مقالة خاصة: اللاءات الخمسة والحملات الثماني تشكل مبادئ وتوجيهات لسياسة الصين نحو إفريقيا

2018-09-10 13:29:58|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 10 سبتمبر 2018 (شينخوا) في خطاب رئيسي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الجلسة الافتتاحية لقمة بكين 2018 لمنتدي التعاون الصيني الإفريقي، شرح شي بشكل كامل السياسات والمبادئ الجديدة لعلاقات الصين نحو إفريقيا وأعلن عن الحملات والإجراءات الجديدة للتعاون الملموس بين الجانبين ورفع علاقات شراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإفريقيا إلى مستوى تاريخي جديد.

ورأى الخبراء الصينيون أن شي أشار للتعاون بين بلدان الجنوب النامية باعتباره اتجاه تقدم جديد يضخ حيوية جديدة في عملية العولمة التي تقف عند مفترق طرق وفي سياسة العالم واقتصاده لتجلب له آمالا جديدة.

وفي هذا الصدد، قال رئيس معهد الدراسات الإفريقية بجامعة تشجيانغ للمعلمين والخبير في الشؤون الإفريقية، إن علاقات التعاون الجديدة بين الصين وإفريقيا لا تدفع تنميتهما فحسب، وإنما تدفع أيضا عملية تنمية العالم بأسره. فـ"رؤية شي" نحو إفريقيا لا تفيد ثلث سكان العالم في الصين وإفريقيا فقط، بل تحمل مغزى عميقا بشأن مواجهة البشرية للتحديات والمشكلات المعقدة.

ويرجع المشهد الجديد والإمكانيات الكبيرة للعلاقات بين الصين وإفريقيا اليوم إلى الجهود الدؤوبة والاستكشاف المستمر والبناء المتواصل من قبل الجانبين. فمنذ تأسيس المنتدى في عام 2000، تسهم آلية عقد المنتدى كل ثلاثة أعوام في تعديل التخطيط الإستراتيجي والوصول به إلى الدرجة المثلى ووضع السياسات الرئيسية للتعاون بين الصين وإفريقيا لتدفع التعاون قدما نحو آفاق أعمق. فقد تعززت الثقة الإستراتيجية والتفاعل التعاوني بين الصين وإفريقيا ليصلا إلى مستوى جديد بفضل الجمع بين بناء النظام والتخطيط الإستراتيجي والتطبيق التنفيذي. وبالتالي حصدت العلاقات الصينية الإفريقية في العصر الجديد ثمارا يانعة بعد "جهود غرس مكثفة" بذلها الجانبان.

وفي بداية خطابه، أكد الرئيس شي على مبادئ "اللاءات الخمسة" التي لاقت قبولا كبيرا لدى الحاضرين الأفارقة للقمة، حيث قال شي إن الشعب الصيني يلتزم بـ"اللاءات الخمسة"، أي لا يتدخل في جهود الدول الإفريقية لاستكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية، ولا يتدخل في الشؤون الداخلية الإفريقية، ولا يفرض إرادته على الآخرين، ولا يربط مساعداته لإفريقيا بأي شرط سياسي، ولا يسعى لتحقيق مصلحة سياسية لنفسه خلال الاستثمار والتمويل في أفريقيا. وتأمل الصين من كافة الدول الالتزام بهذه "اللاءات الخمسة" في التعامل مع الشؤون الإفريقية. وستظل الصين صديقا حميما وشريكا طيبا وأخا عزيزا لإفريقيا إلى الأبد، وليس في مقدور أي فرد تخريب التضامن بين الشعب الصيني والشعوب الإفريقية.

ورأى ليو هونغ وو أن اللاءات الخمسة تعد بمثابة رد الصين على سوء الفهم والمخاوف أو الشكوك من الخارج إزاء العلاقات الصينية الإفريقية. ففي الوقت الذي أصبح فيه التعاون مع الصين تيارا رئيسيا بالنسبة لبلدان إفريقيا، تعرضت العلاقات بين الجانبين لبعض التدخلات التي تتمثل في قيام الغرب بصنع العراقيل أمام تطوير هذه العلاقات انبثاقا عن موقفه المنطلق من المصالح الذاتية والحكم المسبق المشوه أو عن رغبته في إحتواء نهوض الصين. فاللاءات الخمسة تعلن أمام العالم أنه لابد للمجتمع الدولي من القيام بعمل بناء بدلا من تدميره.

وتدعو الصين في السنوات الأخيرة إلى بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية وإقامة علاقات دولية جديدة. فعلاقاتها مع إفريقيا وسياساتها نحو إفريقيا تعد في حد ذاتها منصة تطبيقية ونقطة إستراتيجية لهذه الدعوات. وينبغي أن تشكل اللاءات الخمسة نقطة الانطلاق والمعايير والمبادئ الهامة لإقامة العلاقات الدولية الجديدة في ظل الظروف التاريخية الجديدة.

