النص الكامل: كلمة الرئيس شي جين بينغ خلال الاجتماع المشترك مع الصحفيين مع الرئيسين الإفريقيين المشاركين لقمة فوكاك

2018-09-05 18:09:59|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 4 سبتمبر 2018 (شينخوا) ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة خلال اجتماع مشترك مع الصحافة مع الرئيسين الإفريقيين السابق والحالي المشاركين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) هنا يوم الثلاثاء.

فيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس شي جين بينغ.

كلمة الرئيس شي جينبينغ في المؤتمر الصحفي المشترك

لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي

يوم 4 سبتمبر عام 2018

الرئيس سيريل رامافوزا المحترم،

الرئيس ماكي سال المحترم،

الأصدقاء من الصحافة،

السيدات والسادة:

مساء الخير! أنا سعيد جدا بلقائكم.

في البداية، يسعدني أن أعلن أن قمة بجين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2018 قد اختتمت بنجاح للتو.

في اليومين المنصرمين، اجتمع قادة الدول الأعضاء لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي في بجين تحت عنوان "التعاون والكسب المشترك، ويدا بيد لإقامة مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وإفريقيا"، حيث قاموا باستعراض مدى تنفيذ نتائج قمة جوهانسبرغ للمنتدى عام 2015 وتخطيط مسيرة العلاقات الصينية الإفريقية في المستقبل ورسم الخطة العريضة للتعاون الصيني الإفريقي. أصدرت القمة "إعلان بجين بشأن إقامة مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وإفريقيا" الذي يبلور توافق الجانبين الصيني والإفريقي حول القضايا الدولية والإقليمية الهامة في الوقت الراهن، ويرسل رسالة قوية إلى العالم مفادها أن الصين وإفريقيا ستتقدمان يدا بيد إلى الأمام. كما تبنت القمة "البرنامج التنفيذي لقمة بجين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي" الذي يؤكد على أن الجانبين الصيني والإفريقي سيركزان على تنفيذ "الحملات الثماني" في السنوات الثلاث المقبلة، وتعزيز التعاون العملي في كافة المجالات على نحو شامل.

اتفقنا بالإجماع على أن عالم اليوم يمر حاليا بتغيرات لم يشهدها منذ مائة سنة، إذ تتطور التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية على نحو معمق، ويترابط مصير شعوب العالم بشكل أوثق من أي وقت مضى. وفي الوقت نفسه، تتنامى العوامل غير المستقرة وغير المتأكدة في العالم، وتواجه البشرية الكثير من التحديات المشتركة. نحن على استعداد للعمل يدا بيد على إقامة مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا قائم على المسؤولية المشتركة والتعاون والكسب المشترك والرفاهية المشتركة والازدهار الثقافي المشترك والأمن المشترك والتعايش المتناغم، بما يحافظ على المصلحة المشتركة للجانبين بشكل أفضل، ويعزز قوة الدول النامية، ويجعل العالم الذي نعيش فيه أكثر توازنا وجمالا، ويشكل نموذجا عصريا لإقامة مجتمع مصير مشترك للبشرية كلها.

اتفقنا بالإجماع على أن العلاقات الصينية الإفريقية صمدت أمام اختبارات الزمان وتغيرات الأوضاع الدولية، وشقت طريقا مميزا بالتعاون والكسب المشترك، فتكون في أفضل حالها على مر التاريخ. يحرص الجانبان الصيني والإفريقي على تعزيز المواءمة الاستراتيجية والتنسيق السياسي ودفع التعاون الصيني الإفريقي في بناء "الحزام والطريق"، وربط "الحزام والطريق" بـ"أجندة 2063" للاتحاد الإفريقي وأجندة التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة والاستراتيجيات التنموية للدول الإفريقية بشكل وثيق، وإعطاء الأولوية لتنفيذ الحملات الثماني المتمثلة في التنمية الصناعية وترابط المنشآت وتسهيل التجارة والتنمية الخضراء وبناء القدرات والصحة والتواصل الشعبي والسلم والأمن، بما يزيد الفرص والقوة الدافعة للتعاون الصيني الإفريقي.

اتفقنا بالإجماع على أن العلاقات الصينية الإفريقية تشهد التماسك والحيوية والإبداع غير المسبوق، الأمر الذي يوفر فرصة مهمة للتنمية في الصين وإفريقيا. إن الصين أكبر دولة نامية في العالم، بينما تكون إفريقيا قارة تجمع أكبر عدد من الدول النامية. سيعزز الجانبان الصيني والإفريقي التضامن والتعاون بعزيمة لا تتزعزع، ويتكاتفان في طريق التعاون والكسب المشترك والتنمية المشتركة. سيواصل الجانب الصيني الالتزام بمفهوم الشفافية والعملية والحميمية والصدق ووجهة النظر الصحيح للعدالة والمنفعة والعمل مع الجانب الإفريقي على استمداد القوة من الرصيد الغني للصداقة والثقة المتبادلة بين الصين وإفريقيا، ومسايرة الزخم المزدهر للتعاون العملي بين الجانبين، بما يدفع علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين وإفريقيا للتقدم على نحو أكثر عمقا وفعلية وبخطوات ثابتة ومستمرة.

