عيد الربيع -- ماضيه وحاضره

 بكين 4 فبراير 2019 (شينخوانت) يرجع تاريخ عيد الربيع في الصين إلى أكثر من أربعة آلاف عام، حيث يحتل صدارة الأربعة أعياد الصينية التقليدية الكبرى.

ويشير عيد الربيع إلى أول يوم من أيام السنة القمرية الجديدة، ولكن من الشائع عند العادة ان عيد الربيع من الناحية التقليدية يبدأ من اليوم الثامن من الشهر الثاني عشر من السنة القمرية القديمة ويستمر حتى عيد الفوانيس الذي يوافق اليوم الخامس عشر من الشهر الأول حسب التقويم القمري الصيني، وتبلغ ذروة الاحتفال بعيد الربيع في اليوم الأخير من الشهر الثاني عشر واليوم الأول من الشهر الأول حسب التقويم القمري الصيني.

ويعد عيد الربيع ثقافة شعبية مجمعة، وذلك من حيث طقوس العبادة ومراسم الاحتفال به وملابس العيد ومأكولات العيد والأنشطة الترفيهية المتعلقة بالعيد. ومن أهم أنشطة عيد الربيع : تناول عصيدة المكسرات والفواكه المشكلة في اليوم الثامن من الشهر الثاني عشر، وتمجيد آلهة المطبخ وتناول سكر "قواندونغ" والعصيدة الحلوة في اليوم الـ23 من الشهر الثاني عشر، وقيام كل أسرة بطهي "جياوزي" في الليلة قبل رأس السنة الجديدة وجلوس جميع أفراد العائلة حول مائدة الطعام لوداع العام القديم واستقبال العام الجديد وتزيين المنزل بملصقات ورسوم خاصة بعيد الربيع ومقصوصات ورقية فنية وإطلاق المفرقعات، وتمجيد الإله وتبادل تهاني العيد في اليوم الأول من الشهر الأول، وفتح المحلات التجارية أبوابها في اليوم الخامس، وفتح الأسواق بأكملها أبوابها في اليوم الـ15 أي عيد الفوانيس إكراما لآلهة الثروة والمال، بالإضافة إلى تناول "يوان شياو" والتفرج على الفوانيس والمشاركة في لعبة حل الألغاز المكتوبة على الفوانيس.

وفي خضم التاريخ العريق، تطور عيد الربيع وانطلق من كونه برعما حتى أصبح عيدا تقليديا له عاداته وتقاليده الراسخة، يحمل سمات الأمة الصينية الفريدة من نوعها، والعادات والتقاليد الصينية الغنية والمتعددة الأشكال والألوان. يعتبرعيد الربيع أهم أعياد قومية هان، ولكن تحتفل به العديد من الأقليات القومية مثل قوميات مان ومنغوليا وياو وتشوانغ وباي وقوشان وخه تشه وهاني وداور ودونغ ولي وغيرها من الأقليات القومية، ولكن تختلف طريقة احتفالهم بالعيد، فلكل قومية سماتها الخاصة في الاحتفال بهذا العيد.

وفي الماضي، كان الصينيون القدماء بهذه المناسبة يقدمون التهاني إلى الإمبراطور ويشاركون في نشاطات التسلية والترفيه ويمجدون الأجداد والإله ويستعينون بالمنجمين للتنبؤ بالأحوال الجوية في العام الجديد ويؤدون الصلاة من أجل حصاد وافر. فازدادت هذه النشاطات الاحتفالية تنوعا وإثراء مع مرور الأيام.

أما في الوقت الحاضر،فيعتبر عيد الربيع مناسبة هامة لتعزيز العلاقات بين الأقرباء والأصدقاء وتعميق الود والمحبة بين الناس، فيكتسب الاحتفال بعيد الربيع أهمية كبيرة في ترسيخ الروابط الأسرية وتعزيز التماسك الاجتماعي وبناء المجتمع المتناغم وكذلك في الحفاظ على الثقافة الصينية وتطويرها.

ومن العادة أن تستمر النشاطات الاحتفالية الشعبية بعيد الربيع لشهر واحد تقريبا، ابتداء من تنظيف الغرف وشراء المأكولات اللذيذة والملابس الجميلة وغيرها من الأعمال التحضيرية للعيد، مرورا بتقديم هدية نقدية للاولاد وتقديم تهاني العيد إلى الأصدقاء والأقارب في أيام العيد، انتهاء بعيد الفوانيس في اليوم الـ15 في الشهر الأول حسب التقويم القمري الصيني، حيث تكتظ الشوارع بالمتفرجين على الفوانيس الزهرية في المدينة، ولم ينته عيد الربيع إلا بعد عيد الفوانيس.