وخلال هذه القمة، أعلن الرئيس شي مجددا الأهداف الجديدة والحملات الثماني للتعاون الصيني الإفريقي انطلاقا من الأسس المتمثلة في استخلاص الصين للتجارب الناجحة للتعاون الذي يأخذ المتطلبات الملحة لتنمية إفريقيا بعين الاعتبار، والتقدير الكامل للفرص الإستراتيجية والمخاطر البيئية الخارجية للتعاون، وهو ما كشف عن تواصل واستمرارية سياسة الصين التعاونية تجاه إفريقيا وعدم جمود هذه السياسة بل نموها وتكاملها مع تطور العصر، وهي تعهدات قطعتها الصين على نفسها تجاه أشقائها الأفارقة وردود قوية على شكوك الغرب.

وتتطرق الحملات الثماني ألا وهي حملات التنمية الصناعية، وترابط المنشآت، وتسهيل التجارة، والتنمية الخضراء، وبناء القدرات، والصحة، والتواصل الشعبي، والسلم والأمن إلى جميع مجالات التعاون الملموس بين الجانبين، وتمثل مطالب واقعية للتعاون وكذا استكشاف مستمر لإمكاناته. فالمجتمع الصيني الإفريقي ذي المصير المشترك سيؤثر على مستقبل ما يصل إلى 2.5 مليار نسمة، وهو ليس أمرا سهلا. ويكمن جوهر بناء هذا المجتمع في التنمية المستدامة للصين وإفريقيا لكي يستمر زخمها في دفع المجتمع بشكل أكثر ثباتا وعمقا.

ولفت شيوى جينغ هو الممثل الخاص للشؤون الإفريقية بالحكومة الصينية إلى أن مبادرة الحملات الثماني كانت محط أنظار هذه القمة لدفع التعاون الملموس بين الصين وإفريقيا، فهي لا تشير فقط إلى الطريق المحدد للصين وإفريقيا نحو تحقيق التنمية المشتركة، بل تضخ حيوية جديدة في بناء مجتمع صيني إفريقي أوثق ذي مصير مشترك.

وأضاف أن الجانبين سيطوران تعاونهما في مجالات مثل التنمية الخضراء وبناء القدرة والتبادلات الإنسانية والسلم والأمن وغيرها على أساس تعزيز التعاون التقليدي في المجالات المميزة التقليدية مثل التجارة والصحة، وهذا يعنى أن التعاون الصيني الإفريقي في الفترة القادمة سوف يتميز بالاستهدافية والشمولية والتكاملية، وكل هذه الإجراءات تفيد الشعب الصيني والشعوب الإفريقية ولاسيما الشباب منهم ومع تطبيقها مستقبلا ستعود على الصين والدول الإفريقية بمنافع حقيقية.

ومن جانبه، قال لي تشنغ ون سفير الصين الأسبق لدى السودان إن الحملات الثماني هي إجراءات تدفع العلاقات بين الصين وإفريقيا نحو الارتقاء والتقدم في الفترات القادمة، وتم تحديدها بعد أخذ المتطلبات الملحة لتنمية إفريقيا في مجالات مثل دفع الصناعات والبنية التحتية وغيرها بعين الاعتبار لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية من أجل تلبية حاجات الشعوب الإفريقية، وهذا تقليد صيني يتمثل في التحول من "نقل الدم" إلى مساعدتهم في "تكوين الدم" بأنفسهم، وهذه هي المنافع الحقيقية.

كما رأي تيان ون لين الخبير الصيني في الشؤون الإفريقية إن الحملات الثماني كشفت أن الصين تدفع تعاونها مع إفريقيا بخطوات ملموسة ولا تسعى إلى نتائج أو إنعكاسات مؤقتة. فعلى سبيل المثال، طرحت الصين، من أجل مواجهة مشكلة الأمن الغذائي في إفريقيا، طرحت دعم إفريقيا في تحقيق الأمن الغذائي بحلول عام 2030، وتطبق مع الجانب الإفريقي يدا بيد خطة تعاونية وخطة عمل لتحديث صناعة الزراعة وتنفيذ 50 مشروعا لدعم الزراعة في إفريقيا، وما أشبه ذلك. وما تجلبه الصين لإفريقيا من خلال ذلك هو الثقة والأمل من أجل تحقيق التنمية المشتركة، وليس هناك أدنى شك في أن الإجراءات والحملات التي طرحها الرئيس شي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة ستدفع عملية التصنيع وتحسن المستويات المعيشية في إفريقيا.

010020070790000000000000011100001374581301