تقرير إخباري: الرئيس الصيني وقادة مجموعة العشرين الآخرون يجتمعون لبناء توافق من أجل تنمية عادلة ومستدامة
بوينس آيرس 30 نوفمبر 2018 (شينخوا) اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة مجموعة العشرين الآخرون هنا يوم الجمعة، لتبادل آراء معمقة حول بناء توافق من أجل تنمية عادلة ومستدامة.
وحث الرئيس شي في خطاب ألقاه أمام القمة الـ13 لمجموعة العشرين على الالتزام بالانفتاح والشراكة والابتكار والشمول وتوجيه الاقتصاد العالمي بطريقة مسؤولة.
وحذر قادة مجموعة العشرين من التراكم المتسارع للمخاطر في الاقتصاد العالمي وتعهد بأن تدفع الصين بقوة للأمام جولة جديدة من الإصلاح والانفتاح، وذلك مع بذل مزيد من الجهود في حماية حقوق الملكية الفكرية وزيادة الواردات.
ولدى إشارته إلى أن عشر سنوات قد مضت منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية وانعقاد القمة الأولى لمجموعة العشرين، قال الرئيس الصيني إن الاقتصاد العالمي اليوم، رغم حفاظه على النمو بشكل عام، مازال لا يخلو من الآثار الكامنة للأزمة.
وذكر أنه لا يزال يتعين تغيير محركات النمو القديمة وإحلال أخرى جديدة محلها، في الوقت الذي تتراكم فيه مختلف المخاطر بوتيرة سريعة، مضيفا أن الاقتصاد العالمي يواجه حاليا خيارا تاريخيا آخر.
وقال الرئيس شي إنه "لابد لنا نحن أعضاء مجموعة العشرين من أن نتابع عن كثب الاتجاه التاريخي الأساسي حتى نرسم المسار للمستقبل. وفي سعى البشرية الدؤوب إلى التنمية والتقدم، يعد الاتجاه نحو الانفتاح والتكامل بين البلدان أمرا لا يمكن إيقافه رغم التقلبات التي يشهدها الاقتصاد العالمي".
وأضاف أن تحقيق قدر أكبر من التنسيق والتكامل بين الدول يلبي الحاجة إلى نمو الإنتاجية وسيشكل أيضا ملامح مستقبل علاقات الإنتاج.
وذكر الرئيس شي أنه في هذه العملية، تتحول البلدان بشكل متزايد إلى مجتمع ذي مصالح مشتركة ومسؤوليات مشتركة ومستقبل مشترك، مؤكدا أن التعاون القائم على الفوز المشترك يعد الخيار الوحيد للمضي قدما.
وقال لقادة مجموعة العشرين إنه "أمام مختلف التحديات، لابد أن يكون لدينا شعور أقوى بمدى الإلحاحية، ونكون عقلانيين في النهج، ونستشرف آفاق المستقبل. وعلينا الاضطلاع بمسؤوليتنا وتوجيه الاقتصاد العالمي في الاتجاه الصحيح".
وفي معرض إشارته إلى أن مجموعة العشرين ولدت من حاجة المجتمع الدولي إلى الحفاظ على نمو مستقر للاقتصاد العالمي، ذكر الرئيس شي أن المجموعة قامت على مدى العقد الماضي بمواجهة الصعوبات معا وإخراج الاقتصاد العالمي من حالة الركود وإعادته إلى مسار الانتعاش والنمو.
"وبعد عشر سنوات، دعونا نعمل بنفس الرؤية الشجاعة والإستراتيجية ونضمن نمو الاقتصاد العالمي على المسار الصحيح"، حسبما قال الرئيس شي وهو يطرح على القمة مقترحا من أربع نقاط.
أولا، دعا الرئيس شي أعضاء مجموعة العشرين إلى الالتزام بالانفتاح والتعاون والتمسك بالنظام التجاري متعدد الأطراف.
وقال "ينبغي علينا أن ندعم بحزم التجارة الحرة والنظام التجاري متعدد الأطراف والقائم على القواعد".
وأضاف الرئيس الصيني أن الصين تدعم الإصلاح الضروري لمنظمة التجارة العالمية، وتعتقد أنه من الأهمية بمكان الحفاظ على القيم الجوهرية والمبادئ الأساسية لمنظمة التجارة العالمية مثل الانفتاح والشمول وعدم التمييز وضمان المصالح الإنمائية وحيز السياسة العامة للبلدان النامية.
وذكر أنه خلال هذه العملية، يحتاج جميع الأطراف إلى إجراء مشاورات واسعة لتحقيق تقدم تدريجي.
ثانيا، حث الرئيس شي مجموعة العشرين على إقامة شراكة قوية وتكثيف تنسيق السياسات الكلية.
وقال الرئيس شي إنه ينبغي على جميع الأطراف المشاركة توظيف الأدوات الثلاث المتمثلة في السياسات المالية والسياسات النقدية والإصلاح الهيكلي بطريقة شاملة لضمان تحقيق نمو قوي ومتوازن ومستدام وشامل للاقتصاد العالمي.
وذكر أنه ينبغي على الاقتصادات المتقدمة، عند اعتماد السياسات النقدية والمالية، إيلاء مزيد من الاهتمام لتأثير مثل هذه السياسات على الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية والعمل على تقليل هذا التأثير إلى أدنى حد.
وأضاف أن النظام النقدي الدولي ينبغي أن يكون أكثر تنوعا، وينبغي مواصلة تعزيز شبكة الأمان المالي العالمية.
ثالثا، يتعين على مجموعة العشرين أن تظل ملتزمة بالابتكار وبخلق زخم جديد للنمو، حسبما ذكر الرئيس شي.
