تقرير إخباري: من أجل السلام .. الأسر النازحة في اليمن تكافح من أجل البقاء

2018-07-24 22:29:54|arabic.news.cn
Video PlayerClose

صنعاء 24 يوليو 2018 (شينخوا) في الأجزاء الغربية للعاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، تعيش حوالي 60 عائلة نازحة داخليا في حي فقير تعاني من ظروف إنسانية قاسية جدا.

وتشكل العائلات في حي مذبح القديم جزءاً من أكثر من 35 ألف عائلة نازحة من مدينة الحديدة التي مزقتها الحرب على البحر الأحمر منذ يونيو الماضي.

وبدأت قوات الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية هجوما عسكريا الشهر الماضي لانتزاع السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها المطل على البحر الاحمر من قبضة مسلحي جماعة الحوثي.

في حي مذبح القديم، استقبل هادي الهاجري، وهو أب لتسعة أطفال، عائلتين نازحتين من 17 عضوًا في بيته المستأجر، والذي يتكون من ثلاث غرف صغيرة.

يقول الهاجري (47 عاما) يعمل في بيع الخضروات، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد بعت كل شئ لجمع النقود من أجل نفقات السفر .. واستأجرت هذا المنزل مقابل 20 الف ريال (حوالى 50 دولار امريكى) شهريا".

وقبل ثلاثة اسابيع وصلت عائلة الحجوري إلى صنعاء. واستقبلتهم السلطات المحلية التي يسيطر عليها المتمردون وتم تسكينهم في خيمة بالفناء الخلفي لمدرسة مخصصة للعائلات النازحة في جنوب غرب صنعاء.

يقول الحجوري، الفصول الدراسية كانت مليئة بالعائلات الأخرى ولم يكن بإمكان الخيمة الصغيرة أن تتسع لاسرته الكبيرة ، وبالتالي، انتقل إلى منطقة مذبح القديمة.

وقالت "فطوم" زوجة الحجوري، إنها تريد السلام وتأمل في العودة إلى مسقط رأسها في القريب العاجل، واضافت "هربنا من منزلنا بالقرب من مطار الحديدة هرباً من الحرب، وأخيراً وجدنا أنفسنا نعيش حياة متشردة".

وتابعت "لقد قدموا بعض الطعام والفرشات للعائلات النازحة في المدارس فقط، لكننا لم نتلق بعد أي مساعدات إنسانية".

وواصلت حديثها بصوت حزين وهي ترمي الأكياس البلاستيكية القذرة في حريق صغير بين صخرتين لطهي طعام الغداء "قالوا (السلطات) إنهم سيتصلون بنا ... لكنهم لم يفعلوا".

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هذا الأسبوع بأن ست مدارس حكومية فقط في صنعاء مخصصة لتلقي واستيعاب العائلات النازحة.

وأوضح المكتب في تقريره الأخير "من المقرر إعادة فتح المدارس في غضون أسابيع قليلة حيث تجري المناقشات والتقييمات لنقل الأشخاص النازحين داخليا إلى منطقة المركز الأولمبي في العاصمة".

واشتكت فطوم، من البرد والمطر "نحن بحاجة إلى ملابس وأغطية للأطفال .. عندما يمرض طفلي، لا أعرف ماذا أفعل.. ليس لدينا أي أدوية أو أموال للذهاب إلى المستشفى".

وأضافت "كنا نرتاح في منزلنا بالحديدة لكن الحرب التي لا نهاية لها والصواريخ والمدفعية والغارات الجوية غيرت مصيرنا وحولتنا إلى متسولين".

وشهدت الاسابيع الماضية هدوءا للمعارك في مدينة الحديدة.. ومعها انتهز السكان الفرصة لبيع بعض متعلقاتهم والفرار، خوفًا من انهيار مفاوضات السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر ، أعلنت الإمارات العربية المتحدة ، التي قادت عمليات التحالف، وقف العمليات العسكرية داخل مدينة الحديدة ذات الكثافة السكانية العالية لدعم جهود السلام التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن "مارتن غريفث"، والتي تهدف إلى إقناع المتمردين بالانسحاب من الحديدة لتجنيب المدينة والميناء المواجهات العسكرية.

وفي العاشر من يوليو الجاري، التقى غريفيث، بالرئيس اليمني المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي في مكتبه بالعاصمة المؤقتة عدن، للدفع باتجاه استئناف جهود السلام المتعثرة مع المتمردين الحوثيين.

وجاءت زيارة المبعوث الاممي بعد أسبوع من زيارته إلى العاصمة صنعاء ولقائه قيادات من جماعة الحوثي بما في ذلك زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

وحذرت الوكالات الإنسانية من أي هجوم عسكري على ميناء الحديدة، مشيرة إلى ان ذلك يمكن أن يؤدي إلى أكبر كارثة إنسانية بالعالم وفي التاريخ الحديث.

والحديدة هي أهم نقطة دخول للغذاء والإمدادات الأساسية إلى المحافظات الشمالية في اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

واقتحم المتمردون صنعاء والحديدة وغيرها من المدن الشمالية المأهولة بالسكان في أواخر العام 2014 وأجبروا الرئيس هادي وحكومته على الخروج إلى المنفى في الرياض، وقالوا إن تحركهم كان ثورة ضد الفساد الحكومي المزعوم.

وتدخل التحالف العربي في نزاع اليمن في مارس 2015، بطلب من الرئيس هادي، بهدف استعادة الشرعية في اليمن.

الصور

010020070790000000000000011100001373457661