مسئول سوري: الاتفاق الروسي التركي مؤقت وسيعيد ادلب كما كانت إلى كنف الدولة السورية

2018-09-21 01:45:42|arabic.news.cn
Video PlayerClose

دمشق 20 سبتمبر 2018 (شينخوا) أكد الدكتور ايمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري اليوم (الخميس) أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه في قمة سوتشي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان بخصوص محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، مؤقت، وسيعيد إدلب بعد تنفيذه كما كانت إلى كنف الدولة السورية، مبينا أن هذا الاتفاق أبعد شبح المواجهة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة.

وقال سوسان، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق حول الاتفاق الروسي التركي بخصوص إدلب، إن " الاتفاق يهيئ الظروف من اجل إنهاء الوضع الشاذ في محافظة ادلب، وأقصد وجود الجماعات الإرهابية في هذه البقعة"، مؤكدا ان هذا الاتفاق جرى بـ"التشاور مع الحكومة السورية"، وابعد شبح المواجهة المسلحة.

وشدد المسئول السوري على ان هذا الاتفاق يحقق الهدف الذي تريده سوريا وهو القضاء على الإرهاب، مرحبا في الوقت ذاته بأي اتفاق أو صيغة تساعد في تحقيق هذا الهدف.

وردا على سؤال حول المكاسب التي ستتحقق للدولة السورية من هذا الاتفاق، قال سوسان إنه "في إطار عملية استانا تم انشاء أربعة مناطق لخفض التصعيد في سوريا، ثلاث مناطق تم تحقيق الاستقرار فيها بعد طرد المجموعات الإرهابية منها، وباقي منطقة ادلب".

وبين أن الاتفاق الذي جرى بخصوص ادلب هو "إجراء مؤقت، لأنه يجب ان ينتهي بطرد الإرهاب وتحقيق المصالحة الوطنية وبعودة مؤسسات الدولة بشكل كامل إلى تلك المناطق"، مؤكدا أن "ادلب و بالمراحل الأخيرة من تنفيذ هذا الاتفاق ستعود كما كانت إلى كنف الدولة السورية".

يشار إلى أن الرئيسين التركي والروسي أعلنا انهما توصلا إلى قرار بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح بين المعارضة المسلحة وقوات الحكومة في محافظة إدلب السورية بحلول 15 أكتوبر المقبل.

وقال بوتين، خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد بعد محادثات أجراها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية، إنه سيتم إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق (15 - 20 كلم) على طول خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية.

وبحسب بيان صحفي للكرملين، فإن وحدات تابعة للجيش التركي وأخرى تابعة للشرطة العسكرية الروسية ستقوم بعمل دوريات متحركة لمراقبة الوضع في المنطقة منزوعة السلاح. وكانت قوات الجيش السوري المدعومة من روسيا وإيران تستعد لشن هجوم ضد آخر المعاقل الرئيسية للمتمردين في إدلب، رغم تحذيرات دولية من وقوع خسائر مدنية كبيرة وكارثة إنسانية.

وأشار سوسان إلى أن الدولة السورية تسعى إلى إعادة الاستقرار والامن والأمان لمواطنيها في مختلف ربوع الوطن، مضيفا أنه "لن يكون في سوريا أي وضع شاذ، أي لن تكون هناك مناطق خارج سيطرة الدولة وسواء تحت سيطرة بعض المجموعات الإرهابية او عبر التواجد الأجنبي او عبر بعض المليشيات كما هو الحال في شرق سوريا"، مؤكدا أن "عودة سلطة الدولة ستكون كاملة".

واعتبر سوسان وجود القوات الأجنبية على الأراضي السورية بدون موافقة الحكومة السورية وخارج أي اطار دولي هو " عدوان واحتلال وغير مشروع"، مطالبا بنهايته من خلال عدة صيغ.

وأعرب عن تمنياته بأن يخرجوا كما دخلوا وان لم يفعلوا ذلك فهناك القوانين الدولية التي تعطيك الحق في اتباع السبل لتحقيق هذا الهدف، معتبرا ان القوة الشرعية الوحيدة في سوريا هي الجيش العربي السوري.

يشار إلى أن بعض القوات الامريكية والتركية ما تزال تسيطر على مناطق داخل الاراضي السورية وتدعم جماعات مسلحة، بالاضافة لوجود قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية في الشمال السوري، وتطالب الحكومة السورية مرارا وتكرارا بخروج تلك القوات الاجنبية من الاراضي السورية، لانها غير شرعية ودخلت دون موافقة الحكومة السورية.

وحول تصريحات المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، قال سوسان إن "دي ميستورا عنده شغف بالتصريحات وعليه ان يعمل بشكل نزيه وحيادي وفي اطار مهمته التي تنحصر بأنه ميسر فقط لعملية الحوار السوري السوري"، مشيرا إلى انه فشل في الماضي نتيجة عدم التزامه بهذه المعايير.

وكان ستيفان دي مستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، تحدث يوم الاربعاء، في مجلس الأمن عن الوضع الراهن في سوريا ، معبراً عن ارتياحه تجاه انهاء الأزمة في ادلب.

وقال دي ميستورا "نحن راضون عن التهدئة في ‎إدلب، ولجنة صياغة الدستور تشكلت بالتساوي بين المعارضة والحكومة السورية والمجتمع المدني، وأن اللجنة تحظى بدعم أممي، مؤكداً أنه لا غنى عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في سوريا".

وقال سوسان إنه " في كل مرة نستطيع تضيق مساحة الإرهاب في سوريا نكون اقتربنا نحو إيجاد مخرج لهذه الازمة"، مؤكدا ان بلاده كانت دائما تقول إن مكافحة الإرهاب والقضاء عليه يشكل لازمة أساسية لابد منها من اجل الحل السياسي والخروج من الازمة .

وأضاف "نأمل ونتمنى ونتفق مع الصين بان أي اجراء او أي اتفاق او مسعى يؤدي إلى تضيق مساحة الإرهاب في سوريا سيساعد في الوصول إلى مخرج لهذه الازمة".

وأشار إلى أن من أولويات الدولة السورية الاستمرار في مكافحة الإرهاب وعودة الامن والاستقرار إلى كامل التراب السوري والعمل من اجل تأمين عودة اللاجئين السوريين الطوعية والامنة التي اجبرتهم ظروف الازمة على الخروج من سوريا.

ودعا سوسان إلى ضرورة رفع العقوبات أحادية الجانب والظالمة والجائرة على سوريا، والتي كانت تهدف للضغط على سوريا في الازمة التي تعرضت لها.

وأشار إلى أن العلاقات السورية الصينية هي علاقات تقليدية راسخة تقوم على مبادئ صلبة من احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية، مبينا ان بلاده تدعم مبدأ الصين الواحدة.

وأكد سوسان وجود تنسيق وتشاور مع الاخوة الصينيين من اجل صياغة السبل الناجعة التي تمكن من القضاء على خطر الجماعات المسلحة.

وقال سوسان " نحن نقدر للصين مواقفها ونتطلع اليوم مع بداية تباشير النصر على الإرهاب في سوريا، للمساهمة الصينية الفاعلة في عملية إعادة الاعمار وان يكون لها مكان خاص في تلك العملية".

يشار إلى أن الحكومة السورية اشادت اكثر من مرة بالموقف الصيني ازاء الازمة السورية، خلال السنوات السبع الماضية ، وقدمت الصين خلال تلك الفترة العديد من المساعدات الانسانية والطبية للشعب السوري للتخفيف من معاناته جراء الحرب والحصار المفروض على البلاد.

الصور

010020070790000000000000011100001374826901