تقرير إخباري: خبراء: خطاب الرئيس شي أمام منتدى بريكس للأعمال يظهر الحكمة الصينية
جوهانسبرغ 26 يوليو 2018 (شينخوا) قال مراقبون ومتابعون للصين إن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ أمام منتدى بريكس للأعمال هنا يوم الأربعاء قدم الحكمة الصينية في "العقد الذهبي" الثاني لتعاون بريكس.
فقد رسم خطاب شي، الذي جاء بعنوان "مواكبة اتجاه العصر لتحقيق التنمية المشتركة"، خطة واعدة "للعقد الذهبي" الثاني من تعاون بريكس.
وقال خبراء لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه من المتوقع على نطاق واسع أن تضخ الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، بقيادة دول بريكس، زخما جديدا في تعزيز الاقتصاد العالمي وإعادة تشكيل نظام الحوكمة العالمية.
-- بريكس تدفع مرة أخرى عجلة التعاون
في الخطاب الذي ألقاه خلال المنتدى، ذكر شي أن تعاون بريكس في عقده الأول نبت من الأرض وطرح ثمارا وفيرة. وساهم تعاون بريكس كثيرا في انتعاش ونمو الاقتصاد العالمي.
وقال "علينا مواصلة تعاون بريكس في العملية التاريخية للتحول العالمي، وعلينا تعزيز تنمية دولنا في إطار المسار التاريخي المتمثل في تعزيز التنمية المشتركة لكل من دول بريكس والبلدان الأخرى في العالم، وبالتالي تحقيق أوجه تقدم جديدة في العقد الذهبي القادم".
ولفت كولز ندلوفو، خبير اقتصادي مستقل في جنوب إفريقيا إلى أن ما أثار إعجابه بشدة هو أن الرئيس شي دعا بلدان بريكس إلى إقامة شراكة حول الثورة الصناعية الجديدة وتعزيز التعاون في مجالي الابتكار والتصنيع. وذكر أن الصين تتمتع بخبرة كبيرة في مجال الابتكار كما تمتلك دول بريكس الأخرى أساسا راسخا للابتكار، مضيفا أن دول بريكس لديها إمكانات ضخمة في مجال الأعمال التجارية خلال العقد المقبل.
وأشار لي رن ليانغ الأستاذ بالمعهد الوطني التايلاندي لإدارة التنمية إلى أن آلية تعاون بريكس تلعب دورا حاسما في تعزيز الاقتصاد العالمي، مضيفا أن التعاون الاقتصادي سيظل يشكل جوهر تعاون بريكس.
-- أربعة مقترحات يهتدى بها
قال شي في خطابه الذي ألقاه يوم الأربعاء "ينبغي على دول بريكس مواكبة الاتجاه التاريخي، واغتنام الفرص التنموية، ومواجهة التحديات بشكل مشترك، والاضطلاع بدور بناء في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".
ولتحقيق ذلك، طرح شي أربع مقترحات، حيث دعا دول بريكس إلى مواصلة التعاون القائم على الفوز المشترك، والابتكار، والنمو الشامل، والتعددية لتحقيق تنمية مشتركة لمجموعة الأسواق الناشئة هذه.
ومن جانبه، ذكر ستيفن بيري رئيس نادى مجموعة 48 البريطانية، وهي منظمة بريطانية تتألف من قادة شركات وتعمل على تعزيز التجارة البريطانية - الصينية، ذكر أن مقترحات شي الأربعة يمكن اعتبارها دليلا تهتدي به الدول النامية في مجال التنمية، وهو واضح وصحيح تماما.
كما أشار شي في خطابه إلى أنه لابد من رفض نشوب حرب تجارية لأنه لا فائز فيه، مضيفا أن "الهيمنة الاقتصادية محل اعتراض أقوى، لأنها ستقوض المصالح الجماعية للمجتمع الدولي؛ وأولئك الذين يتبعون هذا المسار لن يؤدى بهم سوى إلى إلحاق الضرر بأنفسهم".
وتقدم هذه التصريحات موقف الصين الثابت بشأن ضرورة التمسك بالتعددية، هكذا قال المراقب السياسي الأرجنتيني باتريسيو جيوستو، مضيفا أن تعزيز تعاون بريكس من شأنه أن يعوض وبشكل فعال التأثير السلبي للحمائية والانعزالية ويبث طاقة جديدة في النمو الاقتصادي العالمي.
-- النهج الصيني
قال شي في الخطاب الذي ألقاه يوم الأربعاء إن الصين "ستشارك بشكل نشط في التعاون بين بلدان الجنوب لإتاحة فرص أكبر للتنمية المشتركة للأسواق الناشئة والدول النامية"، مضيفا أن "الصين ستواصل تطوير نفسها وبابها مفتوح على مصراعيه".
وأشار إلى أن "الصين ستواصل السعي بكل همة إلى تحقيق مبادرة الحزام والطريق لخلق فرص جديدة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول المشاركة فيها ولتنفيذهم لأجندة 2030 للتنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة".
وذكر رئيس مجلس بريكس للأعمال إقبال سورفي أنه إذا ما تضافرت جهود أجندات التنمية الخاصة بدول بريكس مع مبادرة الحزام والطريق، ستجني المزيد من البلدان فوائد في مجموعة واسعة من المجالات بما فيها التجارة والاستثمار، والاقتصاد الرقمي، والاقتصاد الزراعي.
وبالمثل قال سامي القمحاوي نائب رئيس تحرير جريدة ((الأهرام)) المصرية إنه إذا التزمت جميع دول بريكس بتعزيز التنمية المشتركة مع الدول النامية، فسوف تعم الفائدة على الشعوب في أنحاء العالم، وهذا سيكون أيضا مساهمة كبيرة من مساهمات الحكمة الصينية.