قصة تطور سوق الحرير في بكين

2019-01-07 10:07:35|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 7 يناير 2019 (شينخوانت) تتمتع بكين بصفتها مدينة عالمية كبيرة بتاريخ عريق وثقافة رائعة، وتزخر بآثار قديمة ومبانٍ حديثة. ويعرف جميع الأجانب، سواء الذين أتوا إلى بكين أو لم يأتوا إليها، معالمها الأربعة المشهورة، ألا وهي سور الصين العظيم، والمدينة المحرمة، وبط بكين المشوي، وسوق الحرير (سوق شيو شوي). ويعد سوق الحرير السوق الأكثر شهرة بالنسبة إلى الأجانب في الصين، حيث زاره العديد من الزعماء الأجانب مع عائلاتهم أثناء زياراتهم للصين، مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، ورئيسة الوزراء التايلندية السابقة ينجلوك شيناواترا، وعقيلة الرئيس التركي وغيرهم من شخصيات عالمية معروفة. لماذا تمكن سوق الحرير من أن يصبح السوق الأكثر ترحيبا بالأجانب؟ وما هي التغيرات التي طرأت عليه منذ نشأته؟

تأسس سوق الحرير في عام 1978 الذي بدأت الصين فيه تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح. وفي بداية نشأته، كان هناك العديد من الباعة يفرشون بضائعهم على رصيف الطريق بالقرب من شارع "جيان قوه مَن" الذي كانت تقع فيه بعض السفارات الأجنبية. وفي عام 1985 تم نقل باعة الأرصفة إلى سوق شعبية داخل زقاق ضيق لا يتجاوز عرضه 3 أمتار بالقرب من مباني الدبلوماسيين الأجانب، وضم أكثر من 250 متجرا. وتماشيا مع النمو الاقتصادي المذهل في الصين، بدأت عملية نقل وإصلاح السوق في عام 2003، وبعد سنتين، استقرّ سوق الحرير في مقره الجديد الذي يبلغ إجمالي مساحته 28 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 1800 محل تجاري.

ومن باعة الرصيف إلى سوق الشارع ثم إلى مركز تجاري ضخم، شهد سوق الحرير تغيرات هائلة خلال السنوات الـ40 الماضية. وكان الباعة بهذا السوق في الماضي يبيعون الملابس والأحذية والحقائب المقلدة للعلامات التجارية العالمية الشهيرة لجذب الأجانب بسبب أسعارها الزهيدة، ولكن الآن، أصبحت الثقافة الصينية التي تحملها البضائع عاملا هاما لجذب الزبائن الأجانب.

تمتلك قوه تساي شيا محلا تجاريا لبيع الملابس بسوق الحرير لمدة أكثر من 10 سنوات وتبيع في محلها الملابس التي تصممها بنفسها. وقالت للمراسل إنها كانت تحب فن الرسم منذ طفولتها، وبعد ممارسة التجارة في سوق الحرير، بدأت تفكر في إبداع علامة فريدة تمزج بين الثقافة الصينية التقليدية وتقنية الرسم الحديثة. وصممت سلسلة من الأقمصة التي ترسم عليها صورا من الأساطير الصينية مثل قصة "الملك القرد" وقصة "الإلهة تشانغ آه تطير إلى القمر" وقصة "سبعة أخوة قرع" وغيرها بشكل رسم كارتوني، وتحظى بإعجاب الزبائن الأجانب ويباع الواحد من أقمصتها بأكثر من ألف يوان صيني. وتعتقد السيدة قوه أن الثقافة هي أكثر ما يجذب الزبائن الأجانب إلى محلها، لأنهم يرغبون في شراء الأشياء ذات الطابع الصيني. لذا فإن تجارتها أيضا نوع من نشر الثقافة، وتعريف الأجانب بالثقافة الصينية. وتشعر بمهمة ثقيلة ملقاة على كتفيها، لأن الأجانب يرون أن الباعة يعكسون جانبا من جوانب الشخصية والثقافة الصينية.

ولم يتوقف سوق الحرير عن مواصلة مسيرة تقدمه إلى الأمام ويتحسن سنة بعد سنة، لكن الزبون الأجنبي هو وحده لم يتغير، حيث يستقبل المئات من الزبائن الأجانب كل يوم. وقال الشاب الكاميروني ميرا الذي يدرس حاليا في جامعة بكين للغات للمراسل إنه كل مرة قبل عودته إلى بلده لقضاء الإجازة، سيذهب إلى سوق الحرير لشراء بعض الهدايا لأهله وأصدقائه مثل الشاي والمصنوعات اليدوية والملابس، وأضاف أن التبادل مع الباعة أمر ممتع، وهو مندهش لأن كل بائع بالسوق يتقن عدة لغات أجنبية.

وحقق سوق الحرير شهرة واسعة منذ تأسيسه، ولم يتوقف عن التطور والابتكار في السنوات الأخيرة. وقد أصبح معلما جديدا لبكين ومنظرا سياحيا للأصدقاء الأجانب، وصار منصة لعرض العلامات التجارية الصينية ويتيح للأجانب فرصةً للتعرف على الثقافة الصينية التقليدية.

الصور

010020070790000000000000011100001377252951