ودعا المجموعة إلى تشجيع الابتكار والاستفادة من دور الاقتصاد الرقمي في تنمية الاقتصاد الحقيقي.
وقال "نحن بحاجة إلى مراقبة المخاطر والتحديات التي يجلبها تطبيق التكنولوجيات الجديدة، وتعزيز الإطار القانوني والتنظيمي"، مشيرا إلى الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعليم والتدريب المهني.
وذكر الرئيس الصيني "علينا إعطاء الأولوية لتحقيق التنمية من خلال الاستفادة الكاملة من إمكانات الابتكار لدينا. وفي الوقت ذاته، نحن بحاجة أيضا إلى إبقاء أبوابنا مفتوحة والتشجيع على انتشار التكنولوجيات الجديدة والمعرفة حتى يعود الابتكار بالفائدة على مزيد من البلدان والشعوب".
ومن أجل التكيف بشكل أفضل مع الابتكار التكنولوجي وتوجيهه، اقترح الرئيس شي بأن تجرى مجموعة العشرين دراسة معمقة حول تطبيق التكنولوجيات الجديدة وتأثيرها على أساس الأولويات لاستكشاف الفكر الجديد والسبل الجديدة للتعاون في هذا المجال.
رابعا، حث الرئيس شي مجموعة العشرين على الالتزام بالتعاون القائم على الفوز المشترك لتعزيز التنمية العالمية الشاملة.
وقال الرئيس شي "نحن بحاجة إلى مواصلة إتباع فلسفة التنمية التي ترتكز على الشعب والسعي إلى إيصال إحساس بالإنجاز والسعادة والأمن لشعوبنا".
وشجع أعضاء مجموعة العشرين على مواصلة إعطاء الأولوية للتنمية عند تنسيق السياسات الكلية العالمية، وتنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 بجدية، وإعطاء دعم قوي للعمل في هذا المجال في إطار الأمم المتحدة.
ودعا الرئيس شي المجموعة إلى حماية المصالح والفضاء التنمويين للدول النامية، قائلا إنه يتعين على مجموعة العشرين مواصلة دعم تنمية إفريقيا من خلال مساعدتها في قطاعاتها الخاصة بالبني التحتية وتشييد وسائل الربط والتصنيع الجديد.
وذكر أن هذا العام يصادف الذكرى الـ40 لبدء تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، مشيرا إلى أنه خلال الـ40 عاما الماضية، وبدعم من المجتمع الدولي، مضي الشعب الصيني قدما بمثابرة وحقق إنجازات تاريخية في التنمية.
وقال لقادة مجموعة العشرين إن الصين ترجع الفضل في تقدمها إلى سياسة الإصلاح والانفتاح، وستواصل المضي على هذا الدرب، متعهدا بمواصلة تعميق الإصلاح الموجه نحو السوق، وحماية حقوق الملكية وحقوق الملكية الفكرية، والتشجيع على المنافسة العادلة، والقيام بالمزيد لتوسيع الواردات.
وأكد الرئيس شي أن الصين ستواصل تحسين مناخ الأعمال، وتأمل في أن تعمل جميع الدول معا من أجل بيئة اقتصادية دولية حرة ومنفتحة وشاملة ومنظمة.
وفي خطبهم، حذر قادة مجموعة العشرين الآخرين أيضا من أن الاقتصاد العالمي يواجه مخاطر متزايدة حيث أصبحت الحمائية والأحادية في ازدياد.
ودعوا جميع الأطراف إلى تعزيز الوحدة ودفع التعاون في تنسيق السياسات الكلية، والإصلاح الهيكلي، وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وبناء البني التحتية وغيرها من المجالات.
كما أكدوا على الحاجة إلى العمل معا على حماية النظام التجاري متعدد الأطراف، وتعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتيسيرهما، ومعارضة الحمائية.
وأشار القادة إلى ضرورة أن تواصل الأطراف المعنية تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية وتعمل بشكل مشترك على دفع التنمية القوية والمستدامة والمتوازنة والشاملة للاقتصاد العالمي.
وخلال مناقشة حول مستقبل عادل ومستدام، قال الرئيس شي إنه مع كون اقتصاد مجموعة العشرين يشكل معا أكثر من 80 في المائة من إجمالي الاقتصاد العالمي، فطالما أن كل عضو يحافظ على اقتصاده مستقرا ومتناميا، سيكون الاقتصاد العالمي مستقرا ومتناميا.
وشجع مجموعة العشرين على المساهمة في توفير الطاقة الإيجابية للاقتصاد العالمي والحد من آثار التداعيات السلبية لبعض سياسات الاقتصاد الكلي، من أجل بدء حلقة حميدة من التنمية المشتركة.
وقال الرئيس شي إن الصين تظل ثابتة في صون حقوقها المشروعة، ومطالبها المعقولة، والمساواة والعدالة الدوليتين،الوقت نفسه تقف على أهبة الاستعداد لتعزيز التعاون مع مختلف الأطراف، ومواجهة الخلافات من خلال المشاورات مع اتخاذ موقف بناء.
وقال إنه يعتقد أنه يمكن حل جميع المشكلات طالما أن جميع الأطراف تلتزم بروح الشراكة وتجري مشاورات على أساس المساواة والتفاهم المتبادل والتوافق المتبادل.
هذا وقد وصل الرئيس الصيني إلى بوينس آيرس ليلة يوم الخميس للمشاركة في قمة مجموعة العشرين والقيام بزيارة دولة إلى الأرجنتين.
وتعد الأرجنتين المحطة الثانية من جولة الرئيس شي في أوروبا وأمريكا اللاتينية والتي تستمر في الفترة من 27 نوفمبر إلى 5 ديسمبر وزار خلالها أسبانيا وتشمل أيضا زيارة دولة إلى بنما وأخرى إلى البرتغال.