مقابلة: هيدينك يبدأ حلما صينيا "مستحيلا" على أرض مألوفة

2018-10-12 14:18:12|arabic.news.cn
Video PlayerClose

هوينديرلو، هولندا 12 أكتوبر 2018 (شينخوا) بدأ المدرب الهولندي المخضرم خوس هيدينك رحلة طويلة مع منتخب الصين لكرة القدم تحت 21 سنة في هولندا هذا الأسبوع، ولديه هدف طموح يتمثل في التأهل لدورة الألعاب الأولمبية بطوكيو في عام 2020.

في وسط غابات فيلواه بالقرب من قرية هوينديرلو الصغيرة الواقعة في مقاطعة جيلديرلاند بوسط البلاد، يمكن سماع أصوات زقزقة العصافير وتساقط حبات الجوز على الأرض وفعاليات التدريب على كرة القدم، وكذلك اللاعبين وهم يصرخون للإمساك بالكرة والمدربين وهم يقدمون التعليقات والنصائح.

"ابقها على الأرض"، هكذا صرخ أحد المدربين بعدما قام لاعب بضرب الكرة عاليا. "لعبة جيدة"، هكذا أضاف بعدما نجح لاعب آخر في القيام بتمريرة ناجحة من أحد جوانب الملعب إلى الجانب الآخر.

هذه جلسة تدريب لمنتخب الصين لكرة القدم تحت 21 سنة تحت توجيهات هيدينك (71 عاما) ومساعديه جيلي جوز وهاري سينكغرافين جنبا إلى جنب مدربين هولنديين وصينيين آخرين.

في عام 1998، قام هيدينك بتدريب المنتخب الوطني الهولندي على نفس الملعب للمشاركة في كأس العالم لكرة القدم في ذاك العام. وكانت تلك بداية صيف جميل لهولندا حيث اختتم المنتخب البطولة بحصولهم على المركز الرابع. وعاد هيدينك لاحقا إلى هذه المضامير عدة مرات، مع كوريا الجنوبية (الدور نصف النهائي لكأس العالم 2002) واستراليا (الدور الثاني من كأس العالم 2006).

والآن، يعود هيدينك إلى هوينديرلو مع الصين ليشرع في رحلة جديدة. فبعد عامين من آخر مهمة تدريب له في نادي تشلسي، بعد حياة مهنية غنية كمدرب في أندية آيندهوفن وفنربخشة وفالنسيا وريال مدريد وريال بيتيس وانجي ماخاتشكالا ولمنتخبات هولندا وكوريا الجنوبية واستراليا وروسيا وتركيا، قرر هيدينك في الشهر الماضي قبول العرص المقدم من الاتحاد الصيني لكرة القدم ليصبح المدرب الجديد لمنتخب البلاد تحت 21 سنة.

"أحب العمل مع اللاعبين الشباب وجعلهم أفضل"، هكذا قال هيدينك لـ((شينخوا)) وهو يقف على أحد جوانب ملعب التدريب، لافتا إلى أن "الاتحاد الصيني لكرة القدم قال إنه يود رؤية فريق كرة القدم الصيني هو يشارك في دورة الألعاب الأولمبية وطلب مني المساعدة في تطوير اللاعبين وبناء فريق لهذا الهدف. وأضاف الاتحاد أن ذلك سيكون أمرا صعبا جدا لأنهم لم يتأهلوا من قبل قط. فقد حضروا فقط كدولة مضيفة في عام 2008".

"وأجبت بأنني أود أن اغتنم هذا التحدى، ولكني أردت العمل لطريقتي"، حسبما قال هيدينك، مضيفا "أردت رؤية اللاعبين كثيرا وعلى مدي أطول فترة زمنية. وقال الاتحاد إنه يريد مني أن أفعل ذلك بالطريقة التي فعلتها من قبل في آسيا، لذا قبلت ومعسكر التدريب هذا في هوينديرلو ليس سوى الخطوة الأولى. فنحن نريد أن نجمعهم عدة مرات في الصين أو أوروبا أو أي مكان".

وفي يوم مشمس في هوينديرلو، قام مساعده سينكغرافين بقيادة الفريق في تمريره. وأخذ هيدينك يتابع التدريب عن بعد، وفي بعض الأحيان كان يتجاذب أطراف الحديث مع أحد أفراد الفريق أو يضع ذارعه على كتف آخر. وتنتهى جلسة التدريب بأن يأخذ بعض اللاعبين قسطا من الراحة والبعض الآخر يتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية فيما يخضع لاعبون قليلون كان حظهم سيئا للعلاج من بعض الإصابات. فالمساعدان جوز وسينكغرافين يقودان الفريق، ويبقى هيدينك في وسط الملعب ليقدم لهم مزيدا من التعليقات.

ومن الطريقة التي يمشي بها يمكنك أن تعرف كم عمر هيدينك؛ ومن الطريقة التي يتحدث بها يمكنك أن تظن أنه شاب في العشرينات من العمر. ويبدو أن المدرب المخضرم يستمتع بعمله الجديد من البراعم الصينية الشابة.

