مساع أمريكية لتشكيل ناتو عربي ضد إيران تعاني بانتكاسات في وارسو

2019-02-16 04:12:50|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 15 فبراير 2019 (شينخوا) توقع خبراء ومحللون سياسيون من عدة دول عربية وإيران أن تعاني المساعي الأمريكية لتشكيل "ناتو عربي" تدعمه إسرائيل لمواجهة إيران بانتكاسات كبيرة، خاصة بعدما منيت الإدارة الأمريكية خلال مؤتمر وارسو "حول الأمن والسلام بالشرق الأوسط"، بخيبة أمل في دفع الأوروبيين نحو اتخاذ موقف جدي ضد إيران، عبر زيادة العقوبات والتصعيد.

وقال الخبراء والمحللون، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن انعقاد مؤتمر وارسو زاد من المخاوف لدى الفلسطينيين بشأن سعي الإدارة الأمريكية لتجاوز مبادرة السلام العربية على حساب تصفية قضيتهم، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة تهدف من خلال مؤتمر وارسو، إلى زيادة عزلة إيران دوليا من خلال حث الحلفاء الغربيين للحذو حذوها في تشديد الخناق على طهران، وفرض الحصار الاقتصادي عليها.

وأكدوا أن مؤتمر وارسو حول السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، يندرج في إطار المحاولات الأمريكية لزيادة عزلة إيران اقتصاديا وسياسيا، مشددين على أنه لن تكون هناك نتيجة ملموسة من بيان يعزل إيران وستكون الدول الأوروبية حذرة للغاية بشأن أي بيان ستوقع عليه أو بشأن الانضمام إلى أي استنتاج يشير إلى إيران.

واختتم مؤتمر وارسو أعماله أمس (الخميس)، بعد يومين من المناقشات حول الأمن والسلام في الشرق الأوسط، وتسبب المؤتمر منذ إعلان الجانب الأمريكي عنه في يناير الماضي بتوترات جديدة، بدءا من الخلاف حول قائمة الضيوف والبلد المستهدف منه وموضوعاته.

واتهمت طهران، بولندا بتنظيم لقاء مناهض لها، ومن أجل حث وزراء خارجية أوروبا على المشاركة في المؤتمر، قررت واشنطن توسيع أجندته ليشمل قضايا عامة تتعلق بالأمن والسلام في المنطقة، وإيفاد وزير الخارجية مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس وجاريد كوشنير صهر الرئيس ترامب ومستشاره.

ناتو عربي تدعمه إسرائيل ضد إيران

وقال المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول وضع صيغة أخرى للتعامل مع إيران الا وهي تأسيس ناتو عربي تدعمه إسرائيل لمواجهة طهران.

وتوقع مطاوع أن تفشل فكرة إنشاء الناتو العربي، لا سيما أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لم ينجح خلال زيارته الأخيرة للقاهرة والمنطقة العربية في تسويق هذه الفكرة.

من جانبه، حذر الكاتب والمحلل السياسي من غزة هاني حبيب، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا))، من السعي الأمريكي من وراء عقد مؤتمر وارسو للتقدم خطوة أساسية نحو إقامة ما يسمى بحلف (ناتو عربي ـ إسرائيلي)، يهدف إلى محاصرة إيران من جهة، وتصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وسوريا ولبنان، وإيجاد حاضنة عربية لصفقة القرن الأمريكية.

وقال ماهر إحسان الصحفي السوري والخبير السياسي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق، إن "الولايات المتحدة لا تدخر جهدا لممارسة المزيد من الضغوط على إيران بهدف زيادة عزلتها دوليا ".

وشدد أحمد الأشقر، وهو خبير سوري، على أن السلاح الاقتصادي للولايات المتحدة يستهدف إيران لأن واشنطن لا تستطيع الدخول في حرب مباشرة مع طهران.

مخاوف فلسطينية بشأن تصفية قضيتهم

ويرى حبيب أن دعوة عدة دول عربية من بينها مصر والإمارات والبحرين والسعودية والأردن والمغرب، للمشاركة في أعمال مؤتمر وارسو تجسد الأهداف الحقيقية وراء مثل هذه الدعوة لإجراء حوارات ثنائية وربما جماعية بين إسرائيل وممثلي الدول العربية المشاركة.

