مقالة خاصة: الصين تترك آثارا أكثر أهمية في تعاون مجموعة العشرين

2018-12-01 02:05:23|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 30 نوفمبر 2018 (شينخوا) في الوقت الذي يجتمع فيه قادة الاقتصادات الرئيسية في العالم في بوينس آيرس لحضور القمة ال13 لمجموعة العشرين في ظلال من الحمائية والأحادية، تتزايد التوقعات بشأن إطلاق العنان لدور الآلية كمنصة رئيسية للتعاون الاقتصادي الدولي.

ومنذ بدء قمة مجموعة العشرين عام 2008، لعبت الصين دورا بناء وأولت أهمية كبرى للتعاون في إطار المجموعة وساهمت بأفكار وحلول من أجل حوكمة اقتصادية عالمية أفضل وبرهنت على التزامها باعتبارها دولة رئيسية مسئولة.

الاسهام بالحكمة

بدأت قمة مجموعة العشرين على وقع الآلام التي تسببت فيها الأزمة المالية العالمية. وخلال السنوات العشر الماضية، حققت المجموعة إنجازات بارزة في التعامل مع الفوضى وتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وتدعيم الحوكمة الاقتصادية العالمية.

وقامت الصين، مع الدول الناشئة، بإسهامات عظيمة نحو تطوير الآلية.

ومنذ الإعصار المالي عام 2008، شاركت الصين بنشاط في تنسيق السياسات مع الأعضاء الآخرين وفقا للآلية التعددية، ولعبت دورا مهما للغاية في احتواء الرعب المالي والأزمة المالية، حسبما أوضح سونغ لي شوي، الاستاذ بكلية الاقتصاد في جامعة ميجي جاكوين اليابانية.

وفي أعقاب الأزمة المالية العالمية، جذبت قمة مجموعة العشرين المزيد من الانتباه إلى النمو الاقتصادي العالمي ونحو تحقيق حوكمة عالمية أفضل. ومن أجل ذلك، اقترحت الصين مجموعة من الأفكار ووجهات النظر المهمة، وشاركت حكمتها مع العالم.

وفي مدينة سان بطرسبورج الروسية عام 2013، قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ حزمة من الأفكار الجديدة خلال القمة ال8 لمجموعة العشرين، بما في ذلك التنمية الابتكارية والنمو المترابط والمصالح المتكاملة. وفي بريزبان الاسترالية عام 2014، دعا شي إلى نهج جديد للنمو وحث العالم على بناء اقتصاد عالمي منفتح.

وخلال قمة أنطاليا في تركيا عام 2015، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ أن تعزز الاقتصادات الرئيسية التنسيق بشأن سياسات الاقتصاد الكلي وتيسير التنمية المدفوعة بالابتكار وتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.

وفي عام 2016، وضعت الصين حجر زاوية جديد في تاريخ تعاون مجموعة العشرين، حيث كانت قمة هانغتشو نقطة تحول المجموعة من آلية للاستجابة للأزمات تركز على السياسات قصيرة الأجل إلى آلية حوكمة طويلة الأجل تشكل سياسات من متوسطة إلى طويلة الأجل.

علاوة على ذلك، فإن التوافقات التي توصلت إليها القمة استمرت أيضا خلال قمة هامبورج في ألمانيا 2017.

وأشاد إيفاندرو كارفالهو، استاذ القانون الدولي في مؤسسة جيتوليو فارجاس بالبرازيل، بالدور البارز للصين والاقتصادات الناشئة الأخرى، قائلا إن إسهاماتها حولت الآلية إلى منصة تتناسب جيدا مع التعامل مع القضايا المالية والاقتصادية العالمية.

وباعتبار الصين مشاركة وداعمة وملاحة على نحو هام جدا في آلية مجموعة العشرين، قال تشن فنغ يينغ، زميل باحث في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، إن المفاهيم والأفكار التي اقترحتها الصين رسمت مسارا صحيحا من أجل حوكمة اقتصادية عالمية أفضل وتنمية اقتصادية عالمية مستدامة.

