تحقيق إخباري: جولة داخل الأجنحة العربية في معرض الصين الدولي للواردات.. أبرز المنتجات وآمال العارضين
شانغهاي 8 نوفمبر 2018 (شينخوا) يشهد "طريق الحرير" و"طريق التوابل" بقوة على العلاقات التجارية القائمة منذ فترة طويلة بين الصين والدول العربية. ومع مرور ألف سنة، حققت التبادلات التجارية بين الجانبين نتائج مثمرة حتى اليوم، حيث نما حجم التجارة البينية بشكل سريع مع تنويع الهياكل التجارية.
واليوم، يفتح معرض الصين الدولي للواردات الذي يعقد هذه الأيام في شانغهاي في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر آفاقا أرحب لزيادة التبادلات التجارية بين الجانبين، حيث يعد أفضل منبر لترويج المنتجات العربية في السوق الصينية الضخمة وفتح الأبواب الجديدة أمامها.
وجذب المعرض الأول في العالم المتخصص في الواردات نحو 3000 شركة من أكثر من 130 دولة ومنطقة بالعالم، من بينها 70 شركة ومؤسسة تجارية من 12 دولة عربية، هي مصر وسوريا والسودان والسعودية والإمارات وسلطنة عمان والعراق والكويت ولبنان والمغرب وتونس والجزائر، منها أربع دول مشاركة في "معرض الدول" هي مصر والإمارات والسعودية والمغرب.
وضج المعرض بعدد كبير من الشركات العربية التي عرضت منتجاتها المميزة في أجنحة حمل كل منها الطابع الذي تتميز به كل دولة أمام عدد كبير من الزائرين الذين جاؤوا من العديد من الشركات الصينية بأنحاء البلاد.
وبالنسبة لمصر، التي تعد أحد ضيوف شرف المعرض هذا العام، فقد صمم جناحها على الطابع الفرعوني ووضع في مقدمة اثنين من أركانه تمثالين فرعونيين كبيري الحجم، هذا علاوة على قطع فرعونية صغيرة وضعت على طاولة كبيرة بشكل منسق داخل المعرض وجذبت الكثير من الزائرين.
وفي أحد أركان المعرض عرضت الشركة السويسرية للملابس القطنية منتجات مصنوعة من القطن المصري عالى الجودة، ولاقت الفواكه وخاصة البرتقال من شركة ((وادى النيل)) لتصدير المنتجات الزراعية اهتماما كبيرا، هذا إلى جانب أنواع مختلفة من قطع البسكويت والعصائر.
واعتبر هشام المصري، المدير العام لشركة ((أورينت جروب)) المتخصصة فى إنتاج التمور وبعض المنتجات الزراعية الأخرى، معرض شانغهاي الدولي للواردات "فرصة للتعرف على السوق الصينية، ودخولها باعتبارها إحدى الأسواق المستهدفة المهمة بالنسبة لنا".
وأضاف أن" المعرض يمثل فرصة عظيمة لدخول المزيد من المنتجات المصرية، أفضل المنتجات التي يمكن تقديمها والتسويق لها في السوق الصينية الكبيرة. يمكن لمصر الاستفادة من هذه الفرصة في تعزيز نمو الصادرات المصرية بالسوق الصينية".
وفي جناح المغرب، الذي صممت واجتهه على الطراز المغربي، فكان في مقدمته صينية عربية كبيرة منقوش عليها تصميمات من التراث وقد وضع عليها طاقم من فناجين القهوة الصغيرة وفي وسطها إبريق مزخرف، هذا علاوة على مجموعة من مستحضرات العناية بالبشرة من إنتاج شركة (إنتركير).
وفى رأي مأمون صياح، المدير العام للشركة الزراعية المغربية "الضيعة الحمراء"، فإن جلب إنتاجه من الخمور إلى المعرض يعتبر الخطوة الأولى لدخول السوق الصينية الضخمة.
وقال صياح: "مصنع نبيذنا يوسع طاقته الانتاجية، حيث دأب على إنتاج 2.5 مليون زجاجة نبيذ كل عام"، مضيفا أن شركة "الضيعة الحمراء" تمتلك 300 هكتار من العنب المخصص لإنتاج النبيذ وسيتم جني 50 هكتارا منها للمرة الأولى هذا العام.
وأضاف: "إنه أمر جذاب للغاية بالنسبة لنا المشاركة في هذا الحدث. وفي الوقت الحالي، فإن مبيعاتنا من الخمور تسوق بشكل رئيسي محليا، ونأمل في انفتاحنا على سوق للتصدير".