واعتبر أن هذه الخطوة تمثل انتقالا بالغ الخطورة في ملف التطبيع العربي مع إسرائيل وانقلاباً منظماً على مبادرة السلام العربية على حساب تصفية القضية الفلسطينية.

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي من الضفة الغربية جهاد حرب، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن مؤتمر وارسو يمثل "محاولة أمريكية للالتفاف على المقاطعة الفلسطينية للإدارة الأمريكية منذ اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل".

توقعات بانتقاد الاتحاد الأوروبي لواشنطن

وصرح فؤاد عيزادي، أستاذ الدراسات الدولية في جامعة طهران، لوكالة أنباء ((شينخوا))، بأنه "على الرغم من اعتزام بعض دول الاتحاد الأوروبي إرسال دبلوماسيين من مستوى أدنى، إلا أن أعلامها الوطنية سترفرف هناك.

وتوقع أن ينتقد الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، وأن يعقد قمة لتحليل السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، بدلاً من المشاركة في مؤتمر مخصص لمهاجمة إيران.

من ناحيتها، قالت إيلي جيرانمايه، زميلة السياسة الإيرانية البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن رفض بعض الأوروبيين لهذا المؤتمر "يعكس حقيقة أنه على الرغم من أن دول الاتحاد الأوروبي لديها مشكلات مع سلوك إيران على الصعيد الإقليمي، إلا أن أوروبا لا تعتقد أن طريقة معالجة الولايات المتحدة لهذه المشكلات ستصب في صالح الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأضافت جيرانمايه "لن تكون هناك نتيجة ملموسة من بيان يعزل إيران"، لافتة إلى أنه "ستكون الدول الأوروبية حذرة للغاية بشأن أي بيان ستوقع عليه أو بشأن الانضمام إلى أي استنتاج يشير إلى إيران".

مشكلة اللاجئين

وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين تعد حلا قصير الأجل لعواقب الأزمات الإقليمية التي يتعين على المجتمع الدولي أن يحشد جهوده للتوصل إلى حلول سياسية عادلة بحقها؛ بما يخلق ظروفا مواتية لعودة اللاجئين، وهو شرط أساسي للأمن والسلام.

وقال الصفدي، خلال مشاركته في جلسة حول الجوانب الإنسانية لأزمات اللاجئين والتى عقدت على هامش مؤتمر وارسو، إن "حل النزاع الذي تسبب في هذا اللجوء، يمثّل أزمة اللاجئين الرئيسة، التي تُثقل كاهل المملكة الأردنية بشكل كبير".

تمثيل منخفض للدول في مؤتمر وارسو

وقال المحلل السياسي العراقي ابراهيم العامري، إنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة دعت أكثر من 70 دولة للمشاركة في المؤتمر، إلا أن العديد من الدول، بما في ذلك حلفاء لواشنطن، رفضوا الحضور أو أرسلوا تمثيلا منخفضا".

وأضاف العامري لـ ((شينخوا))، أن "واشنطن كانت تخطط لأن يؤدي المؤتمر إلى توحيد صفوف الدول التي تعارض دور إيران في المنطقة، لكن المشاركة المحدودة دفعتها إلى تغيير جدول أعمال".

وأشار الى أن غياب بعض اللاعبين الإقليميين والدوليين الفاعلين في الشرق الأوسط "يعكس الغضب المتنامي بشأن صناعة السياسة الأمريكية من جانب واحد فيما يتعلق بإيران وسوريا".

ورفضت روسيا والصين المشاركة في مؤتمر وارسو، كما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أنها لن تحضر.

انقسام كبير بعد المؤتمر

وقال المحلل السياسي العراقي ناظم علي عبد الله خبير المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن واشنطن تحشد منذ عدة أشهر أصدقاءها لتشكيل تحالف كبير في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن هناك رفضا واضحا لهذا المؤتمر من قبل روسيا والصين وفلسطين ودول أخرى "وهو ما يجعل مهمة خلق تحالف قوي ضد ايران مهمة ليست سهلة".

واعتبرت وسائل الإعلام العالمية أن المؤتمر نجح في توسيع الفجوة بين الولايات المتحدة والأوروبيين حول إيران والشرق الأوسط وسياسات ترامب نفسها، كما أظهر "تصدعا" في حلم الولايات المتحدة بإنشاء (ناتو عربي) على غرار الحلف العسكري الغربي.

الصور

010020070790000000000000011101421378254721