تعليق: خطوة في الوقت المناسب لدعم الاقتصاد العالمي
شانغهاي 9 نوفمبر 2018 (شينخوا) بعد مرور خمسة أيام، تجاوز معرض الصين الدولي الأول للواردات، التوقعات وحصل على مكانه في التاريخ، وهو إنجاز يكره المنتقدون المنحازون الاعتراف به.
وفي حين أن الشركات العالمية تحتفل بالمعرض على أنه كنز ثمين، إلا أن الرافضين لا يزالون يكررون السخرية والريبة التي لامعنى لها . وفي تقديرهم الضيق ، لن يترك المعرض إلا سلسلة من الوعود الفارغة والسياسات الجديدة التافهة، ويُنظر إليه على أنه نوع من التباهي الذي عفا عليه الزمن بسبب غياب مراكز القوة.
ولكن الملاحظة الرصينة ستحكي قصة مختلفة تماما؛ فالصين لديها سجل حافل موثق من الوفاء بوعودها. وعندما تتحدث الصين عن مزيد من الانفتاح والازدهار المشترك، فإن ذلك يعني اتخاذ إجراءات جريئة ومرئية وسريعة.
ومن خلال احترام التعهدات إلى القيام بعدد قياسي من الإصلاحات، صعدت الصين على سلم التصنيف العالمي، في تسهيل ممارسة الأعمال ، بمقدار 32 نقطة مقارنة بالعام الماضي، كما حصلت البلاد على مكان ضمن أفضل 10 دول على مستوى العالم في مجال تحسين الأعمال لهذا العام، وفقا لتقرير البنك الدولي.
لن يكون المعرض استثناءً في استدعاء موجة من محاولات الانفتاح الجديدة، إذ كشف مجلس الدولة الصيني أمس الخميس عن مبادئ توجيهية لإزالة جميع القيود التي تحد من إمكانية الوصول إلى الأسواق غير المدرجة على القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي، في غضون أشهر. وسيتم قريبا الإعلان عن خطة لتوسيع منطقة التجارة الحرة الرائدة في الصين (شانغهاي) بشكل كبير.
ويمكن التنبؤ بشكل كبير بما هم مقبل : ستكتسب الواردات زخما أقوى للنمو، وستكون بيئات العمل أفضل، وسيتوسع الوصول إلى الأسواق بالتأكيد، وسيتعمق التعاون المتعدد الأطراف.
لقد أصبح الانفتاح علامة تجارية للصين، حيث أظهرت البيانات الصادرة أمس الخميس أن واردات الصين ارتفعت بنسبة 26.3 بالمئة الشهر الماضي لتفوق توقعات السوق.
وفي الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد العالمي بتعديلات عميقة ويعاني من الحمائية، فإن من المهم أن يوفر ثاني أكبر اقتصاد في العالم ثوابت مطلوبة بشدة.
إن الأسماء الكبيرة في الصناعة العالمية من الولايات المتحدة واليابان وما إلى ذلك، والتي على بيّنة من الرهانات الكبيرة، كانت حكيمة في تفضيل التألق في المعرض على عدم الظهور، في حين دعيت الشركات من أقل البلدان نمواً في العالم أيضاً للمشاركة على منصة المعرض .
إن توفير منصة لشركات من الاقتصادات الأكثر ضعفا، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. ومع تباطؤ آفاق النمو الاقتصادي العالمي وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر وسلسلة التوريد العالمية ذات القيمة المتهدمة، تواجه البلدان الناشئة وذات الدخل المنخفض معركة أكثر صعوبة لتحقيق كامل إمكاناتها.
ومن خلال المشاركة الواسعة، يعمل معرض الصين الدولي الأول للواردات كمنفعة عامة عالمية للنمو الشامل. وكما قال الرئيس شي جين بينغ في كلمته الرئيسية في حفل افتتاح المعرض، فإن ممارسات قانون الغابة والفائز يأخذ كل شيء، لا تمثل سوى طريق مسدود، و"النمو الشامل للجميع هو بالتأكيد الطريق الصحيح نحو الأمام."
وإذا كان المعرض يمكن أن يطلق عليه اسم "العرض الكبير"، فإنه بالتأكيد أحد التوافقات والجهود المشتركة للتعامل مع التحديات التي نواجهها.
وبما أن التجارة الحرة تسود في نهاية المطاف، فإن هذا التجمع سيُسجّل في التاريخ على أنه إجراء اتُّخذ في الوقت المناسب لدعم الاقتصاد العالمي.