تقرير إخباري : كلمة شي في قمة بريكس تحظى بإشادة كبيرة من مراقبين دوليين
بكين 27 يوليو 2018 (شينخوا) حظيت الكلمة التي ألقاها الرئيس الصيني شي جين بينغ في القمة العاشرة لبريكس في جوهانسبرج بإشادة كبيرة من الباحثين والمراقبين في الدول أعضاء بريكس وغيرها من البلدان.
وضمت قمة كتلة الأسواق الصاعدة التي عقدت في الفترة من 25 إلى 27 يوليو، زعماء الدول الأعضاء بالكتلة، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا - والذين اجتمعوا لمناقشة سبل السعي إلى تحقيق التنمية والرخاء المشتركين في ظل تحديات عالمية جديدة.
وقال ماشاريا مونيني أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بكينيا، إن مقترح الرئيس شي حول تعزيز التعاون الاقتصادي بين أعضاء الكتلة الخمسة في مجالات التجارة والاستثمار والتمويل والارتباطية، سوف يساعد على صياغة نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلاً.
وأضاف ماشاريا أن التعاون السياسي الأمني يمثل جزءاً هاما من التعاون في إطار بريكس. وفي هذا الصدد، فإن دعوة الرئيس شي لالتزام قوي تمثل أهمية كبيرة لتعزيز السلام العالمي.
وقال شيبرد مبوفو، وهو محاضر كبير بجامعة ليمبوبو في جنوب أفريقيا، إن دعوة الرئيس شي إلى التحلي بالقوة في حماية السلام والأمن الدوليين وإلى حل النزاعات عبر الحوار، تمثل مصدرا للإلهام وسط التحديات الأمنية العالمية المتزايدة.
وأضاف مبوفو أن تحقيق التنمية والرخاء يصبح أمرا ممكنا فقط عندما يتم ضمان تحقيق الأمن.
وقال بي. آر. ديباك، وهو أستاذ بمركز دراسات الصين وجنوب شرق آسيا في جامعة جواهرلال نهرو، إن الرئيس شي " يدعم باستمرار (روح بريكس) القائمة على التعاون والشراكة مع وجود قيم الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل والمساواة، في القلب منها."
وفي رأي روني لينز، مدير المركز الصيني - البرازيلي للبحوث والأعمال، فإن التعددية والحوار والتنسيق هي الملاحظات والأفكار الرئيسية لبلدان بريكس من أجل تعزيز علاقاتها.
وأضاف لينز أنه خلال الوقت الراهن، قامت بلدان بريكس الخمسة بتفعيل آلية للحوار متعددة الطبقات وواسعة النطاق، وهي الآلية التي مكنت تلك البلدان من استغلال مختلف منصات الحوار للبحث عن حلول ولحل النزاعات، ما يظهر علاقة دولية تقوم على التعاون متبادل النفع والمكاسب المشتركة.
وفي كلمته، اقترح الرئيس شي أن يتم استكشاف آلية " بريكس بلاس" في إطار الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وغيرهما من الأطر، من أجل تعزيز الفضاء الإنمائي للأسواق الصاعدة والبلدان النامية، وبهذا تساهم الآلية على نحو أكبر في تحقيق السلام والتنمية العالميين عبر شراكات أوسع.
ويتفق بعض الخبراء مع شي حول هذا الرأي، وهم يعتقدون أن نموذج " بريكس بلاس" سوف يساعد على توحيد المزيد من البلدان النامية وعلى بناء نظام عالمي أكثر عقلانية وعدلا.
وقال فاسيلي كاشين، وهو باحث بمعهد دراسات الشرق الأقصى بالاكاديمية الروسية للعلوم، إن مبادرة الرئيس شي في غاية الأهمية، مضيفا أن الصين تبذل جهودا لاستكشاف آليات تعددية، ومنها " بريكس بلاس".
وقال أوليفر ستوينكل، خبير العلاقات الدولية في مؤسسة جيتوليو فارجاس بالبرازيل، إن الصداقة واسعة النطاق سوف تسمح للبلدان النامية بالتعاون على نطاق أوسع، مضيفاً أن توسيع التعاون في إطار آلية " بريكس بلاس" سوف يؤدي إلى تعزيز الحوار بين الأسواق الصاعدة.
وفي كلمته، أكد شي على أنه يتعين على بريكس أن تسعى إلى تحقيق ارتباطية شعبية أكبر ودعم شعبي أكبر للتعاون في إطار بريكس، من خلال تبادلات مكثفة في المجالات الثقافية والتعليمية والصحية والرياضية والسياحية.
وتابع شي " بهذه الطريقة، نستطيع نشر قصة بريكس في كل مكان من أجل تعزيز الفهم المتبادل والصداقة التقليدية بين شعوبنا".
وقال ستوينكل " من خلال الجهود المشتركة، ازدهر التعاون في إطار بريكس في مختلف المجالات، وبخاصة فيما يخص التبادلات الشعبية".
وأبرز وليام جونز، رئيس مكتب مجلة (المراجعة الاستخباراتية التنفيذية) في واشنطن، أهمية دعوة الرئيس شي للمزيد من التبادلات الثقافية بين بلدان بريكس.
وقال جونز " الرئيس شي منح أهمية قصوى للحوار بين الثقافات، مؤكدا على أهمية قيام كل بلد بنشر الإنجازات الثقافية للبلدان الأخرى، على نطاق أوسع، حتى يراها العالم. إن فكرة مجتمع مصير مشترك تتضمن أيضا عالمية الثقافة الإنسانية، رغم أنه قد يتم التعبير عن ذلك بلغات مختلفة وأشكال فنية مختلفة."
وتابع جونز " إن اقتراح إقامة متاحف لمجموعة بريكس لإبراز البلدان الأعضاء ثقافات بعضها البعض، يعد أحد الوجوه الهامة للتبادلات في إطار بريكس".