مقالة خاصة: الصين وأفريقيا تعززان تعاونهما في مجال تقنيات الزراعة الاستوائية
بكين أول سبتمبر 2018 (شينخوا) أعرب المندوبون الأفارقة المشاركون بالدورة الأولى لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي لتقنيات الزراعة الاستوائية، الذي عقد يومي 30 و 31 أغسطس في مقاطعة هاينان الجزرية جنوبي الصين، عن ضرورة تعميق وتوسيع التعاون الأفريقي- الصيني في مجال التقنيات الزراعية على أساس المنافع المتبادلة.
وخلال انعقاد المنتدى ناقش أكثر من 100 من المسؤولين الحكوميين والخبراء الزراعيين من الصين والدول الأفريقية كيفية تعزيز التعاون في مجالات مثل الابتكار التكنولوجي وتدريب المواهب وإنشاء منصة مستدامة للتبادل.
وقال توماس غبوكي نائب وزير الزراعة السابق في ليبيريا، إن نسبة التطوير للأراضي القابلة للحرث في الدول الإفريقية دون الـ 30 بالمئة رغم وفرة الموارد في أرجاء القارة الشاسعة، مشيرا إلى أن الافتقار الشديد للتقنيات الزراعية يؤدي إلى الاستعانة بعدد أكبر من الأيدي العاملة وخفض إنتاجية الأرض الزراعية، وهو ما يفضي إلى تخلف التنمية الاجتماعية ونسب الفقر العالية.
وقال إنه يأمل في قدوم المزيد من الخبراء الصينيين والشركات الصينية إلى ليبيريا من أجل تعزيز التعاون والاستثمار، مؤكدا أن التنمية الزراعية في بلاده لا تستغني عن مساعدة الشقيق الصيني.
وقال مندوب وكالة تنمية زامبيا، إن الصين تتمتع بتقنيات زراعية متقدمة وتتكامل زامبيا والصين في تطوير الزراعة تكاملا كبيرا، مؤكدا أن زامبيا ترغب في جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى قطاع الزراعة الأفريقي ونقل التقنيات الزراعية الصينية المتقدمة من أجل زيادة إنتاج الحبوب في أفريقيا بشكل فعال وضمان أمن الغذاء للقارة السمراء.
وخلال المنتدى وقعت الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية الاستوائية اتفاقيات تعاون مع مجلس تنمية الزراعة والموارد الحيوانية في رواندا ووكالة تنمية زامبيا ومعهد زامبيا للبحوث الزراعية، بهدف تعميق التعاون على صعيد تعزيز جودة المنتجات الزراعية وتطوير برامج التدريب.
وكانت الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية قد عقدت ثماني دورات تدريبية دولية للدول الأفريقية في مجال الزراعة الاستوائية، وتم خلالها تدريب 671 شخصا من 13 دولة افريقية منذ عام 2016.
وقال لي هونغ تاو، نائب مدير مركز التعاون الاقتصادي الخارجي التابع لوزارة الزراعة والشئون الريفية الصينية، في المنتدى إن الصين والدول الافريقية تتكامل في مجالات البحوث الزراعية والاستثمار والتجارة مع وجود امكانات كبيرة للتعاون. وفي هذا الصدد، أنشأت الأكاديمية المذكورة مركز بحوث صيني-أفريقي مشترك للزراعة الاستوائية في ديسمبر 2016، من أجل البحث في احتياجات الدول الافريقية لتطوير الزراعة الاستوائية وتحقيق اختراق تقني زراعي بالدول الأفريقية عن طريق بناء مختبرات مشتركة وقواعد نموذجية.
ويرى تشن سونغ بي، باحث في الأكاديمية، أن الصين والدول الأفريقية تتمتع بإمكانات كبيرة للتعاون في مجال تقنيات الزراعة الاستوائية، مشيرا إلى أن علماء الجانبين يمكنهم التعاون لتحسين تقنية تصنيف البذور وإعدادها ومن ثم زيادة القيمة المضافة للمنتجات الزراعية الافريقية.
وضرب تشن مثالا قائلا "إن التقنية يمكنها زيادة ثروة الفلاحين الأفارقة، إذ عاد متدرب افريقي إلى بلده عقب تدريبه وتعلم تقنية تطوير جينات نبات الكسافا، ونجح في زيادة إنتاجه من ذلك النبات من 10 أطنان/هكتار إلى 20 طنا/هكتار وكسب أموالا أكثر مقارنة مع الآخرين."
كما قال وانغ فو يو، باحث في الأكاديمية إنه يملك تقنية ناضجة لمكافحة آفات أشجار النخيل وتمت تجربتها في عمان والإمارات وحققت نتيجة جيدة، مضيفا "نأمل في أن تساعد هذه التقنية مزيدا من الدول بشمالي أفريقيا."
وفي هذا السياق، قال وانغ شيان تشونغ، مدير المكتب الأفريقي لمركز التعاون الاقتصادي الخارجي التابع لوزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، إنه يتوقع أن يتعزز التعاون الصيني الافريقي في مجال تقنية الزراعة الاستوائية ويتطور إلى نطاق أوسع ليغطي جميع حلقات السلسلة الزراعية النامية في القارة الافريقية."