تعليق: نذر "تحول وخيم" على المنطقة في إستراتيجية المواجهة بين واشنطن وطهران في العراق

2018-09-11 13:49:59|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 11 سبتمبر (شينخوا) أكد الحرس الثوري الإيراني يوم الأحد أنه شن هجوما صاروخيا على قاعدة للمعارضة في منطقة كردستان العراقية، قال في بيان إنها تُستخدم لتدريب جماعة "إرهابية" مناهضة لتنفيذ "أعمال تخريبية وزعزعة الأمن" في أحد المحافظات الإيرانية.

ظاهريا، الهجوم الإيراني هو مجرد ضربة لـ"إرهابيين أو مخربين" تستهدف دولة مجاورة، لكن يبدو واضحا أن الهدف ليس هو العراق وإنما هو الولايات المتحدة، إذ لا يمكن فصل هذا التحرك عن التطورات الأخيرة في سوريا، ولاسيما مذبحة القامشلي الأخيرة التي ارتكبت بحق جنود الجيش السوري على يد "مجموعة كردية" مدعومة من الولايات المتحدة.

وبينما يشير الهجومان إلى استمرار تمسك العدوين اللدودين بإستراتيجية عدم الانسياق إلى "التصادم المباشر"، لكن الوضع يسير في اتجاه مقلق مع نذر بحدوث متغيرات حادة وعنيفة في العلاقة يتعين على العراق والمنطقة الاستعداد لها.

فقد تعالت التكهنات بشأن العراق كساحة لمواجهة محتملة بين واشنطن وطهران بعد الانتهاء من المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وانتهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجة تصعيدية ضد إيران منذ وصوله إلى السلطة بلغت ذروتها في الثامن من مايو 2018 بإعلان انسحاب بلاده من الاتفاقية النووية والعودة إلى إستراتيجية العقوبات.

وزادت شحنات العداء تحت ضغط حزمة من العقوبات فرضتها واشنطن تشمل تجميد التعاملات المالية وواردات المواد الأولية لإيران. ويتوقع أن تدخل حزمة ثانية حيز التنفيذ في نوفمبر وعد ترامب بأنها "ستكون الأشد".

والمعروف أن العقوبات تكبل إيران تجاريا وماليا حيث تحظر تجارة طهران بالمعادن وتعاملاتها التجارية بالريال وحتى شراء أو حيازة أوراق بالعملة الأمريكية. وداخليا، ظهرت الآثار سريعا وقد تأثرت حياة المواطنين بالسلب وفقا لتقارير وتراجعت العملة الإيرانية بشكل حاد.

وعلى صعيد دول الجوار، وتحديدا العراق ثاني أكبر شريك تجاري لإيران وحليف الولايات المتحدة الوثيق، لا يحتاج الأمر إلى استفاضة. ويكفي هنا الإشارة إلى تأكيد أحد المسؤولين أن العلاقة التجارية ستتأثر بشكل سلبي. فالعراق كأي دولة يتأثر بما يحدث في الجوار، ناهيك عن الروابط المتجذرة اقتصاديا وثقافيا وطبيعة العلاقة الخاصة التي تربطه بإيران.

وكخطوة أولى، اتفق البلدان المجاوران على التخلي عن الدولار في التجارة بينهما لكن وقف التعامل بالدولار يحرم إيران من رئة اقتصادية مهمة. لكن الأخطر إذا تأثرت التجارة، ستزداد على الأرجح مشاكلهما الاقتصادية، وربما يؤدي ذلك إلى مزيد من الاضطرابات والفوضى، وما يحدث في البصرة من احتجاجات مستمرة ضد تردى الأحوال المعيشية خير مثال.

قد لا يبدو العراق حاليا بعد سنوات الغزو والاحتلال قويا بما يكفي لإبعاد طهران وواشنطن عن مجاله السيادي. ومن المفهوم أيضا أن واشنطن ستحاول إبعاده عن الصراع مع طهران.

لكن بالتأكيد أن البلدين لديهما" خطوط حمراء". ويجب أن تدرك إدارة ترامب أن استثارة طهران بإجراءات عقابية قاسية وأشد يمكن أن تؤثر على أمن إيران القومي أو تهدد استقرارها أو نظامها الحاكم، قد يفضي ذلك إلى تغيير دراماتيكي في تعامل كل منهما مع الآخر ينذر بصراع عنيف يخرج عن السيطرة.

وفي هذه الحالة، لن يكون أحد بمنأى عن التكاليف الباهظة والعواقب القاسية -- لا البلدين ولا العراق ولا حتى منطقة الشرق الأوسط، التي طفح الكيل بها من الأزمات.

الصور

010020070790000000000000011100001374604591