مقالة خاصة: "رمسيس ويصا واصف" .. مركز مصري للنسيج اليدوي جال العالم

2018-11-14 22:34:57|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 14 نوفمبر 2018 (شينخوا) في قلب قرية "الحرانية" بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، يقبع مركز "رمسيس ويصا واصف" المشهور عالميا بكونه مركزا متميزا لإنتاج النسيج اليدوي الفني في مصر.

ويقع المركز، الذي يتكون من مبنى رئيسي من طابقين ومبان أخرى مجاورة من طابق واحد، داخل أراضي القرية الخضراء، ويحيط به سور كبير.

ويعمل في المبنى الرئيسي الكلاسيكي 35 من النساجين يصنعون مفروشات ذات مناظر طبيعية فريدة.

وتأسس المركز، الذي جالت أعماله في معظم العواصم الكبرى، في عام 1952 من قبل المهندس المعماري والفني الراحل رمسيس ويصا واصف.

وقال مدير المركز إكرام نصحي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "واصف جاء من وسط المدينة إلى القرية الفقيرة بسيارته الراقية، واشترى قطعة أرض مساحتها حوالى 2000 متر مربع، وبنى المركز بعيون مهندس معماري".

وجمع واصف أطفال القرية حوله، واكتسب ثقتهم من خلال بناء ملعب لكرة القدم لهم، ثم بدأ تعليمهم النسيج كمهارة جديدة يمكنهم من خلالها التعبير عن أنفسهم، وكسب العيش في نفس الوقت.

وأضاف نصحي، وهو أيضا صهر واصف، "كان لدى واصف رؤية أوسع حول مفاهيم الفن والإنسانية والإمكانيات الفردية الفريدة، وكان لديه اعتقاد راسخ بأن كل إنسان مخلوق بكل طاقته من أجل الإبداع".

ويتميز المركز بالمفروشات الفريدة ذات المناظر الطبيعية ومناظر الحياة الريفية، بما في ذلك المسطحات الخضراء والحدائق وأشجار النخيل والقنوات المائية والطيور والأغنام والأسواق، التي رسمها المزارعون الذين تحولوا إلى نساجين، بفعل ما زرعه واصف، وأكملته ابنتاه سوزان ويوانا بعد وفاته.

وتم عرض أعمال هؤلاء الفنانون في معارض ومتاحف وأماكن خاصة في جميع العواصم الكبرى تقريبا في أوروبا، بما في ذلك لندن وباريس وروما وستوكهولم وامستردام ولاهاي وبرلين، حسب نصحي، الذي أشار إلى أن المركز لديه قطعة فريدة من كل عمل، خاصة أن شخصية كل فنان تنعكس على أعماله.

وتابع مدير المركز، أنه "في يوم من الأيام، كان لدينا معرض قام بجولة في الولايات المتحدة لمدة عامين، واستضافته المتاحف الكبرى هناك، بما في ذلك المتروبوليتان في نيويورك ومتحف النسيج في واشنطن".

وأوضح أن المعرض الأول لمنتجات المركز أقيم في المراكز الثقافية الفرنسية في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية، حيث عرضت أعمال واصف للجاليات الأجنبية، بينما تلقى المركز أول دعوة لإقامة معرض خارج مصر في سويسرا في عام 1958.

وقال نصحي إنه في بعض الأحيان يتم دعوة فناني المركز إلى معارض في الخارج، حيث ينسجون أعمالا فنية مستخدمين أنوالا صغيرة أمام الزائرين، الذين لا يستطيعون تصديق أن المفروشات الإبداعية المعروضة أمامهم هي إنتاج قائم على التخيل دون رسوم للنسخ.

وأشار إلى أن الجيل الأول من فناني المركز بدأ بـ 14 فتى وفتاة، معظمهم يبلغ الآن أكثر من 70 عاما، ومازال اثنان منهم يعملان في المركز، بينما بدأ الجيل الثاني في عام 1972 مع سوزان ويوانا.

ويوجد في المركز حاليا حوالي 35 من النساجين الذكور والإناث، يعملون في 15 غرفة، كل اثنين في كل غرفة، حيث يستخدمان اثنين من الأنوال الكبيرة، حسب مدير المركز.

وتختلف أحجام السجادات التي ينتجها المركز، فبعضها بحجم متر × 1.5 متر، والبعض الآخر يبلغ حجمه مترا × مترين، وتحتوي على بعض المناظر الطبيعية وصور شخصيات.

كما يوجد نوعان من المفروشات، تتكون كل واحدة منها من ثلاث قطع، ويبلغ الحجم الإجمالي لكل منهما 2.5 متر × 7 أمتار.

وأكد نصحي أن كل عمل من النوعين الكبيرين يستغرق ثلاثة أعوام ونصف العام حتى ينتهي.

ويحمل أحد هذين النوعين اسم "مصر"، ويضم مشاهد طبيعية من محافظة أسوان جنوب القاهرة، بما في ذلك نهر النيل والقوارب والمناظر الطبيعية المحيطة به.

وأوضح مدير المركز أنه "تم وضع قطعة تحمل اسم مصر على حائط في القصر الرئاسي المصري، الذي تم تجديده في عام 1990، وهو من تصميم الفنان علي سليم، وهو رجل مخضرم عمره 70 عاما من الجيل الأول بالمركز".

وقال سليم لـ((شينخوا)) بينما كان يمسك خيوطا من عدة ألوان، ويعمل على نسيج في نوله الكبير، "لقد بدأت العمل هنا منذ أن كنت في التاسعة من عمري، وبالتالي فإني أعمل هنا منذ أكثر من 60 عاما".

وتابع أن "ما يميز عملنا هو أنه يمتلك روحا، بخلاف تلك التي تنتجها التكنولوجيا المتقدمة، وهذا هو السبب في أن الغربيين كانوا مبهورين بمنسوجاتنا التي عرضت في معارض ببعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا".

في حين تعمل تحية، وهي سيدة تنتمي إلى الجيل الثاني من المزارعين الذين تحولوا إلى نساجين، في المركز منذ 28 عاما، وهي الآن في مرحلة مبكرة من نسج سجادة تحتوي على أشجار وزهور.

وقال تحية إن "هذا الجزء الصغير من السجادة استغرق شهرين، ومن المتوقع الانتهاء من النسيج الكامل خلال ستة أشهر".

وختمت، وعلى شفاهها ابتسامة يعتريها الفخر، "كل رسوماتي مبنية على خيالي والطبيعة المحيطة، فأنا أحبها كلها وأجد أن كل منها أفضل دائما من السابق".

   1 2 3 4 5 6 >  

الصور

010020070790000000000000011100001376062961