مقالة خاصة (عيد الربيع): العمال المهاجرون ينعمون بوسائل نقل أفضل للعودة إلى مسقط رأسهم خلال عيد الربيع

قوانغتشو 5 فبراير 2019 (شينخوا) شعر العامل المهاجر لياو قوي رن بسعادة تغمره حين استقل أحد قطارات الرصاصة خلال رحلة عودته إلى مسقط رأسه للاحتفال بعيد الربيع، إذ أنها التجربة الأولى بالنسبة للرجل متوسط العمر.

وفي كل عام خلال العقدين الماضيين، كان على الرجل البالغ من العمر 45 عاما أن يتحمل مشاق ركوب الحافلة لمدة ثماني ساعة من محل عمله في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين إلى مسقط رأسه في مدينة قويقانغ في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ، للاحتفال بالعيد السنوي الذي يجمع شمله مع عائلته.

لكنه في هذا العام، قلص القطار الرصاصة وقت السفر بالنسبة له إلى أقل من ثلاث ساعات ونصف.

وأثناء فحص تذكرته في محطة السكك الحديدية في تشونغشان بمقاطعة قوانغدونغ قال لياو "الاختناقات المرورية على الطرق خلال العطلة بالتأكيد تكون أسوأ ... الطرق السريعة للعودة إلى مسقط الرأس تكون أكثر ازدحاما من محطة السكك الحديدية".

وأوضح لياو أنه ليس من السهل شراء تذكرة حافلة للعودة إلى مسقط الرأس خلال مهرجان عيد الربيع، مضيفا "اعتدت الوقوف في طوابير لساعات في المحطة للحصول على تذكرة، وغالبا ما تكون الأسعار مرتفعة مع تنامي الطلب".

بيد أن الأمر لم يستغرق من لياو سوى دقيقتين لشراء تذكرة قطار من خلال هاتفه الذكي هذا العام للعودة إلى مسقط رأسه.

ويعد لياو أحد المسافرين الصينيين، الذين تتزايد أعدادهم واستفادوا من الطريقة المريحة والفعالة على نحو أكبر للعودة إلى مدنهم وبلداتهم الأصلية خلال ذروة موسم السفر لعطلة عيد الربيع في الأعوام الأخيرة.

ومن المتوقع أن تشهد ذروة موسم السفر السنوي التي تستمر لـ40 يوما القيام بـ 413 مليون رحلة عبر السكك الحديدية في أنحاء البلاد، بزيادة 8.3 بالمئة مقارنة مع العام السابق.

وسعيا لتلبية الطلب المتنامي، توسع الصين شبكتها للسكك الحديدية بوتيرة غير مسبوقة منذ عقود، مع وصول الامتداد الإجمالي لخطوط السكك الحديدية السريعة العاملة في البلاد إلى 29 ألف كيلومتر بحلول نهاية العام الماضي.

ومن بين خطوط السكك الحديدية التي تم بناؤها مؤخرا في الصين، خط قوانغتشو-شنتشن-هونغ كونغ للسكك الحديدية، الذي دخل طور الخدمة العام الماضي ويربط هونغ كونغ بأكثر من 40 مدينة في البر الرئيسي الصيني عبر خدمات مباشرة للسكك الحديدية.

وقال سيو كين-بون رئيس مركز قوانغتشو لاتحاد هونغ كونغ للنقابات العمالية "إن السكك الحديدية جعلت الأمر أكثر يسرا بالنسبة للذين يعملون في هونغ كونغ للعودة إلى البر الرئيسي الصيني للاحتفال مع أسرهم".

سفر أكثر ذكاء

استقل لياو القطارات مرات عديدة، لكن هذه كانت المرة الأولى التي يستخدم فيها آلة الخدمة الذاتية لتسجيل الدخول إلى محطة السكك الحديدية.

واتبع لياو تعليمات الآلة التي توضح على نحو جلي ما يجب القيام به.

وقام لياو بوضع تذكرته وبطاقة هويته في المكان المخصص في الآلة وانتظر يقوم نظام التعرف على الوجوه بالتعرف عليه قبل أن يُفتح له الباب للمرور. واستغرقت العملية بأسرها أقل من 10 ثوان.

وذكرت شركة مجموعة قوانغتشو للسكك الحديدية الصينية أنه تم وضع ما إجماليه 595 آلة فحص ذاتي لتسجيل الدخول في محطات السكك الحديدية في قوانغدونغ وهونان وهاينان لتسهيل عملية تسجيل الدخول.

كما تستخدم تكنولوجيات ذكية مثل آلات الواقع الافتراض والملاحة الذكية في محطات السكك الحديدية الصينية لتخفيف ضغوط المسافرين أثناء ذروة موسم السفر.

وأوضح لياو أن "التكنولوجيات الذكية جعلت خدمات السكك الحديدية أكثر متعة وراحة"، مضيفا "أود أن أستقل القطار الرصاصة مرة أخرى العام القادم أثناء عودتي إلى مسقط رأسي".