مقالة خاصة: العلاقات بين الصين ومنغوليا تتجه نحو مستقبل مشرق

2018-09-14 00:09:59|arabic.news.cn
Video PlayerClose

أولان باتور 13 سبتمبر 2018 (شينخوا) عندما تجمع القادة في مدينة فلاديفستوك الروسية لحضور المنتدى الاقتصادي الشرقي السنوي هذا الأسبوع، شكل تجمعهم منصة لدول المنطقة ، ومن بينها الصين ومنغوليا ، لتحديد مستقبل التعاون بينهم.

وقد ساد الاحترام دائما العلاقات بين الصين ومنغوليا كجارتين وثيقتين وسعت الدولتان إلى تعميق التعاون في جميع المجالات .

اختيارات صحيحة

رفع البلدان الآسيويان العلاقات بينهما إلى "علاقات شراكة استراتيجية شاملة" خلال زيارة تاريخية قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى منغوليا في عام 2014 ". ومنذ ذلك الوقت، بدأ التعاون الثنائي السير على مسار أسرع.

وكما قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال رحلته إلى منغوليا في شهر أغسطس، فإن الصين ومنغوليا جاران صديقان تربطهما جبال وأنهار وإن تقوية التعاون في جميع المجالات وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة هو الخيار الصحيح بالنسبة للجانبين.

وأكد الجانب الصيني على احترامه لاستقلال منغوليا وسيادتها ووحدة أراضيها، وأعرب عن استعداده لمساعدة منغوليا في ترجمة مواردها إلى مميزات للتنمية وتحسين قدراتها في التنمية الذاتية وتحقيق تنوع اقتصادي وتحسين الحياة المعيشية للشعب المنغولي وبناء الحزام والطريق بشكل مشترك.

وقال وانغ إن الثقة السياسية المتبادلة بين الصين ومنغوليا أصبحت أقوى، معربا عن أمله في تطور العلاقات بين البلدين بطريقة سريعة وصحية.

كما أشاد رئيس وزراء منغوليا أوخنا خوريلسوخ أيضا بالعلاقات بين منغوليا والصين.

وقال رئيس الوزراء إن التنمية السلسة الحالية للعلاقات الثنائية أصبحت نموذجا لعلاقات الجيرة الودية وإن التعاون بين البلدين يتمتع بإمكانات كبيرة وآفاق واسعة.

هدف التجارة

في السنوات القليلة الماضية، شهدت الصين ومنغوليا إنجازات بارزة في التعاون الاقتصادي والتجاري بفضل مجهوداتهما المشتركة.

وظلت الصين أكبر شريك تجاري بالنسبة إلى منغوليا وأكبر مقصد للتصدير لعدة أعوام. وبلغ حجم التجارة بينهما 324 مليون دولار في عام 2002 وارتفع إلى 6.7 مليار دولار في عام 2017، بما يمثل 63 في المائة من إجمالي التجارة في منغوليا.

وأظهرت إحصاءات نشرتها الإدارة العامة للجمارك في منغوليا في شهر أغسطس، أنه من بين ما يزيد على 60 دولة صدرت لهم منغوليا بضائع وخدمات في الأشهر السبعة الأولى من عام 2018، بلغت حصة الصين ما يزيد على 86 في المائة من الإجمالي.

واقترح الجانبان خلال الزيارة التي قام بها شي إلى منغوليا في عام 2014، رفع حجم التجارة الثنائية إلى 10 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020.

وحيث يواجه الاقتصاد العالمي ارتفاع الحمائية والأحادية، أعلنت الصين ومنغوليا في شهر أغسطس أنهما بصدد إجراء دراسة جدوى مشتركة حول اتفاقية للتجارة الحرة من أجل الوصول إلى هدف الـ10 مليار دولار في التجارة في أقرب وقت ممكن.

وفي هذا الصدد، حثت منغوليا على تصدير المزيد من المنتجات الحيوانية والمنتجات المعدنية إلى الصين، وقال وانغ إن الصين ستفكر في هذا الطلب وستواصل تقديم دعم لمنغوليا في النقل عبر الحدود والوصول إلى البحر.

