تقرير: جناح "حظيرة العصر العثماني" يضفي مزيدا من الجاذبية على اسطنبول
إسطنبول 15 فبراير 2019 (شينخوا) قبل 154 عاما، بُني جناح على الضفة الآسيوية لمضيق البوسفور في اسطنبول، ليكون بمثابة حظيرة للسلاطين المُحبّين للخيول، متطلعين إلى صورة خيالية رائعة للجزء الأوروبي من المدينة.
على بُعد ثلاث خطوات، تجد البوابة الرئيسية للمكان الذي يطل على تمثال برونزي لأحد الخيول العملاقة في حديقة مليئة بأشجار تعود لقرون مضت، إلى جانب وجود بركة مياه صافية.
وفي حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا))، صرح أحمد كاب أوغلو نائب رئيس إدارة القصور الوطنية التركية إن "الخيول في جناح الحظيرة التاريخي هذا، كانوا أثمن الخيول الأصيلة للسلاطين العثمانيين ."
ومؤخرا، وبعد تسعة أعوام من العمل الشاق، اكتمل ترميم الجناح الذي بُني في عام 1865 بأمر من السلطان العثماني آنذاك، عبد العزيز.
وتعتزم السلطات التركية حاليا تحويل هذا المكان إلى متحف لعرض ثقافة الخيل في العصر العثماني ومدى عشْق السلاطين للخيول.
وخلال عملية الترميم، اتبع الخبراء بدقة العمارة والتصميم الأصلي للمكان الواقع داخل مجمع قصر بيليربي، المقر الصيفي للسلطان عبد العزيز، حسبما قال كاب أوغلو.
وتؤدي بوابة الجناح إلى مساحة معيشة واسعة مُخصّصة لعامل الاسطبل الذي كان مسؤولاً عن جميع جوانب الإشراف على الخيول.
ويتزين السقف بنقوش ملونة، تصور مشاهد للحيوانات البرية التي تقاتل بعضها البعض، وتعرض الأسلحة التي كان يستخدمها الجنود العثمانيون.
وتوجد إطارات خشبية للنوافذ والأبواب، وكلها على شكل حدوة حصان.
وبالنسبة إلى كاب أوغلو، فإن جميع التفاصيل الصغيرة في الجناح تعكس مدى حماس السلطان عبد العزيز للخيول.
وأوضح أن "امتلاك الخيل في الإمبراطورية العثمانية كان علامة على المكانة. لذلك، نظرا لأن السلاطين كانوا هم الأعلى مرتبة، كان من الطبيعي أن يتم اختيار أفضل الخيول لهم من جميع أنحاء العالم من قبل مسؤولي الدولة أو تقديمها لهم كهدايا قيّمة من قبل رؤساء الدول الأخرى."
وقال كاب أوغلو إن إحدى المهام الرئيسية لحاكم بغداد آنذاك، تتمثل في العثور على أفضل الخيول العربية في منطقته وإرسالها إلى عاصمة الإمبراطورية العثمانية.
وعلى بُعد ثلاث خطوات من مدخل غرفة عامل الاسطبل، تجد قسم الحظيرة الذي يمكن أن يضم 20 حصانا كل منها في مكان منفصل.
ولفت كاب أوغلو بقوله: "إن هذه الخطوات الثلاث في كل جانب تشير إلى نظافة الموقع. فعلى الأرجح، كان هناك بعض الإجراءات الصارمة المتعلقة بالمرافق الصحية أثناء الصعود إلى غرفة المعيشة من الخارج، ثم النزول إلى قسم الحظيرة قبل الوصول إلى الخيول."
واستخدم سركيس باليان، مهندس الجناح، الطوب الأحمر على الأرض لحماية الخيول من الطقس البارد، وركّب طبقات خشبية إضافية على الأرض لجعل الخيول الإناث أكثر دفئًا كونها أكثر عرضة للتأثر من البرد، خاصة عند الولادة.
وفي القاعة، تجد تمثالين كبيرين لرأس اثنين من الخيول، يزيّنان الجدار العالي، في حين أن هناك ست نجفات معلقة بالسقف يعلوها نقوش لرؤوس خيول.
وقال كاب أوغلو : "من زاوية رؤية معينة، تبدو كل نجفة كأنها عيْن حصان."
وبالنسبة لسيم إريس، رئيس قسم التنفيذ الفني لرئاسة إدارة القصور الوطنية، فإن الخيول في ذلك الوقت لم تكن تعتبر وسيلة نقل فحسب، بل كانت نمط حياة.
وأوضح إريس لوكالة أنباء ((شينخوا)) بقوله: "إن ثقافة الخيل كانت أحد أهم العناصر بين القبائل التركية حتى قبل العصر العثماني".
وقال: "لعبت الخيول دورا حاسما في هجرتها الكبيرة من آسيا الوسطى إلى الأناضول، ما يعكس أسلوب حياة مختلفا تماما للأتراك القدماء."
وأشار إلى أنه خلال العصر العثماني، كانت الخيول تعتبر قوة مذهلة للجيش، لافتا إلى اعتناء السلاطين الكبير بخيولهم، ورعايتهم وحبهم لها.
وقبل تحويل الجناح إلى متحف، كانت السلطات تجري تحقيقات أمنية مفصلة في المنطقة.
وأوضح كاب أوغلو بقوله "فوق الجناح مباشرة، يمتد أحد الجسور الثلاثة بين القارتين (الأوروبية والآسيوية) فوق مضيق البوسفور، وسط حركة مرور كثيفة على مدار اليوم."








