تحقيق إخباري: صناعة الأدوية السورية تغطي 90 بالمائة من احتياجات السوق المحلية بعد سنوات من الحرب

2019-01-28 10:07:35|arabic.news.cn
Video PlayerClose

دمشق 27 يناير 2019 (شينخوا) رغم سنوات الحرب الطويلة في سوريا والعقوبات الغربية القاسية التي فرضت عليها، إلا أن صناعة الأدوية في هذا البلد بدأت تتعافى وباتت تغطي الآن 90 في المائة من متطلبات السوق المحلية.

خلال الحرب التي استمرت أكثر من سبع سنوات، خرجت العديد من مصانع الأدوية في سوريا من الخدمة، بسبب سيطرة فصائل مسلحة على مناطق واسعة في ريف العاصمة دمشق ومدينة حلب وحمص، حيث توجد العديد من مصانع الأدوية فيها.

وذكرت تقارير محلية العام الماضي أن 5000 صيدلية و24 صندوق صيدلاني خرجوا من الخدمة خلال الحرب.

لكن وزارة الصحة في سوريا واصلت تقديم التسهيلات للمصانع التي لا تزال في الخدمة من أجل تلبية طلب الناس من الأدوية، وخاصة المستعصية منها، التي وصلت في مرحلة من المراحل إلى حد الفقدان وتهديد حياة المرضى السوريين، بسبب نقصها.

وفي العام الماضي أصبح الوضع في البلاد أفضل بكثير، وأصبح هناك عدد من مصانع الأدوية المأذون لها بالعمل في سوريا، ليبلغ عددها 89 مصنع أدوية، منها 77 منتجة تماما ولديهم القدرة على تغطية السوق المحلية، بحسب ما قال حبيب عبود، معاون وزير الصحة لشؤون المستحضرات الدوائية، لوكالة أنباء (( شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا.

وتابع أن "الصناعات الدوائية في سوريا جيدة حتى الآن، وبعد أن تعافت البلاد إلى حد كبير من الحرب وعاد الأمن والاستقرار للكثير من المناطق، فإن كثير من مصانع الأدوية التي سبق أن تضررت نتيجة الحرب عادت للعمل في البلاد، وأصبحت الطاقة الإنتاجية تغطي الآن أكثر من 90 في المائة من الاحتياجات المحلية في سوريا، أي عادت كما قبل نشوب الأزمة السورية".

وأشار عبود إلى أن الدول الغربية فرضت عقوبات على سوريا، طالت قطاع صناعة الأدوية من حيث تصدير المواد الخام إلى سوريا، معتبرا أن هذا القطاع لا ينبغي أن تطاله أي عقوبات لأنه قطاع إنساني بحت.

ولفت المسؤول إلى أنهم عانوا من نقص بعض أنواع الأدوية لأن بعض الدول منعت مصانعها من تصدير الأدوية إلى سوريا.

وأشار إلى أن هناك سبب آخر، هو حقيقة أن "ليس لدينا صلات مباشرة مع الغرب، وبالتالي يتم جلب المواد الخام من دول وسيطة مثل لبنان وفي هذه الحالة، أصبحت تكاليف الإنتاج أعلى من ذلك".

في مصنع شركة (دايموند فارما)، كانت وتيرة العمل تسير بسلاسة خلال زيارة وكالة ((شينخوا)) إلى المختبرات، حيث شهدت بعض عمليات الإنتاج، كدلالة على تعافي قطاع الأدوية في سوريا.

ويقع المصنع في ريف دمشق بالقرب من منطقة كان يسيطر عليها مسلحون.

وعند سؤالهم، قال العاملون في المختبر إن ساعات عملهم كانت قصيرة لأنهم لم يتمكنوا من مغادرة المنطقة في الليل بسبب المخاوف الأمنية.

بالإضافة إلى ذلك، لم يكن نقل الأدوية داخل وخارج المصنع مهمة سهلة خلال وجود المسلحين في مكان قريب، وفقا لما ذكروه.

إلا أنه عندما سيطر الجيش السوري بالكامل على ريف دمشق في مايو عام 2018، أصبح الوضع أفضل بكثير مع اختفاء المخاوف الأمنية حاليا، حيث أصبح بإمكان العمال في الداخل أن يعملوا لساعات طويلة في الليل، وضمن عدة ورديات.

من جانبه، قال جميل الخماسمية، الصيدلاني المشرف في الشركة لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الحرب قد أثرت على إنتاج الأدوية وتوافر أنواع معينة في السوق، لافتا إلى أنه مع تحسن الوضع الأمني، عاد الإنتاج إلى طبيعته.

وقال إن وجود موظفين لساعات عمل أطول ساهم أيضا في زيادة الإنتاج.

وقبل اندلاع الأزمة السورية، كانت الصناعات الصيدلانية في سوريا تغطي 93% من حاجة السوق المحلية، وتصدر منتجاتها إلى 54 دولة عربية وأجنبية.

   1 2 3 4 >  

الصور

010020070790000000000000011100001377805541