النص الكامل لخطاب الرئيس الصيني في الجلسة الكاملة لقمة بريكس في جوهانسبرج
جوهانسبرج 26 يوليو 2018 (شينخوا) ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الخميس) خطابا بعنوان "حولوا رؤيتنا إلى واقع" خلال الجلسة الكاملة لقمة بريكس في جوهانسبرج.
وفيما يلي النص الكامل للخطاب:
حولوا رؤيتنا إلى واقع
تصريحات فخامة شي جين بينغ
رئيس جمهورية الصين الشعبية
في الجلسة الكاملة لقمة بريكس في جوهانسبرج
جوهانسبرج 26 يوليو 2018
فخامة الرئيس سيريل رامافوسا
فخامة الرئيس ميشال تامر
فخامة الرئيس فلاديمير بوتين
فخامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي
دعوني أبدأ بتوجيه الشكر إلى الرئيس رامافوسا وحكومة جنوب افريقيا على كرم الضيافة الحار والترتيبات المدروسة. تعقد قمة بريكس في افريقيا مرة أخرى بعد فترة خمسة أعوام. وهذه مناسبة تدعو للاحتفال.
موضوع هذه القمة "بريكس في افريقيا: التعاون من أجل نمو شامل ورخاء مشترك في الثورة الصناعية الرابعة" - الأكثر تناسبا في ظل هذه الظروف. وكل الثورات الصناعية الثلاث السابقة كانت تتسم بالتقدم التحولي في العلوم والتكنولوجيا: ظهور الميكنة في القرن ال18 واستخدام الكهرباء في القرن ال19 ودخول عصر المعلومات في القرن العشرين. مثل هذه الاختراقات أطلق العنان بقوة للانتاجية الاجتماعية وحسنت بقوة معايير معيشة الشعوب، ومن ثم إعادة التشكيل العميق لمسار التاريخ البشري.
واليوم، نشهد ثورة أخرى في العلوم والتكنولوجيا والصناعة تعد الأعظم في المدى والعمق. ويجري تحقيق اختراقات في تعاقب سريع في التكنولوجيا الرائدة مثل البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي. والتكنولوجيات الجديدة وأنماط الأعمال والصناعات تظهر واحدة تلو الأخرى. والدول حول العالم وجدت ارتباط مصالحها ومستقبلها بشكل لم يحدث من قبل.
الا اننا لم نمر بعد بنمو عالمي بقوى دافعة جديدة ولم نعالج عدم التوازن بين الشمال والجنوب والمشكلات الهيكلية المتأصلة الأخرى. ما هو أكثر، اشتعال النزاعات الجيوسياسية وتصاعد الحمائية والأحادية تؤثر بشكل مباشر على بيئة التنمية الخارجية للاسواق الصاعدة والدول النامية.
وقال إن التاريخ يواصل التحرك قدما بمنأى عن رغبات الشعوب. ومن ثم، فاننا دول بريكس يجب علينا إدراك توجه العصر وتعميق شراكتنا الاستراتيجية وتعزيز إطار تعاوننا بدعم من التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني والتبادلات الشعبية. وبهذه الطريقة، سنكون قادرين على تحويل رؤيتنا الخاصة بالعقد الذهبي الثاني إلى حقيقة وان نبني سويا مجتمع مصير مشترك للبشرية.
أولا، يجب علينا إطلاق العنان للطاقات الضخمة لتعاوننا الاقتصادي. وإقامة تعاون اقتصادي أوثق من أجل الرخاء المشترك هو الهدف الأصلي والأولوية لتعاون بريكس. وفي المجال الاقتصادي نتمتع بفرص تعاون واعدة ومتنوعة ومثمرة. نحتاج إلى تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والاقتصاد والمالية والارتباطية من أجل جعل هذه الكعكة أكبر. وفي الوقت نفسه، علينا العمل سويا في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة التجارة العالمية من أجل الحفاظ على النظام التجاري متعدد الأطراف وتدعيم تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما ورفض الحمائية بشكل صريح.
