تغيرات كبيرة تطرأ على حفلات الزفاف في الصين

2018-10-02 14:13:28|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 2 أكتوبر 2018 (شينخوانت) لا شك أن الزواج هو حدث مهم للغاية في حياة الإنسان. وفي الأربعين عاما الماضية، طرأت تغيرات كبيرة على الزواج والأسرة في الصين تماشيا مع تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح وسير عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويمكننا ملاحظة تغيرات في حفلات الزفاف وهي انعكاس لتغيرات شهدتها الصين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية واتضح ذلك من خلال قصة أجيال ثلاثة من أسرة يانغ في بكين.

ويعتبر شهر أكتوبر أجمل موسم في بكين، ليس فقط بسبب مغادرة الصيف الساخن وحلول "الخريف الذهبي" حيث تتفتح زهور الأقحوان الجميلة وتتساقط أوراق الأشجار الذهبية على الأرض لتغطي الشوارع ويصبح الجو معتدلا، بل يصادف أول أكتوبر العيد الوطني الصيني، حيث يمكن للصينيين الاستمتاع بإجازة تستمر سبعة أيام، لذا، فإن الكثير من الشباب يقيمون حفلات زفافهم في أيام هذا العيد، ويسمى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر أيضا بـ"أسبوع الزفاف".

وفي الساعة السادسة من صباح اليوم الثاني من أكتوبر، كانت يانغ تشي البالغة من العمر 26 عاما جالسة أمام منضدة الزينة، حيث ستصبح عروسا لشاب وسيم يدعى "شياو ما" في هذا اليوم، وكانت أمها وجدتها معها في غرفتها، تنظران إليها حيث تظهر سعادة بالغة على وجهيهما. وتعارف يانغ تشي وشياو ما أثناء دراستهما في المملكة المتحدة قبل أربع سنوات، ثم جمعتهما علاقة حب، وقررا الزواج بعد عودتهما إلى الوطن. وفي مايو هذا العام، سافر شياو ما إلى منطقة هونغ كونغ خصيصا لاختيار خاتم الزواج، واشترى لها خاتم ألماس من عيار 3 قَرَاريط بقيمة أكثر من مائة ألف يوان صيني.

وفي الساعة العاشرة صباحا، بدأت مراسم الزفاف رسميا، حيث تبادل العريس والعروس خاتميهما وسط صيحات ابتهاج الحاضرين. وتم تزيين موقع الزفاف على شكل مكتبة جامعة لندن لإحياء ذكرى لقائهما الأول، حيث هنأهما أقرباؤهما وأصدقاؤهما الذين يتجاوز عددهم أكثر من 200 شخص وأعربوا عن أمنياتهم الطيبة لهم تحت أشعة الشمس الدافئة وعلى الأعشاب الناعمة، مستمتعين بالأطباق التقليدية الصينية اللذيذة والمأكولات الغربية الباردة الشهية، وترك هذا الزفاف الذي يجمع بين الخصائص الصينية والغربية أثرا عميقا على جميع الحاضرين.

وكان حفل الزفاف الرائع قد جعل أم العروس تتذكر زفافها الذي أقيم في أوائل تسعينات القرن الماضي وقالت للمراسل إن حفل زفافها كان بسيطا جدا بالمقارنة مع زفاف ابنتها، وكانت الظروف الاقتصادية ليست جيدة، ولم يكن هناك خاتم ألماس ولا موكب سيارات لجلب العروس ولا فلوس كثيرة لدعوة الكثير من الأقارب والأصدقاء لحضور زفافها، والهدية الوحيدة التي اشتراها لها زوجها كانت معطفاً من الصوف الأحمر وكلفه راتب شهر كامل، وعلى الرغم من أنه يبدو قديما وغير مواكب للموضة من وجهة النظر الحالية، لكنها ما زالت تحتفظ به حتى الآن، لأنه رمز لحبهما.

ومن بين حاضري مراسم الزفاف، عجوز مسنة، وامتلأت عيناها بدموع السعادة حينما شاهدت تبادل الخاتمين بين العروس والعريس، وهي جدة العروس. وكانت أم العروس مشغولة بالعمل عندما كانت طفلة، وترعرعت في ظل تربية ورعاية الجدة، فالعلاقة بينهما جيدة جدا. وكانت الجدة متأثرة بأناقة حفل زفاف حفيدتها وتغير الحياة. وقالت إن زوجها قد أخذها من بيتها إلى بيته بدراجة، وكان هذا هو موكب زفافها وتذكرت الجدة الأشياء الماضية وتعلو وجهها ابتسامة، وأضافت أنها لم تتصور أن الحياة ستتغير كثيرا بعد مرور عقود، وترى أن حفيدتها محظوظة جدا، لأنها تعيش حاليا في العصر الرائع.

وعند حديثها عن خطتها حول كيفية قضاء شهر العسل بعد انتهاء حفل الزفاف، قالت العروس يانغ تشي إنها قد حجزت ست تذاكر طائرة إلى جزر المالديف. وتأمل في أن تكون هذه الرحلة رحلة عبر الزمان والمكان، وقالت للمراسل، إنها تشدها الرغبة في أن يجدد أجدادها ذكريات شبابهم الثمينة أثناء هذه الرحلة.

   1 2 3 >  

الصور

010020070790000000000000011100001375055021