وأردف: "لا يعرف المستهلكون الصينيون سوى القليل جدا عن النبيذ المغربي. ولذلك، فإن شركة الضيعة الحمراء سوف تعتمد علامات وتعبئة خارجية عصرية، كما ستركز على التسويق".
ووفقا لصياح، فإن مزرعته تركز على الترويج لنبيذها الأحمر والأبيض والوردي في معرض شانغهاي، مع سعيها لدخول السوق الصينية من خلال معارض لتذوق النبيذ وتقديم شروح وتفسيرات من خلال زيارات للموقع.
أما سوريا، فقد كانت الحلويات السورية اللذيذة محط إعجاب إلى جانب زيت الزيتون من شركة (سيرجيلا)، ودبس الرومان والخل وغيرها من المنتجات الغذائية الخالية من المواد الحافظة من إنتاج شركة (ديلارا) للمنتجات الغذائية، وكذا المستخلصات والزيوت الطبيعية لشركة (بيوشام).
وقال السوري ياسين دياب البالغ من العمر 66 عاما "لم أكن أتوقع أن المعرض يكون كبيرا هكذا، والمنافسة شديدة جدا"، مشيرا إلى الجناح المبهر العملاق.
واسم شركته (سيرجيلا) هو اسم مدينة قديمة وهناك منزل حجري مسور في شعار العلامة التجارية للشركة. وأوضح ياسين أن" هذا المنزل من البقايا الأثرية لمدينة سيرجيلا وهو أول مصنع لاستخراج زيت الزيتون فى العالم".
وقال ياسين إنه بالإضافة إلى الزيتون، تعد سوريا موطن الوريد وحشائش الماعز ومئات النباتات النادرة. ورغم أن هذه أول مرة يأتى فيها ياسين إلى الصين، لكنها ليست المرة الأولي لمنتجات شركته.
وبدأت شركته بتصدير زيت الزيتون إلى الصين منذ عام 2004، وقد بلغ حجم الانتاج 6 آلاف طن سنويا. لكن بعد انفجار الحرب الداخلية عام 2011، اضطر إلى وقف التعامل بعد أن أصبحت الاتصالات الهاتفية مع العملاء صعبة .
"كان لدي احساس فى بداية العام بأن الشدائد على وشك الإنتهاء، فالوضع في سوريا يستقر تدريجيا. وعندما سمعت بأن الصين ستعقد هذا المعرض، قمت بالتسجيل على الفور"، مضيفا أن"حدسه جاء مرة أخرى، صفقات مربحة على الوشك!"
وفي جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، تم التركيز على البيتركيماويات نظرا لكون الإمارات دولة منتجة للنفط، هذا إلى جانب الألومنيوم الذي يدخل في صناعات عديدة، وشوهدت على الأرفف في الجناح أيضا مياه معدنية من إنتاج شركة (العين) الإماراتية.
أما السودان، فيروج لمنتجات مختلفة ومنها السمسم والقطن وكذلك العديد من المنتجات الزراعية لمجموعة جياد الصناعية حيث يعرف السودان بازدهار قطاعي المحاصيل والتربية الحيوانية.
وتشارك نحو 40 شركة تركية في المعرض بشكل فعال لإيجاد فرص جديدة للتعاون والتجارة في سوق عالمية تتأثر بشكل متزايد بالحمائية الأمريكية.
وقالت سيما إنام، خبيرة فى منظمة مصدري المواد الكيميائية والمنتجات الكيميائية في إسطنبول "نشعر بسعادة بالغة بهذا المعرض. وتحضر نحو 40 شركة تركية من أجل الترويج لبضائع ومنتجات تركية للمستهلكين الصينيين.
وأضافت إنام:"السوق الصينية كبيرة جدا ومهمة للغاية وشركاتنا مهتمة بهذه السوق وتتطلع إلى معرفتها بشكل أفضل."
وتروج تركيا بشكل أساسي للمنتجات الصناعية والكيميائية وقطع غيار السيارات وأواني المطبخ، ومنتجات محلية مميزة أخرى مثل البندق. وهناك أيضا شركة في الجناح التركي تعرض ماء الزهر وزيت الزهر، حيث يستخدمان في صناعة مستحضرات التجميل، خاصة العطور.
وقال أحمد سينسير، مدير مصنع (روزا داماسكان)، شركة عائلية من مدينة إسبرطة وسط الأناضول، "إذا استطعنا إدخال زيت الزهر للاستخدام في الأنشطة الصينية التقليدية للمعالجة بتقويم العمود الفقري والتدليك، ستكون سوقا كبيرة."
وأضاف رجل الأعمال "الصين سوق كبيرة وطلبها واسع. نريد شريكا محليا موثوقا ولديه الخبرة من أجل تمهيد الطريق بشكل مشترك لدخول السوق الصينية."