تعليق: العلاقات الصينية-الفرنسية .. القادم سيكون أفضل
بكين 27 يناير 2019 (شينخوا) قدمت الصين وفرنسا للعالم نموذجا للعلاقات الودية التي تجسد الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين منذ تأسيس علاقات دبلوماسية بينهما قبل 55 عاما.
وخلال السنوات الأخيرة، شهد العالم تزايد الأحادية والشعوبية. وتلقى تدفق التجارة العالمية والنظام العالمي القائم ضربة قوية. ويتعين على الصين وفرنسا وأوروبا كلها ان يظلوا صامدين في دعمهم للتعددية والتعامل مع التحديات العالمية.
ولطالما أيدت الصين التعددية في العالم ودعمت بشكل فعال التعاون متعدد الأطراف من خلال برامج، من بينها مبادرة الحزام والطريق. وحافظت بكين وباريس على وعودهما بشأن احتواء الاحتباس الحراري على الرغم من انسحاب واشنطن من اتفاق باريس للمناخ 2015.
ويعد تعميق التعاون البراجماتي والتخلى عن اللعبة الصفرية هما أساس اثراء علاقات الصين بفرنسا وأوروبا.
وعلى مدار العقود الماضية، ظهر التعاون الثنائي متبادل النفع بشكل واضح في تنمية الطاقة النووية والفضاء وصناعة السيارات. وتجاوزت التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2018، 322.5 مليار دولار أمريكي بزيادة 13 في المائة على أساس سنوي، بحسب وزارة التجارة الصينية.
ومن المقرر ان توسع الصين وفرنسا التعاون في مجالات، من بينها الزراعة والطاقة والتصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي، وفقا لما قال تشاي جون السفير الصيني لدى فرنسا مؤخرا.
ومن المتوقع ان تحظى العلاقات الثنائية بدفعة إلى الأمام، حيث تتعهد بكين بمواصلة سياسة إصلاح وانفتاح اكثر جراءة.
وخلال العام الماضي، كشفت الصين النقاب عن قائمة سلبية أقصر للاستثمار الأجنبي بهدف توسيع دخول السوق وخفضت عدد الانشطة الخاضعة لتدابير تقييدية من 63 إلى 48. وفي نفس الوقت، تم خفض نسبة الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع المستوردة من 9.8 في المائة إلى 7.5 في المائة. كما تتخذ الصين خطوات لفتح قطاعي المال والخدمات بها.
وبالاضافة إلى ذلك، قدمت مبادرة الحزام والطريق إلى أوروبا فرصا جديدة واعدة. وفي أغسطس 2018، أطلقت شركة السكة الحديدية الصينية ((أكسبريس)) أكثر من 10 الاف قطار، تصل إلى 43 مدينة في 15 دولة أوروبية.
وتجسد مبادرة الحزام والطريق الوحدة والثقة المتبادلة والشمول والتنسيق للتعلم من بعضهم البعض ، كما أصبحت مبادرة البنية الأساسية والتواصل الصينية الكبيرة لقيادة النمو العالمي تحظى بشعبية فى أوروبا.
وكما يقول المثل الصيني، رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. ويقول المثل الفرنسي أيضا "خطوة بخطوة يبني الطائر عشه."
ويتطلب اثراء علاقات الصين مع فرنسا وأوروبا التحلي بالصبر والمثابرة. ولطالما ان جميع الأطراف على استعداد للالتقاء في منتصف الطريق فإن الإمكانيات ستكون لامتناهية مهما كان الطريق طويلا وصعبا."