تقرير إخباري: شي يسلط الضوء على التعاون القائم على الفوز المشترك والابتكار والنمو الشامل والتعددية لتحقيق التنمية المشتركة لدول بريكس

جوهانسبرغ 25 يوليو 2018 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الأربعاء دول بريكس إلى مواصلة التعاون القائم على الفوز المشترك، والابتكار، والنمو الشامل، والتعددية لتحقيق تنمية مشتركة لمجموعة الأسواق الناشئة هذه.

وفي كلمته أمام منتدى بريكس للأعمال خلال القمة العاشرة لمجموعة بريكس في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، أشاد شي بالإسهامات البارزة التي قدمتها دول بريكس -- البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا -- لانتعاش ونمو الاقتصاد العالمي في عقدها الأول من التعاون.

وقال شي لحوالي 1200 من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال "ينبغي علينا مواصلة تعاون بريكس في هذه العملية التاريخية للتحول العالمي، وينبغي علينا تعزيز تنمية دولنا في إطار المسار التاريخي المتمثل في تعزيز التنمية المشتركة لكل من بلدان بريكس والبلدان الأخرى في العالم، وبالتالي تحقيق تقدمات جديدة في العقد الذهبي القادم".

وتقاسم الرئيس الصيني أفكاره حول التغييرات التي سيشهدها العالم في السنوات العشر القادمة، قائلا إن العقد المقبل سيكون حاسما حيث ستحل محركات نمو عالمية جديدة محل القديمة، ليشهد تغييرات أسرع في المشهد العالمي وفي الاصطفاف الدولي للقوى وليشهد إعادة تشكيل عميقة لملامح نظام الحوكمة العالمي.

وقال شي "يتعين علينا نحن دول بريكس مواكبة الاتجاه التاريخي، واغتنام فرص التنمية، ومواجهة التحديات معا، والاضطلاع بدور بناء في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع ذي مصير مشترك للبشرية".

-- الاقتصاد المفتوح والتعددية

ورأي الزعيم الصيني ضرورة أن تدعو دول بريكس إلى التعاون القائم على الفوز المشترك لبناء اقتصاد مفتوح، وتتبع طريق الابتكار، وتغتنم فرص التنمية، وتسعي إلى تحقيق نمو شامل ليعود ذلك بمنافع على شعوب جميع الدول، وتتمسك بالتعددية، وتحسن الحوكمة العالمية.

وقال شي إنه "لابد من رفض نشوب حرب تجارية، لأنه لن يخرج فائز منها"، مضيفا أن "الهيمنة الاقتصادية محل اعتراض أقوى، لأنها ستقوض المصالح الجماعية للمجتمع الدولي؛ وأولئك الذين يتبعون هذا المسار لن يؤدى بهم سوى إلى إلحاق الضرر بأنفسهم".

وأضاف أنه يتعين على دول بريكس العمل بثبات على إقامة اقتصاد عالمي مفتوح، وتكون حازمة في رفض الأحادية والحمائية، وتعزز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمارات، وتعمل معا على توجيه الاقتصاد العالمي نحو مزيد من الانفتاح والشمولية والنمو المتوازن والنتائج القائمة على الفوز المشترك للجميع.

وأشار شي إلى أنه يتعين على دول بريكس أيضا زيادة المدخلات في الابتكار، وإحلال محركات نمو جديدة محل القديمة، ودفع الإصلاح الهيكلي، وتعزيز التبادلات والتعاون الدوليين في مجال الابتكار، من أجل تمكين مزيد من الدول والشعوب من الاستفادة من التقدم العلمى والتكنولوجي.

وفيما يتعلق بالنمو الشامل، قال شي "علينا تعزيز التعاون مع إفريقيا، ودعم تنميتها، وجعل التعاون بين بريكس وإفريقيا نموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب".

وفي معرض حديثه عن الحوكمة العالمية، ذكر شي أنه يتعين على دول بريكس التمسك بالتعددية. ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام تماما بالقواعد الدولية المعتمدة بصورة جماعية، ومعاملة جميع البلدان على قدم المساواة بغض النظر عن حجمها.

