مقالة خاصة: قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي تظهر نهج الصين المشجع وإخلاصها لأفريقيا
بكين 6 سبتمبر 2018 (شينخوا) تظهر قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) التي انعقدت يومي 3 و4 سبتمبر النهج "المشجع" للصين في علاقاتها مع أفريقيا وتفاني بكين بغير أنانية في مساعدة الدول النامية، حسبما قال خبراء وقادة العالم.
نهج "اللاءات الخمسة "
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال كلمته التي ألقاها في الحفل الافتتاحي للقمة يوم الإثنين، نهج "اللاءات الخمسة" الذي تتبناه الصين في علاقاتها مع إفريقيا وهى: لا تدخل في سعي الدول الأفريقية لطرق التنمية التي تلائم ظروفها الوطنية، ولا تدخل في شؤونها الداخلية، ولا فرض إرادة الصين عليها، ولا ربط للمساعدات بأي شروط سياسية، ولا سعي لتحقيق مكاسب سياسية أنانية في التعاون الاستثماري والمالي.
وأعرب ماك هنري فيناني رئيس إدارة التجارة والهجرة والجمارك في برلمان عموم أفريقيا وزعيم المعارضة في ناميبيا، عن دعمه لسياسة "عدم التدخل وعدم فرض أي شروط" الصينية في مساعدات التنمية وتمويل البنية التحتية في أفريقيا.
وقال فيناني "إن إعلان الرئيس شي دعم بلاده لأفريقيا من دون أي شروط هو موضع ترحيب ويمثل حجر زاوية في التعامل بين الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأفريقيا. ومهما كانت المساعدات التي تقدمها الصين لأفريقيا من أجل النمو الاقتصادي وتنمية البنية الأساسية فقد جاءت في الوقت المناسب، حيث تحتاج أفريقيا إلى شريك للنمو في الوقت الحالي."
وقال هوزي ريرواكو المحلل السياسي والمحاضر في العلوم السياسية في جامعة ناميبيا، إن الصين تثبت أنها صديقة لأفريقيا في جميع الأحوال.
وأضاف ريرواكو "منذ وقت طويل تتطلع أفريقيا إلى إيجاد شريك لتأسيس علاقات متبادلة النفع معه، وأثبتت الصين أنها هذا الشريك"، ووصف نهج "اللاءات الخمسة " بأنه" مشجع".
ووصف ستيفان نديجوا، المحاضر في السياسات العامة في جامعة افريقيا الأمريكية الدولية في كينيا، الصين بأنها "شريك حقيقيا للتنمية" بالنسبة لأفريقيا.
وقال ستيفان "اختارت الصين أن تترك الدول الافريقية تختار طريقها الخاص نحو قارة افريقية فريدة حقا وفقا لهويتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".
وقال سودهيندرا كولكارني الرئيس السابق لمؤسسة فكرية هندية ،إن الصين وافريقيا تتمتعان بعلاقات تعاون وطيدة.
وأضاف أن نهج "اللاءات الخمسة"، وهو نموذج جديد للتعاون الدولي، يعني ان التعاون الصيني-الأفريقي يرتكز على المساواة والاحترام المتبادل.
إنجازات هامة
اعتمدت خطة عمل بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (2019- 2021) خلال القمة لتأكيد أن الصين وافريقيا ستدعمان التعاون البراجماتي بشكل شامل بالتركيز على تطبيق المبادرات الثماني الكبرى وهى التعزيز الصناعي وربط البنية التحتية وتسهيل التجارة والتنمية الخضراء وبناء القدرات والرعاية الصحية والتبادلات الشعبية والسلام والأمن.
وقال إيرنسبت مودزينجه وهو محلل اقتصادي من زيمبابوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن"المبادرات الثماني الكبرى تعد إنجازات مهم للقمة."
ويرى المحلل أن هذه المبادرات تعكس أولويات العلاقات الصينية الأفريقية وستضع أيضا خطة للتعاون المستقبلي بين الصين وأفريقيا.
وقال "أعتقد أن التعاون الصيني الأفريقي سوف يرتقي إلى نقطة أعلى إذا تم تطبيق المبادرات الثماني الكبرى بنجاح."
وأشاد كابيلو إبينينج السكرتير الدائم لوزارة النقل والاتصالات في بوتسوانا بمبادرة تعزيز ربط البنية التحتية.
وقال إن ربط البنية التحتية لن يحسن فقط شبكة الطرق في بوتسوانا ولكنه سيساعد أيضا في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد المحاطة باليابسة.
وأشاد أوجستين بي إنجامنشي مدير الشؤون الفنية والسياسية في تحالف عموم أفريقيا للعدالة المناخية بإدراج التنمية الخضراء في هذه المبادرات.
وقال الخبير "هذه خطوة عظيمة وفي الاتجاه الصحيح. وإن هذه الخطوة تعطي إشارات صحيحة وأتمنى ان تصبح ثقافة في العلاقات الصينية الأفريقية."
وأشار فاديماتو إياوا الرئيس الوطني للمجلس الوطني للشباب في الكاميرون إلى أن تعزيز بناء القدرات بالغ الأهمية لمساعدة الأجيال الشابة في أفريقيا على تحسين مهاراتهم.
وقال جورج نجواني الخبير في اللجنة الوطنية لتعزيز ثنائية اللغة والثقافات المتعددة في الكاميرون إن "التبادلات الثقافية وثيقة الصلة بشكل أساسي. وترحب الكاميرون بهذه الفرصة. ويجب يتمكن الكاميرونيون والأفارقة من التمتع بهذه الميزة في وضع مربح للجميع ".
تفان دون أنانية
قال شي في لقاء مع الصحفيين بعد اختتام القمة يوم الثلاثاء إنه مقتنع بأن الجانبين سيحققان هدفهما في بناء مجتمع مصير مشترك أقوى بين الصين وأفريقيا، عن طريق بذل جهود متضافرة ودعم قوي مما يزيد على 2.6 مليار صيني وأفريقي.
وقال رئيس صربيا ألكساندر فوتشيتش خلال اجتماعه مع السفير الصيني لدى صربيا لي مان تشانغ يوم الثلاثاء إن قمة بكين تظهر تفاني الصين دون أنانية في مساعدة الدول النامية.
وأضاف أنه "في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات الحمائية التجارية، أثبتت الصين، باعتبارها دولة ذات قوة اقتصادية عظيمة، مرة أخرى استعدادها لمساعدة الدول النامية دون أنانية من اجل الانتفاع بما وصفه الرئيس شي جين بينغ بالرخاء المشترك".
واستطرد الرئيس قائلا أن "الاحترام الذي تظهره الصين لجميع الدول وحقوقهم في التنمية بغض النظر عن أحجامهم ومن دون التدخل في شؤونهم الداخلية ودون شروط سياسية، يستحق دعم كل من يؤمن بمبادئ المساواة والتضامن الحقيقيين".
وقال بيير بيكوارت الخبير في الشؤون الدولية بجامعة باريس 8، إن التعاون الصيني الأفريقي اصبح مثمرا على نحو متزايد بفضل التقدم الجديد الذي يتم تحقيقه عاما تلو الآخر.
وأضاف الخبير أن الصين تقوم بدور فعال في تنمية القارة وحقق الجانبان وضعا حقيقيا للربح للجانبين.