كيف نواجه ظاهرة ارتفاع نسبة تبديل الأعمال بين الشباب المعاصر
بكين 16 أكتوبر 2018 (شينخوانت)أظهرت نتائج الاستطلاعات الصادرة عن منصة توظيف مشهورة في الصين أن مدة العمل في الوظيفة الأولى للشباب اليوم تقتصر بشكل ملحوظ. يتجاوز معدل مدة العمل الأول للشباب الذين ولدوا بعد الثمانينيات ثلاث سنوات، وتنخفض هذه المدة لمن ولدوا بعد التسعينيات إلى 17 شهرا، أما الذين ولدوا بعد عام 1995 من القرن الماضي، فهذه المدة تستمر لسعبة شهور فقط. إن هذه الظاهرة الاجتماعية الجديدة جذبت انتباها واهتماما من قبل الخبراء في مختلف الأوساط.
كان قد قال ما يون، مؤسس شركة أليبابا -شركة صينية عملاقة للتجارة الإلكترونية إن الأسباب وراء استقالة الموظفين ترجع إلى عاملين فقط، أحدهما عدم الرضي بالأجر أو الدخل، والآخر وقوع الظلم عليهم.
يدخل عدد كبير من المتخرجين سوق العمل سنويا، غير أن معظمهم سيجدون أن الأجور المنخفضة في البداية لا تستطيع تغطية تكاليف المعيشة المرتفعة والتي تتضمن الإيجار والمواصلات والأكل ونشاطات التواصل الاجتماعي لا سيما في المدن الكبرى، والأمر يرجع إلى أن الكثير من الشركات تقدم أجرا منخفضا للشباب خاصة للمتخرجين في الجامعات لمدة قصيرة لأن تنقصهم الخبرات العملية والتجارب الاجتماعية.
من جهة أخرى، دائما ما يشكو الكثير من الشباب من معاناتهم من المعاملات غير العادلة والظلم من الرؤساء أو المدراء أو الزملاء القدماء في شركات عملهم، كما يشكو بعض الشباب من بيئة وثقافة العمل السيئة والعلاقات الإنسانية المعقدة بين الزملاء ونظام الدرجات المتحجر، علاوة على المبادئ الكامنة غير المرئية التي تتمثل على سبيل المثال في أن الموظفين لن يُسمحوا بمغادرة الشركة قبل مغادرة المدير وضرورة الوقوف إلى جانب بين جانبي الصراع في الشركة. ولم تول الشركات اهتماما ضروريا واحتراما كافيا بالموظفين الشباب الجدد. يشار إلى أن هذه المبادئ الكامنة والمعاملات الظالمة أضرت بالحماسة العملية للشباب وثقتهم بأنفسهم، وأدت إلى استقالتهم بحثا عن شركة جديدة تتمكن من تقديم ببيئة عملية أفضل وأعدل ووظائف أنسب إليهم.
بالإضافة إلى ذلك، أشار بعض الشباب إلى أن وظائفهم الحالية لا تتمكن من توفير الفرص الكافية والضرورية لتحقيق قدراتهم الذاتية ونموهم المستمر وارتقائهم بالمرتبة العملية والمهنية.
لكن في نفس الوقت، أشار الخبراء في التوظيف إلى أن الأسباب الرئيسية وراء استياء الشباب من العمل الحالي تعود إلى استعداداتهم النفسية غير الكافية لمواجهة الصعوبات التي ستواجههم في الأعمال الحقيقية والمشقات التي قد تواجههم في الحياة، والتفاوت الكبير بين البيئة في الشركات والمدارس أو الجامعات، ولم تتوافق وتكف تخصصاتهم في الجامعات مع أعمالهم الحقيقية.
بما يتعلق بارتفاع نسبة تبديل الأعمال بين الشباب المعاصر، أكد الخبراء والباحثون على ضرورة إيلاء مختلف المستويات الاجتماعية التي تتضمن الحكومة والمدارس وقطاعات التعليم اهتماما بالغا بهذه الظاهرة والقضية، يجب عليها أن تقدم إلى الشباب التوجيهات الاختصاصية التي تتناسب مع بيئة العمل في المجتمع الحقيقي، مشيرين إلى أن المجتمع الصيني يتمكن من استيعاب الخبرات المتطورة والناضجة من الدول الأخرى على صعيد تقديم التوجيهات والتدريبات المهنية إلى الشباب بعد انتهاء التعليم المدرسي وقبل بدء أعمالهم في المجتمع.
وبالنسبة إلى الشباب أنفسهم، يجب عليهم أن يدركوا أن التبديل الدائم للأعمال غير صحيح. أوضحت البيانات الضخمة أن الطريق المهني وطريق التنمية للأشخاص الذين يتجاوز معدل مدة اشتغالهم في شركة واحدة أو في وظيفة واحدة سنتين يبدو أكثر سلاسة وتوفيقا، لأنهم امتلكوا القدرات والفنون المحورية، لذا عندما قرروا تبديل الأعمال والذهاب إلى شركة جديدة، يحظون بالاقبال أكثر ويتمتعون بأعلى نسبة ارتفاع الأجر.