تقليل التلوث

قدمت الصين إسهامات كبيرة في تنمية البنية التحتية في منغوليا عن طريق دعم إنشاء مشاريع هامة، مثل محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في أولان باتور، بما أدى إلى تحسن البيئة في العاصمة.

ودخل مشروع ترميم الأحياء الفقيرة في العاصمة المنغولية الذي تموله الصين مرحلة البداية ومن المتوقع أن تبدأ عملية البناء العام القادم.

ويعيش ما يزيد على 800 ألف مواطن، هم ما يربو على نصف سكان أولان باتور في الأحياء الفقيرة ويعتمدون على حرق الفحم الخام ومواد أخرى قابلة للاشتعال، من بينها البلاستيك والإطارات القديمة التماسا للدفء وطهي وجباتهم خلال فصل الشتاء الذي يستمر سته أشهر.

ويقدر أن 80 في المائة من تلوث الهواء في أولان باتور يحدث بسبب المواقد في الأحياء الفقيرة. ولهذا فإن مشروع التجديد يركز على تقليل تلوث الهواء في أولان باتور وتحسين جودة الحياة لجميع السكان.

وعلاوة على ذلك زاد التعاون الثنائي في قطاع التعليم خلال السنوات القليلة الماضية. وسيتم بناء 21 مدرسة وروضة أطفال في منغوليا بمساعدة الصين في عام 2020، بحسب وزير التعليم المنغولي تسيدينبال تسوجزولما.

التعاون الثلاثي

تتشارك الصين ومنغوليا أيضا مع روسيا في دفع التعاون الثلاثي.

وبناء على الاقتراح الذي قدمه شي عام 2014، وقعت الدول الثلاث المتجاورة خطة للتنمية في شهر يونيو 2016 في طشقند بأوزبكستان لبناء ممر اقتصادي سيدعم روابط النقل والتعاون الاقتصادي بينهم.

واتفق رؤساء الصين ومنغوليا وروسيا على تسريع تأسيس الممر الاقتصادي بين الصين ومنغوليا وروسيا وتعزيز التعاون الثلاثي بينهم، خلال قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي عقدت في شهر يونيو في مدينة تشينغداو الصينية الساحلية.

وقال وانغ يي إن الممر، وهو جزء مهم من مبادرة الحزام والطريق، يتفق مع المصالح الاقتصادية للدول الثلاث. وسيخلق فرصا جديدة للتعاون بين الصين ومنغوليا.

وسوف تتعاون الدول الثلاث في سبعة مجالات من أجل بناء ممر اقتصادي ثلاثي، وفقا للجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح . وتهدف الدول الثلاث المتجاورة إلى تحسين وسائل النقل عن طريق توسيع الروابط البرية والجوية والبحرية، وفقا للخطة.

واتفقت الدول الثلاث على توسيع التجارة على الحدود وتوسيع تجارة الخدمات والقيام بالمزيد من التعاون في التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والسياحة والرعاية الطبية والملكية الفكرية.

وأعرب قادة منغوليا أيضا عن رغبتهم في مواءمة خطط التنمية الخاصة بمنغوليا مع سياسات التنمية الصينية.

وقال خوريلسوخ لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال مقابلة في شهر أبريل إن هناك طريقة واحدة لمواءمة سياسات التنمية بين البلدين هي التحام خطة تنمية طريق البراري المنغولية، وهى مشروع للنقل عبر الحدود، بمبادرة الحزام والطريق.

وقال داشدورج بايارخو، الأستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية المنغولية في مقابلة أجراها حديثا مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الصين ومنغوليا جاران صديقان يتشاركان حدودا طويلة",

وأضاف "تستطيع منغوليا التي تحيطها اليابسة أن تحقق منافع كثيرة من مبادرة الحزام والطريق والممر الاقتصادي الثلاثي، اللذين سيجلبان منافع لاقتصاد منغوليا وجميع مواطنيها".

الصور

010020070790000000000000011101451374659871