وقال هيدينك "لقد سررت بالعمل مع العديد من الثقافات المختلفة"، مضيفا "لقد تعلمت من كل ثقافة. وفي الثقافة الآسيوية، اللاعبون يتحلون بالاحترام والطاعة. وهذا الأمر لاحظته هنا أيضا، ولكنني لاحظت أيضا أن حدة توترهم قد خفت وهذا ما كنت أريده. أريد منهم أن يأخذوا بزمام المبادرة إذا كانت لديهم القدرة على ذلك. فما نعمل من أجله هو الحفاظ على النواحى الجيدة والتخلص من السيئة".

وقبل تعيينه رسميا، شاهد هيدينك بالفعل مباراة لمنتخب الصين تحت 21 سنة كانت قد أقيمت في سبتمبر في بطولة لأربع دول في يوننان وجاء فيها الفريق في المركز الثاني، بعد فوزه في مباراة على ميانمار وتعادله في مباراتين مع طاجيكستان وأوبكستان. وقال هيدينك "هذا لم يكن مقنعا، كل من نتائج الفريق وأداء اللاعبين".

وذكر وهو يشير إلى معايير اختياره "من الصعب إنشاء أفضل فريق، فالصين دولة كبيرة ومن الصعب الحصول على صورة شاملة"، مضيفا "ولكننا لسنا سنوى في بداية عملية الانتقاء، التي ستستمر مرحلتها الأولى حتى ديسمبر. فالبعض موهوب بشكل طبيعي وجيد من الناحية الفنية حيث يقوم بتمريرات جيدة، والبعض الآخر غير بارع".

وأكد هيدينك قائلا "نحن على اتصال بالعديد من الخبراء ليزودوننا بالمعلومات، ونشاهد الكثير من أشرطة الفيديو وننظر الآن في مسألة اللاعبي الجيدين بما يكفي للاستمرار و اللاعبين الذين يمكن تغييرهم"، مضيفا "ففي يناير من العام القادم علينا تشكيل فريق يتكون مما يتراوح بين 23 و28 لاعبا يتمتعون بالمؤهلات التي تمكنهم من اللعب بالطريقة التي نريدها والذين يمكننا بهم المشاركة في دوري التأهل لبطولة آسيا لكرة القدم تحت 23 سنة".

وبالنسبة لمعسكر التدريب هذا، اختار هيدينك لاعبين ولدوا في أو بعد عام 1997، حيث تقتصر المشاركة في بطولة كرة القدم للرجال التي ستقام في طوكيو على اللاعبين الذين ولدوا في أو بعد أول يناير من ذلك العام، مع السماح كحد أقصى بمشاركة ثلاثة لاعبين تتجاوز أعمارهم ذلك السن. وبعد معسكر التدريب في هولندا مباشرة، سيتوجه هيدينك إلى جاكرتا لمشاهدة أداء فريق الصين لكرة القدم تحت 19 سنة المشارك في بطولة آسيا لكرة القدم تحت 19 سنة.

وقال هيدينك "شاهدت أداء بعض اللاعبين تحت 19 سنة في أشرطة فيديو والآن أريد مشاهد أدائهم على الحقيقة، مشيرا إلى أنه "إذا كان هؤلاء الشباب جيدين بما يكفي للعب في منتخب كرة القدم تحت 21 سنة، فسوف اختارهم".

الهدف الأول لهيدينك والصين هو دورى التأهل لبطولة آسيا لكرة القدم تحت 23 سنة والمقرر إقامته من 18 إلى 26 مارس من العام المقبل. وإذا استطاعت الصين تخطى هذه العقبة الأولى يمكنها التأهل لدورة الألعاب الألمبية خلال بطولة آسيا لكرة القدم تحت 23 سنة والمقرر اقامتها في يناير 2020. فالفرق الأولى الثلاث في هذه البطولة النهائية سوف تتأهل لليابان، مع منح المضيفين بالفعل مكانا.

وذكر هيدينك "نريد أن نصل بهؤلاء اللاعبين الشباب إلى المستوى الذي يمكنهم من التنافس مع أفضل الفرق في آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا، رغم أننا نعلم أن ذلك صعبا، لأنها كدولة كرة قدم، تعد الصين دولة نامية"، مضيفا بقوله "سنحاول بلوغ المستحيل. لكن علينا أولا أن نرى ما ستسير إليه الأمور في مارس. فإذا كان الأمر إيجابيا، فسوف نستمر حتى جولة التأهيل القادمة".

وبابتسامة راضية، يقول هيديك وداعا ويسير عائدا إلى الفندق مع هيئة التدريب. وفي الاجتماع التالي لهيئة التدريب، يتم تقييم اليوم والتخطيط لليوم الذي يليه مع إجراء العديد من النقاشات الأخرى قبل أن يمضوا على الطريق إلى طوكيو 2020 حاملين الحلم الأولمبي الصيني.

الصور

010020070790000000000000011100001375279741