مقالة خاصة : فلسطيني يصنع "دمى الماريونيت" لأول مرة في غزة

2019-01-24 02:47:34|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 23 يناير 2019 (شينخوا) يصنع فلسطيني من غزة دمى صغيرة متحركة، وهي ما تسمى "دمى الماريونيت" أو "عرائس الخيوط" لأول مرة في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل منذ 11 عاما، أملا في الترويج لهذ النوع من الفن ذو الطابع الشعبي.

ويعرض مهدي كريرة البالغ من العمر (39 عاما) على طاولة صغيرة داخل شرفة منزله في مدينة غزة، ما يصنعه من دمى لكل منها شكلها واسمها وما يميزها من صفات وفق ما يختاره لها بنفسه.

وبدأ كريرة الاهتمام بدمى الخيوط قبل ثمانية أعوام، مدفوعا بحبه لمسرح عرائس الدمى المصرية، مثل (بوجي وطمطم)، و(عالم سمسم)، وأوبريت (الليلة الكبيرة)، وهي عروض كانت تعرض على التلفزيون المصري على مدار أعوام.

ويقول كريرة المتزوج ولديه ستة من الأبناء لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عرائس الماريونيت هي أصعب أنواع الدمى.

ويوضح أنه حين تتم صناعة الدمية يجب أن تكون جميع مفاصلها قابلة للحركة بواسطة خيوط مربوطة بقطعة خشبية في الأعلى تسمى بالصليبة، التي تحرك الخيوط بواسطتها.

ورغم أن الأفضل تشكيل الدمية من الخشب، إلا أن كريرة يستخدم عجينة الورق "نظراً لصعوبة استخدام الخشب الذي يحتاج للكثير من الأدوات والآلات التي لا أستطيع الحصول عليها".

ويبدأ كريرة بتشكيل رأس الدمية وجسدها من عجينة الورق التي يختلط بها الصمغ، ومن ثم ينحت الوجه بحسب شكل الشخصية المطلوبة وتنعيم الرأس والجسد، ومن ثم يصنع اليدين من مادة "الكلكل المقوى"، ويثبت الشعر والعينين ويختار الملابس الخاصة بالشخصية.

وأخيرا يربط الخيوط في مفاصل الدمية لسهولة تحريكها من أعلى.

وتعتبر دمى الماريونيت مجسمات اصطناعية يتحكم في حركاتها شخص بواسطة خيوط أو أسلاك، وتكون الدمية عبارة عن شخص سواء طفل أو رجل كبير أو امرأة أو حتى حيوان.

وتتقمص الدمى أدوارا في مسرحيات تسمى بعروض عرائس الماريونيت.

ويتم تأليف قصة العرض واختيار الشخصيات المناسبة للقصة، وتسجيل أصوات تناسب الشخصيات، وممكن أن تستخدم الأصوات في العرض نفسه بشكل ارتجالي، ويكون المسرح عبارة عن ستار يخفي محرك الدمى ليرى المشاهدون الدمى المتحركة فقط.

ويشير كريرة إلى أنه كلما زاد عدد الخيوط في الدمى تزداد صعوبة تحريكه، إذ أن كل عضو له خيط مربوط فيه ومسؤول عن تحريكه، لكن كلما كثرت الحركة زاد جمال وإبهار العرض والواقعية في الأداء.

وطور كريرة الذي أنهى دراسته في التجارة وعلم الاقتصاد، مهاراته في صناعة الدمى عبر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، والتواصل مع صانعي دمى الخيوط من مدن الضفة الغربية ومصر وتونس.

كما أنه يعمل في كتابة أغان ونصوص في مؤسسات المجتمع المدني في غزة بحيث يجمع بين كتابة النص المسرحي ومن ثم صناعة الدمى الذي يحتاجها النص.

ويقول كريرة إن الحوار يتم تسجيله في استديو خاص، ومن ثم يحدث موائمة ما بين الصوت وحركة الدمى مع الديكورات المطلوبة لتجسيد مسرح الدمى.

ولا يوجد مسرح متخصص للأطفال في قطاع غزة فيما تنظم مؤسسات محلية أنشطة محدودة يتخللها عروض للدمى.

ويقول كريرة بأسف "نحن نفتقر لمسرح الدمى بشكل متخصص، لا يوجد من يعمل على عرائس الماريونيت في غزة إطلاقا".

ويضيف "كما لا يوجد ثقافة عند العائلات في غزة لشراء تذاكر حضور عروض مسرح دمى، ورغم ذلك لدينا بعض الإمكانيات القليلة نحاول استغلالها لتقديم العروض".

وينتج كريرة قصصا مسرحية يقوم بنشرها عبر قناة خاصة به على اليوتيوب، حول بعض القيم والمواضيع التي تهم المرأة والطفل والمجتمع المحلي.

وكان أقام بعض العروض المسرحية في جامعات محلية في غزة ورياض الأطفال ومؤسسات المجتمع المدني.

ويؤمن كريرة أن مسرح الدمى قادر على معالجة الكثير من القضايا سياسيا واجتماعيا وثقافيا، أو أي قضية تهم الحقوق الأساسية للإنسان "باعتبار أن مسرح الدمى لا يقتصر على الأطفال بل يستهدف جميع فئات المجتمع".

ويتطلع إلى توفر مسرح خاص لعروض الدمى في غزة لتقديم أعماله ومعالجة قضايا المجتمع المحلي، فهو يرى أن المسرح متعة وفكرة ويساهم برفع الوعي.

ويقول بهذا الصدد إن "سكان غزة بحاجة للابتسامة والضحك وبعض الأمل في ظل ما يعانوه، وهو ما نأمل توفيره عبر المسرح والسينما وكافة فنون الإبداع الانسانية".

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني نسمة منذ منتصف عام 2007 على أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.

كما شنت إسرائيل ثلاث حروب متتالية على قطاع غزة في الفترة منذ 2008 إلى 2014، فضلا عن جولات متكررة حتى الآن من التصعيد الميداني.

الصور

010020070790000000000000011101451377690611