من المهم ان نواصل اتباع تنمية مدفوعة بالابتكار وبناء شراكة بشأن الثورة الصناعية الجديدة من أجل تعزيز التنسيق في سياسات الاقتصاد الكلي وإيجاد المزيد من المكملات في استراتيجياتنا الخاصة بالتنمية وتعزيز جهود كل طرف للآخر في تجديد القوى الدافعة الاقتصادية وتحديث الهيكل الاقتصادي. وفي هذا السياق، ستستضيف الصين 10 برامج تنمية للموارد البشرية تجري خلالها دعوة خبراء من دولنا الخمس لوضع خطة لتعاوننا في الثورة الصناعية الجديدة. وبعمل ذلك، نأمل في تعزيز القدرة التنافسية ليس فقط بالنسبة لدول بريكس ولكن أيضا الأسواق الصاعدة والدول النامية الأخرى.
ثانيا، يجب علينا الحفاظ على السلام والأمن العالميين. والتعاون السياسي والأمني مكون هام للشراكة الاستراتيجية لبريكس. علينا البقاء ملتزمين بالتعددية وبأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. علينا دعوة كل الأطراف للتمسك بالقانون الدولي والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية وتسوية النزاعات عبر الحوار والخلافات عبر التشاور. وعن طريق تدعيم أدوار اجتماعات بريكس لوزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي والممثلين الدائمين لدى الأمم المتحدة، نستطيع جعل صوتنا مسموعا وتقديم حلولنا والعمل سويا من أجل نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والمساواة والعدالة والتعاون المربح للجميع.
ثالثا، يجب علينا توسيع التبادلات بين الشعوب. تتمتع دول بريكس بحضارات عظيمة. وعندما يتعلق الأمر بالتبادلات الثقافية والشعبية سيكون هناك الكثير الذي نستطيع القيام به. في الحقيقة، مثل هذه التبادلات اكتسبت قوة دافعة على نحو ملحوظ خلال العام الماضي أو العامين الماضيين، إنه ينبغي على بريكس أن تهدف إلى تحقيق ارتباطية أكبر فيما بين شعوبها ونيل دعم شعبي أكبر لتعاون دول بريكس عبر التبادلات المكثفة في الثقافة والتعليم والصحة والرياضة والسياحة ومجالات أخرى. وتقترح الصين إقامة معارض متجولة مشتركة من قبل تحالفات بريكس للمتاحف والمتاحف الفنية والمعارض الوطنية والمكتبات، وإجراء تعاون أوثق في صناعات الثقافة والابتكار والسياحة وعلى المستوى المحلي. عبر تلك الطريقة، سيمكننا نشر قصة بريكس في جميع الانحاء من أجل زيادة تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة التقليدية بين شعوبنا.
رابعا، يجب علينا ان نبني شبكة شراكات أوثق. منذ انطلاق آلية بريكس، ظل الانفتاح والشمول التزامنا الثابت. يهدف منهج "بريكس بلس" الذي تبنته قمة شيامن إلى تعزيز الوحدة والتنسيق بين الدول الأعضاء في بريكس من أجل تحقيق تماسك أكبر، وفي الوقت نفسه، مواصلة توسيع دائرة أصدقاء بريكس خلال مسعى مشترك للتنمية والرخاء المشتركين لكل الأسواق الصاعدة والدول النامية. ربما نستكشف تعاون "بريكس بلس" في إطار الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وأطر أخرى من أجل دفع المصالح المشتركة وتوسيع مساحة التنمية للأسواق الصاعدة والدول النامية، ومن ثم تسهم بشكل أكبر في السلام والتنمية العالميين عبر الشراكات الأوسع نطاقا.
الزملاء
مستقبل بريكس في أيدي شعوبنا. دعونا نعمل سويا مع بقية المجتمع الدولي من أجل تحقيق عالم أجمل وأكثر انفتاحا وشمولا ووضوحا يتمتع بسلام دائم وأمن عالمي ورخاء مشترك.
أشكركم.