فايندلى الرئيس التنفيذي لجمعية فول الصويا الأمريكية إلى أنه "إذا ما خسر شخص ما 20 في المائة من دخله، فهذا يؤلم"، مضيفا بقوله إن "المزارعين يشعرون بهذا الألم الآن. يشعرون به في الأسعار. وهذا هو التأثير المباشر".

تعد الصين أكبر مستورد لفول الصويا الذي يزرع في الولايات المتحدة، حيث تستحوذ على مبيعات تصل قيمتها إلى ما يقرب من 14 مليار دولار، أو ما يقرب من ثلث إجمالي إنتاج فول الصويا في الولايات المتحدة وثلثي إجمالي صادرات الولايات المتحدة منه، حسبما كشفت جمعية فول الصويا الأمريكية .

وقال جون هيسدورفر، رئيس جمعية فول الصويا الأمريكية ومزارع فول الصويا في ولاية أيوا في الأسبوع الماضي، إن تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين يعد "خطوة في الاتجاه المعاكس".

وذكر "رسالتنا إلى الإدارة والمشرعين لا تزال هي نفسها: هذه الرسوم الجمركية تلحق الضرر دون مبرر بمزارعي فول الصويا والمجتمعات الريفية".

واتفق معه لوتز في الرأي قائلا "أنا لا أؤيد الحمائية أو الرسوم الجمركية كوسيلة للتفاوض على (اتفاق تجاري أفضل)".

وأضاف "من وجهة نظري، الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم والرسوم الجمركية المضادة على السلع الزراعية هي علاقة خسارة للطرفين، أي ليس للقطاع الزراعي الأمريكي فحسب، وإنما للاقتصادات العامة للبلدين".

-- جوز البقان

في المتوسط، يباع في الصين ثلث جوز البقان المزروع في الولايات المتحدة. وبالنسبة لراندي هدسون المزارع في ولاية جورجيا المنتجة لجوز البقان، فإن الكمية أكبر بكثير من ذلك: فمعظم محاصيله تذهب عبر المحيط الهادئ.

"يمكني أن أقول لكم إن 99 في المائة من إنتاجنا يذهب إلى الصين"، هكذا قال هدسون الذي وسع تدريجيا من مساحة مزرعة جوز البقان خاصته من بضع مئات إلى 2500 لتلبية الطلب المتزايد على جوز البقان في الصين.

وقال هدسون لـ((شينخوا)) "لقد بدأت للتو مشروعا لتوسيع غرفة التخزين في منشأتي وزادت قوة تجهيز جوز البقان فيه بواقع ثلاث أضعاف في العام الماضي".

ومع ذلك، فإن الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين على جوز البقان الأمريكي تجعل نشاط هدسون التجاري معرضا للخطر، فالمشروع الذي تبلغ قيمته عشرة ملايين دولار ممول بقروض ويعتمد على الإيرادات المستقرة للمبيعات.

وقدر هدسون بأن ما يتراوح بين 30 و40 في المائة من مبيعاته ستتبخر، ليسجل خسارة تتراوح بين 6 و8 مليون دولار، وهي أعلى بكثير من هامش ربحه. وبالإضافة إلى ذلك، قد تصبح قطع الغيار المستورد الضرورية للزراعة أكثر تكلفة أيضا، وهو ما سيضغط بصورة أكبر على هامش ربح هدسون.

"نحن نمثل الضرر الجانبي لحرب أكبر بكثير"، هكذا قال هدسون، مضيفا "السيد ترامب يفهم فن الصفقات في أمريكا الشمالية...ولكني لست متأكدا من أنه يفهم فن الصفقات في آسيا وعند أصدقائنا الجيدين في الصين".

-- الإستاكوزا

يرى توم آدامز صاحب شركة (مين كوست) أن هناك إمكانات سوق ضخمة لإستاكوزا ولاية مين في الصين، وخاصة عندما بدأت مدنها من الدرجة الثانية في إظهار شهية كبيرة تجاه المأكولات البحرية.