الوفاء بالالتزامات

من تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح إلى تعزيز التعددية والتجارة الحرة، ومن تنمية التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق إلى إطلاق أول معرض دولي للواردات، أوفت الصين بالتزاماتها في بناء اقتصاد عالمي منفتح وتدعيم العولمة الاقتصادية من أجل منفعة المزيد من الدول والشعوب.

وفي الفترة من 2013 حتى 2017، أسهمت الصين بأكثر من 30 بالمئة من النمو العالمي، وخلال الـ15 عاما المقبلة، من المقرر أن تستورد الصين ما قيمته 24 تريليون دولار أمريكي من البضائع، وأن تجذب 2 تريليون دولار كاستشمار مباشر وارد من الخارج.

وفي مواجهة تصاعد الحمائية، قال تشن إن الصين بذلت جهودا عظيمة في توسيع الانفتاح والتمسك بالتعددية وتدعيم التعاون الجنوبي-الجنوبي وضخ حيوية جديدة في التنمية المستدامة للاقتصاد العالمي.

وأشار سونغ إلى ان الصين نفذت سلسلة من السياسات لفتح سوقها بشكل أوسع أمام العالم الخارجي. كما لعبت الإجراءات العملية الصينية دورا كبيرا في حماية نظام التجارة الحرة وإرشاد التوجه الخاص بالعولمة الاقتصادية.

وقال بي ار ديباك، الاستاذ في مركز دراسات الصين وجنوب شرق اسيا في جامعة جواهار لال نهرو في الهند، إن مبادرة الحزام والطريق الصينية مهمة للغاية في تنمية العولمة الاقتصادية، كما انها علاج مفيد للعالم في التغلب على القضايا الصعبة مثل الفكر المعادي للعولمة، والحمائية التجارية.

ومن وجهة نظر كارفالهو، فإن معرض الصين الدولي للواردات الناجح نموذج جيد على جهود الصين نحو بناء اقتصاد عالمي منفتح. كما أظهر للعالم أن الصين تدعم التجارة الحرة ليس فقط عبر اللغة الدبلوماسية ولكن من خلال الاجراءات العملية.

صياغة التوافق

مع التحديات التي تواجهها العولمة الاقتصادية المتمثلة في تصاعد الحمائية والأحادية، يتوقع المراقبون حول العالم ان تستغل الصين والأعضاء الآخرون في مجموعة العشرين القمة للتمسك بالعولمة والتعددية والتجارة الحرة وبعث رسالة إيجابية للعالم.

وقال شي في مقال موقع نشرته وسائل الإعلام الأرجنتينية "من الضروري لمجموعة العشرين الحفاظ على دورها باعتبارها منتدى رئيسي للتعاون الاقتصادي واتباع توافقات القمم السابقة ورسم مسار الاقتصاد العالمي."

وأشاد البروفيسور في جامعة كامبريدج ألان باريل بقمة مجموعة العشرين في هانغتشو منذ عامين، قائلا إنه يؤمن بأن الصين ستواصل لعب دور مهم في قمة الأرجنتين للمضي قدما في العولمة.

وقال لوكالة أنباء (شينخوا) "يمكن للصين أن تلعب دورا كبيرا جدا في آلية مجموعة العشرين، بينما أشاد بإصرار الصين وتصميمها في السعي نحو تحقيق التنمية المشتركة ودفع العولمة.

وقالت الأكاديمية الروسية ماريانا لاريونوفا إن التوافقات التي توصلت إليها قمة هانغتشو عززت بقوة بناء اقتصاد عالمي منفتح، مضيفة أنها تأمل في التأكيد على هذه التوافقات خلال قمة بوينس آيرس والاستمرار في اتباعها عبر جهود متواصلة.

وقال وزير الخارجية الأرجنتيني خورخي فوري إن الصين تلعب "دورا مهما جدا" في منتدى مجموعة العشرين وإن بلاده "تقدر على نحو خاص الخبرة الصينية" في استضافة قمة العشرين عام 2016.

وأضاف أن "مواقف الصين، التي نفهمها دائما باعتبارها مواقف بناءة، مصممة للمساعدة في صياغة مستقبل القضايا التي تهمنا جميعا مثل التغير المناخي والتقدم في التجارة الدولية."

وقال فوري إن "التوجه الصيني البناء...مهم للغاية في تنمية مجموعة العشرين."

010020070790000000000000011100001376427971