النص الكامل للمقال الموقع بقلم الرئيس الصيني شي جين بينغ في صحف بروناي
بكين 17 نوفمبر 2018 (شينخوا) نشر مقال موقع بقلم الرئيس الصيني شي جين بينغ بعنوان "لنكتب معا فصلا جديدا في العلاقات بين الصين وبروناي"، نشر اليوم (السبت) في أربع صحف في بروناي قبل زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس شي لهذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
وفيما يلي النص الكامل للمقال الذي نشرته صحف ((بورنيو بوليتن)) و((سي هوا ديلي نيوز)) و((يونايتد ديلي نيوز)) و((سين تشيو ديلي)):
لنكتب معا فصلا جديدا في العلاقات بين الصين وبروناي
شي جين بينغ
رئيس جمهورية الصين الشعبية
بدعوة من جلالة السلطان الحاج حسن البلقية معز الدين وعد الله، سأقوم بزيارة دولة إلى بروناي دار السلام في الفترة من 18 إلى 20 نوفمبر. وستكون هذه أول زيارة لي إلى بروناي، وهي زيارة أتطلع إليها بكل سرور.
تشتهر بروناي دار السلام، "دار السلام"، بمناظرها الطبيعية الساحرة وثقافتها الحضرية الرائعة وبالوئام الاجتماعي. كل هذا يذكرني بأرض السلام الخيالية والوئام والجمال الشاعري الذي وصفه الشاعر الصيني القديم تاو يوان مينغ. وفي السنوات الأخيرة، شرعت بروناي، تحت القيادة المتميزة لجلالة السلطان، شرعت في المضي على طريق التنمية الذي يتلائم مع ظروفها الوطنية ووفرت معيشة رغدة وسعيدة لشعبها. وأتمني بكل إخلاص لبروناي تحقيق نجاح أكبر وهي ماضية على طريقها.
بالنسبة للصين، تعد بروناي جارة صديقة عبر البحر فضلا عن كونها حلقة وصل مهمة على طريق الحرير البحري القديم. وبفضل طريق الحرير البحري هذا بدأ أسلافنا في إجراء تبادلات قبل أكثر من ألفي عام (في عهد أسرة هان الغربية الصينية)، وعرف شعبانا بعضهما البعض وطورا روابط صداقة وثيقة. ومازالت العديد من القصص الجميلة لتبادلاتنا تحكى حتى يومنا هذا. فقد توقف أسطول الملاح الصيني تشنغ خه، المعروف باسم "بانجليما تشنغ هو" بين أبناء شعب بروناي، توقف مرتين في بروناي قبل حوالي 600 عام، حاملا رسالة سلام وصداقة إلى السكان المحليين. ويشهد شارع "جالان أونج سوم بينغ" وقبر"بو كونغ تشيه مو" في بندر سيري بيغاوان و"قبر الملك بوني" في مدينة نانجينغ الصينية على التاريخ الطويل من التفاعلات الودية بين البلدين.
وفي عام 1991 ومع إقامة العلاقات الدبلوماسية، جددت الصين وبروناي صداقتهما التي تعود إلى آلاف السنين. ومنذ أن طور البلدان علاقات تعاون إستراتيجية قبل خمس سنوات، قمنا بتعميق الثقة السياسية المتبادلة، ودفعنا التعاون العملي بشكل مطرد، ودعمنا وتعاونا مع بعضنا البعض في القضايا الإقليمية والدولية. ودخلت العلاقات بين الصين وبروناى أفضل مرحلة لها في التاريخ ضاربة بذلك مثالا يحتذي به في العلاقات بين الدول ذات الأحجام المختلفة والقائمة على المساواة والمنفعة المتبادلة من أجل التنمية المشتركة.
لقد استجابت بروناي بحرارة لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها، وأيدتها بقوة. ووقع جانبانا مذكرة تفاهم لتحقيق التآزر بين مبادرة "الحزام والطريق" ورؤية "واواسان بروناي 2035"، ما أعطى دفعة جديدة لعلاقاتنا الثنائية.
ومنذ بداية هذا العام، اتسع التعاون الاقتصادي والتجارة بين البلدين بوتيرة سريعة، حيث أصبحت الصين واحدة من أهم شركاء بروناي. ويحرز مشروعان هامان، وهما مشروع هنغيي بروناي بي أم بي للبيتروكيماويات وممر قوانغشي - بروناي الاقتصادي، تقدما جيدا. وتضخ المزيد والمزيد من الشركات الصينية استثمارات وتقوم بأنشطة أعمال في بروناي، ما يسهم في تنويع اقتصاد بروناي. وتشارك الشركات الصينية بنشاط في تطوير البنية التحتية في بروناي بما في ذلك جسر بولاو موارا بيسار، وطريق تليساي - لوموت السريع، وسد يولو توتونغ. وتحسن هذه المشروعات من التواصل المحلي وأصبحت "علامات تجارية" مشرقة للصين في بروناي.
