تقرير إخباري: إرساء إستراتيجية للتنمية واستشراف مستقبل مشرق...الإمارات تثمن إنجازات زيارة الرئيس شي
بكين أول أغسطس 2018 (شينخوا) ثمنت مختلف الأوساط في الإمارات وأثنت كثيرا على إنجازات زيارة الدولة المثمرة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 19 إلى 21 يوليو الماضي.
فخلال هذه الزيارة التي سادتها أجواء من الصداقة والرغبة المتبادلة في تنمية العلاقات الثنائية، تعهدت الصين والإمارات بتعزيز التعاون الثنائي في إطار مبادرة الحزام والطريق وذلك في إطار اتفاق الجانبين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة. واتخذ هذا القرار خلال محادثات أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ مع كل من نائب رئيس الإمارات ورئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وعبر الارتقاء بمستوى العلاقات بينهما، ستقوم الصين والإمارات بتعزيز التعاون الثنائي العميق في شتي المجالات. كما ستعززان التنمية المستمرة للعلاقات الثنائية لترتقي إلى مستويات أعلى وتشمل مجالات أوسع وأعمق .
وفي إعلان الصين والإمارات عن النهوض بعلاقاتهما الثنائية، قالت الدولتان إنهما على استعداد لإقامة شراكة تجارية واستثمارية مستدامة من أجل تحقيق مصالحهما المشتركة. وحول ذلك، أكد وزير الدولة الإماراتي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أن "الإعلان من قبل القيادتين في دولة الإمارات والصين عن تأسيس الشراكة الإستراتيجية الشاملة يعد من أهم نتائج زيارة فخامة الرئيس الصيني إلى دولة الإمارات، حيث تعد هذه الشراكة أعلى مستوى للتعاون بين البلدين الصديقين. كما يأتي هذا الإعلان تتويجا لسنوات من العمل الدؤوب والمتابعة الحثيثة لتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتعزيز التعاون مع الصين، وكذلك الجهود الكبيرة من الجهات المعنية في كلا البلدين وبتنسيق ومتابعة مستمرة من وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات".
وأضاف الجابر أن "هذا الإعلان يرسم إطارا شاملا لتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، بما فيها السياسية، والاقتصادية والدفاعية والمالية، والتعليمية والعلمية والتكنولوجية، والطاقة المتجددة والمياه، والنفط والغاز، وإنفاذ القانون والأمن، وكذلك في المجالات الثقافية والإنسانية والدبلوماسية والقنصلية، إضافة إلى وضع آليات واضحة للتعاون لتحقيق أهداف هذه الشراكة الإستراتيجية الشاملة".
وأكد أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات من خلال مفهوم التنمية الشاملة التي تركز على البناء واستشراف المستقبل وتضافر الجهود لتحقيق التقدم العلمي وتسخير التكنولوجيا الحديثة "لضمان المستقبل المشرق الذي ننشده لأبنائنا وأحفادنا".
ومن جانبها، قالت وزيرة الثقافة والمعرفة الإماراتية نورة بنت محمد الكعبي إن زيارة الرئيس شي التاريخية ستوفر منصة للارتقاء بالتعاون إلى شراكة إستراتيجية. وأشارت إلى أوجه التشابه الثقافي بين البلدين، مؤكدة أن القيم المشتركة بينهما تمثل جسرا للتفاهم بين ثقافتيهما.
ويرى وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري أن زيارة الرئيس شي إلى الإمارات تأتي ترجمة لأواصر الصداقة، قائلا إن بناء مرتكزات هذه الشراكة أمر مهم تفخر به دولة الإمارات على صعيد علاقاتها الاقتصادية الدولية ولا سيما أن مظلة التعاون الاقتصادي بين البلدين تشمل معظم القطاعات الحيوية.
وتابع قائلا إنه "من خلال ما أثمرت عنه زيارة فخامة الرئيس شي جين بينغ من تفاهمات واتفاقيات جديدة، فإننا على ثقة بأن شراكتنا ستقفز إلى مستوى جديد من الازدهار".
وتحت عنوان (الإمارات مع الصين..المستقبل الآن)، أكدت افتتاحية نشرت في صحيفة ((الخليج)) الإماراتية يوم 21 يوليو على أهمية زيارة الرئيس شي، مشيرة إلى أن البلدين لديهما رؤية مشتركة في الإدارة وسياسة المبادرة والإبداع والابتكار. كما أبرزت الافتتاحية الثمار التي حققتها الزيارة ومن بينها "تبادل 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وتحويل النظر إلى تطبيق، خصوصا ما خَصّ حضور الإمارات في صميم مبادرة الحزام والطريق، وفي قلب طريق الحرير، وذلك نحو استعادة ماضي الأجداد المشترك، وتطويق التجارة والاقتصاد بالثقافة والفنون". .
وأشار محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة ((الاتحاد)) الإماراتية في مقالة له بعنوان (الإمارات والصين..شراكة إستراتيجية) نشرت على الموقع الإلكتروني للصحيفة يوم 21 يوليو إلى أن "الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينغ كانت مثمرة وناجحة على جميع المستويات الرسمية والشخصية، فوجود الرئيس الصيني على رأس وفد رفيع المستوى في الإمارات وحضوره توقيع الاتفاقيات والشراكات الثلاث عشرة، جزء من عمل كبير بدأ قبل ثلاثة عقود، وسيستمر لعقود متتالية وستجني ثمارها الأجيال المقبلة من أبناء دولة الإمارات".
وأضاف الحمادي أن "ما يجعل التناغم في العمل بين البلدين على جميع الأصعدة في المستقبل ممكنا بل وقويا هو أن القيادتين والبلدين يتشاركان في المبادئ والقيم الرئيسية وأن الرؤية المستقبلية متقاربة جدا". ونقل في مقالته عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قوله في تغريدة قوله "نتعلم من تجربة الصين التنموية الشيء الكثير.. قرأت كتاب الرئيس الصيني حول الحكم والإدارة.. تحدث فيه عن دور الحكومة في سعادة الشعب، وعن أهمية الشباب، وإيمانه بالقوة الناعمة وعن الابتكار والتكنولوجيا ودورهما في المستقبل.. نتشابه معهم في طريقة الإدارة وفلسفتها..هم الأقرب لنا".