مقالة خاصة: زيارة شي إلى فلاديفوستوك تضخ حيوية جديدة في العلاقات الصينية - الروسية والتعاون الإقليمي
فلاديفوستوك 13 سبتمبر 2018 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الأربعاء) إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مدينة فلاديفوستوك بمنطقة الشرق الأقصى الروسي، التي اختتمها تواً، ذات أهمية بالغة، حيث أنها ساهمت في تعزيز الثقة المشتركة والصداقة وفي دعم التعاون الإقليمي متبادل النفع.
وخلال الزيارة التي دامت 30 ساعة بالضبط، حضر الرئيس الصيني الدورة الرابعة من المنتدى الاقتصادي الشرقي، وعقد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتقى زعماء بلدان أخرى في المنطقة، بين أنشطة أخرى قام بها.
وأوضح وانغ أن الزيارة ضخت ديناميكة جديدة في العلاقات الصينية - الروسية وفتحت آفاقا جديدة للتعاون الإقليمي وضخت حيوية جديدة في العلاقات الدولية.
تعزيز التواصل رفيع المستوى
قال وانغ إن التوجيه الاستراتيجي والتواصل الوثيق بين زعيمي الصين وروسيا يمثلان محركين قويين لتنمية العلاقات الثنائية.
وفي الإشارة إلى أن تلك هي الزيارة السابعة التي يقوم بها شي إلى روسيا كالرئيس الصيني وأنها المرة الأولى التي يحضر فيها المنتدى الاقتصادي الشرقي، أضاف وانغ أن تلك الزيارة استمرار في التقليد المتبع بين الصين وروسيا والخاص بدعم كل بلد للفعاليات الكبيرة التي يقيمها البلد الآخر.
وأوضح وانغ أن شي وبوتين التقيا للمرة الثالثة خلال 4 أشهر، ليرسما خلال هذه اللقاءات المسار المستقبلي لشراكة التنسيق الاستراتيجية التعاونية الشاملة وليتبادلا وجهات النظر بشأن القضايا الدولية والإقليمية الكبرى.
وأضاف أن هذا أكد على مدى سمو وتميز العلاقة الصينية - الروسية.
وأوضح وانغ أن العلاقة الوثيقة بين الصين وروسيا تلعب دورا هاما متزايدا في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي للعالم، مضيفا أن تلك العلاقة أقرت مثالا طيبا للعلاقات بين الدول الكبيرة والتفاعل بين الدول المتجاورة.
تعزيز الصداقة الصينية - الروسية
قال وانغ إن شي وبوتين، في إبراز منهما للأهمية الكبيرة للصداقة التقليدية بين الشعبين، استطاعا إيجاد الوقت الذي يسمح لهما حضور أنشطة التبادلات الشعبية الثنائية.
فقد التقى الزعيمان بممثلين للشباب الصيني والروسي الذين صاغوا صداقة عميقة قبل 10 أعوام حينما ذهب أكثر من 900 طفل صيني من المناطق المتضررة جراء زلزال ونتشوان عام 2008 جنوب غربي الصين إلى مركز أطفال عموم روسيا في فلاديفوستوك من أجل التعافي وإعادة التأهيل.
وشكر شي فريق العمل الروسي بالمركز لمساعدة الأطفال الصينيين في التعافي، وحث شي الشباب من البلدين على العمل كمحاور وركائز في البلدين، والعمل كمبعوثين للصداقة الثنائية، كما حثهم على المضي قدما بالصداقة الصينية - الروسية جيلا بعد جيل.
ووجه شي الدعوة للمعلمين والطلاب في المركز لزيارة الصين وكتابة فصل جديد في العلاقات الثنائية.
كما حث شي على بذل الجهود المشتركة لتعزيز التبادلات على المستوى المحلي بين البلدين، ولتعميق فهم كل جانب لثقافة وتقاليد الجانب الآخر.
الاستفادة من التعاون على المستوى المحلي
قال وانغ إنه في ظل أن كل بلد هو الجار الأكبر للبلد الآخر، فإن لدى كل من الصين وروسيا قوة دافعة داخلية قوية للتعاون في مختلف المجالات.
وخلال زيارة شي، قام شي وبوتين برسم مسار التعاون البراجماتي الثنائي في المرحلة المقبلة -- وذلك عبر تعزيز الربط بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وعبر توسيع التعاون في مجالات الطاقة والزراعة والابتكار العلمي والتكنولوجيا والمالية، ومن خلال تعزيز تنفيذ المشروعات الكبرى على نحو مطرد، إلى جانب تعزيز البحث والتطوير بشكل مشترك في العلوم والتكنولوجيا الحديثة.
كما بذل الزعيمان جهودا ملموسة من أجل تعزيز التعاون على مستوى التعاون المحلي. وحضر الزعيمان اجتماع طاولة مستديرة بشأن التعاون الإقليمي وقاما بزيارة معرض "شارع الشرق الأقصى" الخاص بالتبادلات الثقافية المحلية بين البلدين وفرص الاستثمار في مناطق الشرق الأقصى الروسي.
وأكد شي أنه يتعين على البلدين انتهاز فرصة عام التعاون المحلي وبرنامج التبادلات بين الصين وروسيا لتعزيز التخطيط والتنسيق ولتقديم الأفكار الابتكارية بشأن التعاون، والاستفادة من المزايا التكاملية الخاصة بكل كطرف، حتى يدخل البلدان حقبة جديدة من التعاون الثنائي على المستوى المحلي.
وأوضح وانغ أن زيارة شي،عملت بشدة على توسيع أفق التعاون الصيني - الروسي على المستوى المحلي. كما عملت على تعميق التكامل بين مصالح البلدين.
قيادة التعاون الإقليمي
يوفر المنتدى الاقتصادي الشرقي منصة هامة للتعاون الدولي في منطقة الشرق الأقصى الروسي ويوفر فرصة كبيرة لبلدان شمال شرق آسيا للاسهام بحكمتها والسعي نحو تحقيق التعاون.
وقال شي إنه يتعين على البلدان في منطقة شمال شرق آسيا بناء ثقة مشتركة من أجل حماية السلام والهدوء في المنطقة وتعميق التعاون لتحقيق نتائج متبادلة النفع. كما ينبغي على تلك الدول التعلم من بعضها البعض من أجل دعم علاقة الصداقة التقليدية وتبني منظور طويل الأجل لتحقيق التنمية المتكاملة والمنسقة.
وأوضح وانغ أن الصين بوصفها دولة رئيسية في منطقة شمال شرق آسيا، تمكنت من تقديم صورة مسئولة وبناءة لبلد كبير إلى باقي بلدان العالم من خلال المشاركة المستمرة في التعاون الإقليمي ومن خلال تعزيز الحوار والتواصل بين البلدان في المنطقة وخلق بيئة ودية ومنسجمة.
وأكد وانغ أن زيارة شي إلى فلاديفوستوك براجماتية وتتسم بالكفاءة، وتعمل على تعزيز التفاعلات الحميدة بين البلدين، مضيفا أنها خطوة هامة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.