ويعمل آدامز على توسيع مرافق شركته ويأمل في شحن المزيد إلى أسرع سوق الإستاكوزا الأسرع اتساعا في العالم. ولكن مخطط الرسوم الجمركية الذي وضعته إدارة ترامب ضد الصين قد يدمر خطته.

ومن جانبها، ذكرت آني تسليكيس المديرة التنفيذية لجمعية تجار الإستاكوزا في ولاية مين لـ((شينخوا)) أنه بالرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين، سوف تخسر صناعة الإستاكوزا الأمريكية تفوقها على منافسين لها مثل كندا.

وقالت "هذا أمر محبط بالنسبة لنا لأن التنافس في وضع غير موات بالنسبة للسوق سيمثل تحديا".

فقد انخفضت الرسوم الجمركية الصينية على الإستاكوزا الكندية إلى 7 في المائة في مطلع الشهر الجاري، فيما ارتفعت الرسوم الجمركية على الإستاكوزا الأمريكية إلى 40 في المائة.

وذكرت تسليكيس أن "الرسوم الجمركية ستؤثر على الجميع تقريبا في ولاية مين لأن الأهالي في الولاية ينخرطون بشكل أو بآخر في هذه الصناعة"، مشيرة إلى أن الصين تستقبل ما يتراوح بين 15 و20 في المائة من قيمة صادرات الإستاكوزا الأمريكية .

وحذر وفد من الكونغرس في ولاية مين من أن النزاع التجاري مع الصين سيعرض صناعة الإستاكوزا في الولاية للخطر.

وقالت عضو الكونغرس تشيلي بينغري إنه "من أجل الحيلولة دون أن يواجه اقتصاد ولايتنا مزيدا من الصعوبات ومزيدا من أوجه عدم اليقين، أحث الإدارة على إتباع إستراتيجية تجارية أكثر تماسكا ومنهجية والتفكير بعناية في العواقب المحتملة قبل اتخاذ أي إجراء آخر".

-- الويسكي

لتلبية الطلب المتزايد على الويسكى الأمريكي وخاصة من أوروبا وآسيا، انتشرت مصانع التقطير المصنعة لويسكى بوربون في السنوات الأخيرة.

ويعد أمير بيي أحد أصحاب مصانع التقطير هذه الذين انجذبوا لهذه الصناعة، حيث استثمر عدة ملايين من الدولارات لتجديد علامة ويسكي تجارية نشأت في زمن الحرب وذلك في ليكسينغتون بولاية كنتاكي.

ولكن الرسوم الجمركية الانتقامية من جانب الاتحاد الأوروبي والصين على الويسكي الأمريكي رفعت أسعار الخمور الأمريكية المميزة وألقت بظلالها على أعمال بيي الواعدة.

وذكر بيي لـ((شينخوا)) إنه رغم أن تميز الويسكي الأمريكي جعله يفوز بمستهلكين مخلصين مستعدين لدفع مزيد من الأموال، إلا أن ارتفاع الأسعار قد "يكبح" زخم نمو واعد تشهده هذه الصناعة.

وتابع قائلا إن "العالم بأسره يفرض في الأساس رسوما جمركية نسبتها 25 في المائة على صناعتنا، حيث أننا نشكل الضرر الجانبي في هذا الصدد، وهذا أمر محبط للغاية"، مضيفا أن الأسماء الكبيرة في هذه الصناعة يمكن أن تخزن مخزونها لوقت أفضل في المستقبل، ولكن مصنع التقطير الصغير خاصته يعد كيانا أكثر عرضة للتأثر في أي بيئة تجارية مضطربة.

وقال أريك جريجوري، رئيس رابطة كنتاكي لأصحاب مصانع التقطير، لـ((شينخوا)) إنه يأمل في أن تحل واشنطن وبكين نزاعاتهما عبر المفاوضات، لأنه ليس هناك فائزون في أي حرب تجارية.

"نود فقط أن نرى الجميع وهم يجلسون سويا. إذا كانوا يريدون الجلوس لاحتساء كأس من ويسكي بوربون والعمل على حل هذا الأمر، فنحن من سيقدم الويسكي" هكذا عبر جريجوري.

   1 2 3 4 5 6 >  

الصور

010020070790000000000000011100001373450691