مقالة خاصة: ملجأ للكلاب الضالة في مصر يستجيب إلى "صوت من لا صوت له"

2018-08-06 02:09:56|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 5 أغسطس 2018 (شينخوا) "نحن نعتني بالكلاب الضالة المريضة والجريحة، لأنها لا تستطيع طلب المساعدة مثل البشر، ونرحب بها في بيتها الجديد، ولا نعيدها أبدا إلى الشوارع بعد شفائها"، هكذا قالت إنجي طارق أحد مؤسسي ملجأ "فريق القاهرة لإنقاذ الحيوانات" والمعروف اختصارا باسم "كارت"، في مصر.

ويتخذ ملجأ كارت " صوت من لا صوت له" شعارا له، حيث يقوم بإرسال متطوعيه إلى الحالات المبلغ عنها من كلاب الشوارع التي تعاني من ظروف صعبة، مثل الكلاب المشلولة وتلك المصابة بطلقات في الأقدام، وأيضا التي تعاني من كسور أو حروق.

"بدأنا منذ خمس سنوات بحوالي 30 كلبا، واليوم أصبح الملجأ بيتا لأكثر من 800 كلب"، أضافت إنجي لوكالة أنباء الصين (شينخوا)، وهي تعتني بأحد الكلاب الذي يعاني من جرح غائر في الرقبة.

ويقع الملجأ الرئيس في مركز أوسيم بمحافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة، على مساحة أربعة آلاف متر مربع، إلى جانب وحدة سكنية وفيلا بالجوار، وهي منشآت تم استئجارها لرعاية الكلاب.

وبمجرد الدخول من البوابة الرئيسية، يوجد المئات من كلاب الشوارع المعروفة في مصر باسم "الكلاب البلدي" في فناء شاسع، مقسم بحواجز خشبية، مع وجود أوعية كبيرة ممتلئة بالمياه والطعام في المنتصف، حيث استمرت الكلاب في النباح بصوت مرتفع عند رؤية الغرباء.

وعلى الجانب الأيسر للملجأ، توجد عيادة وبضعة حجرات يتم احتجاز الكلاب فيها للعلاج، كما توجد حجرات أخرى لمبيت العاملين، الذين يذهبون إلى بيوتهم فقط في العطلات والإجازات.

وقابلت إنجي طارق، عبده جو رئيس مجلس إدارة كارت حاليا، لأول مرة عندما كان كل منهما يعمل في إنقاذ الحيوانات بشكل فردي، وقررا معا فتح ملجأ مرخص لإنقاذ الحيوانات، وحيث أنهما يتشاركان نفس الاهتمامات فقد ارتبطا في نهاية الأمر.

وتغطي التبرعات بين 20 إلى 40% من نفقات كارت، التي تبلغ حوالي 80 ألف جنيه شهريا، وتتحمل إدارة الملجأ بقية النفقات.

وأضافت طارق "أحيانا تكون التبرعات غير كافية، حيث أن الكثير من المصريين يفتقدون ثقافة إنقاذ الحيوانات، ويفضلون التبرع من أجل البشر"، داعية إلى نشر ثقافة التبرع لإنقاذ الحيوانات التي لا تستطيع طلب المساعدة.

وتابعت بلهجة يغلب عليها الأسى، "في الحقيقة هي تصرخ طلبا للمساعدة والرحمة، لكن معظم الناس لا يفهمونها أو يستمعون لها".

ويستضيف الملجأ كل أنواع الكلاب بلا تفرقة، سواء كانت كلاب بلدي أو من سلالات مثل جيرمان شيبرد وبوكسر ولابرادور وغيرها.

وأردفت طارق أن " معظم السلالات الموجودة بالملجأ إما قد هجرها أصحابها أو ضلت عنهم ولم تستطع التكيف مع البيئة المحيطة للبقاء، لذلك نحاول أن نوفر لهم بيئة مثل التي كانوا يعيشون فيها".

ويقدم ملجأ كارت العلاج لحالات الإصابة والأمراض الأكثر صعوبة، ويستقبل أي حالة في أي وقت على مدار اليوم.

ويملك الملجأ صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ويتابعه عشرات الآلاف من المهتمين، حيث يستطيع المتابعون الإبلاغ عن أي كلب وتصويره وإرسال الصور والعنوان إلى الملجأ، حتى يقوم بإنقاذه.

وناشد مؤسسو الملجأ، الحكومة بدعم جهودهم في إنقاذ الحيوانات، كما ناشدوا البرلمان بإصدار قانون لحماية الحيوانات.

ويعمل في كارت ستة أشخاص بدوام كامل، إلى جانب طبيب بيطري، وتلقى العمال دورات تدريبية في مجال تمريض وإسعاف الكلاب.

بدوره، قال الشاب الثلاثيني سيد عبدالنبي، الذي يعمل في كارت منذ تأسيسه، إن "إدارة الملجأ تعاملني جيدا حتى أني أشعر بأني صاحب الملجأ وليس عاملا به، ما جعلني أحب المكان وأبذل ما بوسعي لإنقاذ الكلاب".

وأضاف لوكالة (شينخوا)، " أنا عموما أحب الحيوانات خاصة الكلاب، لأنها وفية ولا تغدر أبدا بأصحابها"، وتابع "عندما أعالج بعض الكلاب أشعر بأن الإصابات في جسمي، وعندما يتماثل الكلب للشفاء أشعر بأني أسعد شخص في الكون".

وأكد عبدالنبي أن ضيق مساحة كارت ونقص الموارد المالية هما أكبر التحديات التي تواجه إدارة الملجأ، في ظل العدد المتزايد من الكلاب التي تأتي إلى كارت.

وتحظى بعض الكلاب التي تماثلت للشفاء في الملجأ بفرص التبني خارج البلاد في الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وغيرها، حيث كان كارت يقوم بإرسال من 10 إلى 15 كلبا في المرة الواحدة إلى الخارج حسب طلبات التبني، لكن السلطات المعنية قلصت العدد إلى اثنين، حسب إدارة الملجأ.

ومن المقرر أن يسافر كابيتو، وهو كلب بلدي صغير تماثل للشفاء، إلى ألمانيا حيث ستتبناه عائلة هناك، وبمجرد موافقة السلطات المعنية وقبل سفر كابيتو سوف يقوم الملجأ بمنح الكلب شهادة تحتوي على تفاصيل عن حالته الصحية وتطعيمه وما إلى ذلك.

وعلى الرغم من أن كارت أنشئ خصيصا لإنقاذ الكلاب، إلا أنه لا يرفض أي حيوان آخر يحتاج إلى الإنقاذ، حيث يوجد بالملجأ حاليا حماران و80 قطة يتلقون العلاج والتأهيل.

بينما قالت كريمة سمير، التي تدرس التاريخ في جامعة عين شمس وتعمل في كارت، إنه من السهل التعامل مع الكلاب بسبب ولائها وطيبتها، عكس ما يظن الكثير من الناس، منوهة بأنها دائما ما تعلم نفسها كيفية إنقاذ الكلاب من خلال تصفح الكتب وشبكة الانترنت ومشاهدة مقاطع الفيديو ذات الصلة.

وأشارت إلى أن أصعب الحالات التي تقوم حاليا بعلاجها هي لكلبين، أحدهما يعاني من الشلل، والآخر مصاب بطلقات نارية في أرجله.

وتابعت " أشعر بآلام الكلاب واحتياجاتها، واستطيع أن أعرف ما إذا كان الكلب مريضا أو جائعا أو عطشانا بمجرد النظر في عينيه".

   1 2 3 4 >  

الصور

010020070790000000000000011100001373699131