وتزدهر حاليا التبادلات الثقافية والشعبية. فالصين هي أكبر مصدر للسائحين بالنسبة لبروناي وأصبح الزائرون الصينيون الآن مشهدا مألوفا في شوارع بندر سيري بيغاوان. وتعمل رحلات جوية مباشرة بمثابة جسور عبر الأثير، لتربط عاصمتكم بمدن صينية مثل هونغ كونغ وشانغهاي وهانغتشو وناننينغ وكونمينغ وتسهل الأمور على المسافرين بين البلدين. وتتمتع مدينتا نانجينغ وبندر سيري بيغاوان، اللتين ترتبطان بعلاقات توأمة، بتبادلات متكررة فيما بينهما. وازدهرت الصداقة بين الشعبين مع وجود دينامية جديدة.
يصادف هذا العام الذكرى الـ40 لبدء تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين والذكرى الخامسة لطرح مبادرة الحزام والطريق. ومع التزامها الثابت بسياسة الانفتاح، ستعزز الصين التعاون الجوهري والموجه نحو تحقيق نتائج في إطار مبادرة الحزام والطريق وستقدم منافع أكبر للشعوب في الدول الشريكة في المبادرة. وفي الوقت الذي تعمل فيه الصين على تحقيق "الهدفين المئويين" للتنمية الوطنية وتسعى بروناي إلى تحقيق رؤية "واواسان 2035"، تمر دولتانا بمراحل حاسمة من التنمية. ومن الأهمية بمكان أن نعزز الفهم المتبادل ونعمق الصداقة ونعزز التعاون لنطور صداقة أكثر قوة.
-- نحن بحاجة إلى تعزيز الثقة السياسية المتبادلة. ومن أجل الارتقاء بعلاقاتنا إلى آفاق جديدة، فإن الجانبين بحاجة إلى التخطيط لتنمية العلاقات بين الصين وبروناي من منظور إستراتيجي وطويل الأجل، والحفاظ على تفاعلات عالية المستوى، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة. فالصين تحترم وتؤيد بروناي في إتباع طريق التنمية الذي يتلائم مع ظروفها الوطنية.
-- نحن بحاجة إلى تعميق التعاون العملي. فجانبانا بحاجة إلى بناء تآزر أقوى بين إستراتيجياتنا التنموية الوطنية. وستواصل الصين مساعدة بروناي في تنويع الاقتصاد، وضمان نجاح مشروعات التعاون الرئيسية، واستكشاف التعاون المحتمل مع بروناي في مجالات الطاقة والبنية التحتية والزراعة ومصايد الأسماك والتجارة الإلكترونية والقطاع البحري وغيرها. وسوف نشجع الشركات الصينية على الاستثمار في بروناي ونرحب بمزيد من الصادرات ذات الجودة من بروناي إلى الصين.
-- نحن بحاجة إلى زيادة التبادلات الشعبية والثقافية. وإن جانبينا بحاجة إلى توسيع التعاون والتبادلات في مجالات الثقافة والصحة والتعليم والرياضة والسياحة وتدريب الموارد البشرية. والصين تدعم قيام شركاتنا للطيران بتسيير المزيد من الرحلات الجوية المباشرة وتشجع المزيد من السائحين الصينيين على المجئ إلى هنا. وبنفس الروح، نرحب أيضا بمجئ مزيد من الأصدقاء من شعب بروناي للدراسة في الصين أو لزيارتها أو العمل فيها.
-- نحن بحاجة إلى تعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الإقليمية والدولية. وسنعمل مع بروناي لتعميق التعاون بين الصين والآسيان في مختلف المجالات وتسريع المفاوضات من أجل إبرام الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، وتجسيد فوائد اتفاقية التجارة الحرة المحدثة بين الصين والآسيان على أرض الواقع وتدعم الصين بروناي في لعب دور أكبر في مبادرة "بروناي دار السلام واندونيسيا وماليزيا والفلبين - منطقة نمو شرق الآسيان". وستعمل الصين مع بروناي في الحفاظ على التعددية والنظام التجاري الدولي والحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية لتقديم إسهاماتنا للسلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.
وهناك قول مأثور في بروناي يقول "المرء قد لا يحب ما لا يعرفه". وبالمثل، عادة ما يقول الصينيون "بالنسبة للأصدقاء، الفهم المتبادل شئ ثمين". وستظل الصين نعم الصديق المخلص لبروناي وشريكا موثوقا لها من أجل تحقيق التنمية المشتركة. وتحدوني الثقة بأننا، بفضل الجهود المشتركة لحكومتينا وشعبينا، سنكتب فصلا أكثر جمالا في علاقاتنا وتعاوننا القائمين على الصداقة والمودة!