وقال شي "من الواضح أن النظام الدولي الحالي ليس نظاما مثاليا. ولكن طالما أنه قائم على قواعد، فهو يهدف إلى أن يكون منصفا ويجعل من السعى إلى تحقيق نتائج تقوم على الفوز المشترك هدفا له، ولا ينبغي تجاهل نظام كهذا حسب الرغبة ، ناهيك عن تفكيكه وإعادة بنائه من جديد".

كما دعا دول بريكس إلى تعزيز الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف بكل حزم، دفع إصلاح الحوكمة الاقتصادية العالمية، وزيادة تمثيل وصوت الأسواق الناشئة والبلدان النامية.

-- فرص تتيحها الصين

وفي معرض إشارته إلى أن العام الجاري يصادف الذكرى الأربعين لإطلاق مسيرة الإصلاح والانفتاح في الصين، أخبر شي الحضور أن الصين مهدت طريقا من بناء اشتراكية ذات خصائص صينية مميزة، وقدمت أيضا إسهامات هامة لسلام البشرية وتنميتها وهي تعمل في الوقت ذاته على تحقيق تنميتها الخاصة.

وقال شي "سنقوم بدور نشط في التعاون بين بلدان الجنوب سعيا لإتاحة فرص أكبر للتنمية المشتركة للأسواق الناشئة والدول النامية".

وذكر شي أن الصين ستواصل تنمية نفسها وبابها مفتوح على مصراعيه، وبناء بيئة أكثر ملائمة للاستثمار، وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية، وزيادة الواردات، والسعي بكل همة إلى تحقيق مبادرة الحزام والطريق لخلق فرص جديدة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول المشاركة فيها ولتنفيذهم لأجندة 2030 للتنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة.

وسوف تستضيف الصين الدورة الأولى من معرض الصين الدولي للواردات المقرر إقامته في شانغهاي في نوفمبر من هذا العام، وهي خطوة كبيرة للعمل بشكل راسخ على دعم تحرير التجارة وفتح سوقها. وسيكون المعرض بمثابة منصة جديدة للعالم للوصول إلى السوق الصينية.

وحتى الآن، أكدت أكثر من 130 دولة ومنطقة وأكثر من 2800 شركة مشاركتها في المعرض، كما من المتوقع أن يحضر المعرض أكثر من 150 ألف مشتر من داخل الصين وخارجها.

وقال شي إن سبتمبر القادم سيشهد اتحادا للصين والبلدان الإفريقية في قمة منتدى التعاون الصيني - الإفريقي (فوكاك) المقرر عقدها في بكين، مشيرا إلى أن هذه القمة ستمكن الصين وإفريقيا من مواصلة التعاون عالي الجودة وعالي المستوي من أجل المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة.

ولفت الرئيس الصيني إلى "أن الصين والدول الإفريقية مقدر لها أن تكون نعم الأصدقاء ونعم الأشقاء ونعم الشركاء، وأن التعاون الصيني - الإفريقي يعد مثالا رائعا على التعاون بين بلدان الجنوب".

وفي خطابه، أقر شي أيضا بأهمية دور مجتمع الأعمال في تعاون بريكس الاقتصادي، داعيا قادة الأعمال إلى تقديم مزيد من الإسهامات لتشكيل العقد الذهبي الثاني لتعاون بريكس.

ونقلا عن أحد الأقوال الشهيرة لنيلسون مانديلا، أشار شي إلى أن تاريخ تعاون بريكس هو رحلة تقوم بها الدول الخمس، تتسلق فيها تلالا كبيرة للوصول إلى آفاق جديدة.

وقال "إنني على قناعة بأن عندما تمضى دولنا الخمس معا قدما، سنبلغ قمما جديدة ونصل إلى آفاق جديدة ونقدم إسهامات أكبر لسلام البشرية وتنميتها".