اتفقنا بالإجماع على أن التنمية والنهضة حق مستحق لإفريقيا، وذلك يتطلب جهود الدول الإفريقية وشعوبها وكذلك الدعم من المجتمع الدولي. ظل التعاون الصيني الإفريقي، باعتباره جزءا من التعاون الدولي مع إفريقيا، يلتزم بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والانفتاح والشمول. نأمل من الشركاء الدوليين التعلم من بعضهم البعض وتوظيف المزايا لكل منهم وتوحيد الجهود، والمساهمة بشكل مشترك في السلام والتنمية في إفريقيا. في التعاون مع إفريقيا، يجب على كافة الأطراف الدولية احترام سيادة الدول الإفريقية والإصغاء إلى آراءها والاهتمام بمواقفها والوفاء بالوعود تجاه إفريقيا.

قد أنجز الاجتماع جدول الأعمال المقرر بشكل سلس، وتوصل قادة الجانبين الصيني والإفريقي إلى توافق مهم حول كافة القضايا الهامة وأطلقوا صوتا موحدا. تكللت قمة بجين بنجاح تام وحصدت ثمارا وافرة، وسجلت صفحة تاريخية جديدة للعلاقات الصينية الإفريقية، وشكلت معلما عصريا جديدا لتعاون الجنوب-الجنوب.

انتهازا لفرصة لم الشمل للأسرة الصينية الإفريقية الكبيرة، عقد قادة الجانبين الصيني والإفريقي لقاءات ثنائية مكثفة في الأيام الأخيرة، كما قام بعض رؤساء الدول والحكومات الإفريقية بزيارة للصين. عقدتُ لقاءات ثنائية مع جميع القادة الأفارقة الذين زاروا الصين لحضور قمة بجين، حيث تبادلنا الآراء بشكل معمق حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتوصلنا إلى توافق واسع ومهم.

قد مضى 18 سنة على تأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي، الذي وُلد متماشيا مع تيار العصر وتطور مع تقدم التعاون الصيني الإفريقي، وازداد نضجا واستكمالا مع مرور الوقت، وقد أصبح معلما للتعاون الدولي مع إفريقيا وتعاون الجنوب-الجنوب. إن نجاح قمة بجين يجعل علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين وإفريقيا تقف عند منطلق تاريخي جديد، ويفتح لها مسيرة تاريخية جديدة. يجب علينا بذل جهود مشتركة لتفعيل وتقوية المنتدى وتنفيذ مخرجات قمة بجين بشكل شامل وفعال، بما يعود بالفوائد الملموسة على شعوب الجانبين الصيني والإفريقي.

السيدات والسادة،

بمناسبة اختتام قمة بجين، أتقدم بخالص الشكر للقادة الأفارقة الذين حضروا القمة، وهم مَن ساهم بأفكاره واقتراحاته وخبراته وحكمته بدون كلل وملل، وهم مَن أنجح هذه القمة بشكل تام.

كما أود توجيه الشكر الخاص للرئيس رامافوزا على تعاونه الوثيق معي لترأس هذه القمة خلال اليومين الماضيين، وأشكر جنوب إفريقيا على أداءها الرائع خلال فترة رئاستها المشتركة للمنتدى. وأهنئ السنغال بتولي الرئاسة المشتركة للدورة الجديدة من المنتدى، وأشكر الرئيس ماكي سال على حماسته تجاه تطوير المنتدى.

كما أشكر الأصدقاء من أوساط الأعمال والثقافة والمراكز الفكرية ووسائل الإعلام لدى الجانبين على مشاركتهم النشطة ودعمهم القوي لهذه القمة. وأشكر الأصدقاء من الصحافة، أنتم مَن نقل المشاهد العظيمة والنتائج المثمرة للقمة إلى العالم أول بأول وبشكل شامل. آمل منكم مواصلة متابعة منتدى التعاون الصيني الإفريقي ودعم تطور العلاقات الصينية الإفريقية.

أنا على يقين، بفضل جهودنا المشتركة والدعم الكبير من شعوب الجانبين الصيني والإفريقي البالغ عددها ملياران و600 مليون نسمة، ستنجح قضيتنا العظيمة لبناء مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وإفريقيا بكل التأكيد، وستكون العلاقات الصينية الإفريقية مقبلة على مستقبل أكثر إشراقا بكل التأكيد.

شكرا لكم جميعا.

010020070790000000000000011100001374468791