تحقيق إخباري: فعاليات ملونة احتفالا بالعيد الوطني ويوم التحرير في الكويت
الكويت 25 فبراير 2019 (شينخوا) تزدحم شوارع الكويت اليوم (الإثنين) بعدد كبير من المشاركين في الاحتفالات والفعاليات الفنية والثقافية، احتفالا بعيدها الوطني المتمثل بالذكرى الـ58 لعيد الاستقلال والذكرى الـ 28 لتحريرها من الغزو العراقي في يومي 25 و 26 من شهر فبراير الجاري.
وللعيد الوطني في الكويت مكانة خاصة في نفوس الكويتيين، لا تفقد زخمها بمرور السنين أو تعاقب الأجيال.
وفي المناسبة، تتزين المباني والشوارع في الكويت بالأعلام وأضواء الزينة في العيد الوطني.
ويتخلل الاحتفالات العروض العسكرية التي تعكس انطباعاً جميلاً في ذاكرة الكويتيين، وخصوصا المشاركة الواسعة لوحدات الجيش، البرية والجوية والبحرية، إلى جانب وزارة الداخلية والحرس الوطني.
كما يصبح شارع الخليج وهو شارع رئيسي للاحتفالات، ساحة معركة برشاشات الماء أو بالونات مليئة من الماء خلال الاحتفالات.
وقال العقيد الكويتي المتقاعد ناصر سلطان سالم ، البالغ من العمر 61 عامًا ، وهو كان أحد السجناء الذين نجوا من الحرب العراقية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "بعد 28 عاما على تحرير الكويت من الغزو العراقي ليس من السهل التحدث عن التحرير في خضم معاناة عاشها أهل الكويت على مدى سبعة أشهر (من أغسطس 1990 إلى فبراير 1991)، لكنها بكل قصصها وآلامها ومعاناتها تبقى محطة وطنية أثبت خلالها الكويتيون تمسكهم بوطنهم وتماسكهم خصوصا في المحن".
وأكد سالم أن الاحتفال بيوم التحرير لن يكون سهلاً بالنسبة له أو لعائلته، موضحاً أنه وسجناء آخرين كانوا يعيشون بنفسية منكسرة داخل السجون، وان فترة الأسر كانت من أصعب الفترات التي عايشها كل أسير كويتي، يفقدون الأمل تارة، ويتفاءلون تارة أخرى "لكننا اليوم نفرح لرؤية الكويت بلداً عظيمًا يوماً بعد يوم".
وقال خالد الدوسري، 35 عاما، لـ((شينخوا)) إن الوطن بحد ذاته نعمة ومن المهم أن نحافظ على هذا الوطن، وأن نحميه ونحمي أهله ونحترم كيانه ووجوده.
وأضاف "أن هذه المناسبة جميلة خاصة المسيرة التي يقوم بها أبناء هذا الوطن ليعبروا عن حبهم، حيث تتزين بالأعلام والأضواء التي تعبر عن الفرحة الكبيرة، فالمشاعر الداخلية لدى من يحبون الكويت تدفعهم للتعبير بكل الطرق".
وقالت الأردنية ريم عطية، 39 عاما، ولدت ونشأت في الكويت لوكالة ((شينخوا))، إن الكويت تعتبر وطنها الثاني، مؤكدة أن أهل الكويت يتعايشون في وئام مع بعضهم البعض.
ووجهت رسالة إلى الآباء والأمهات لتوعية الأبناء، وتربيتهم على حب الوطن والتعبير عن ذلك بطريقة راقية وإظهار حبهم بالطريقة الصحيحة وليس عن طريق إيذاء الناس في الشوارع.
وجاء كثير من المغتربين والسائحين إلى الكويت للاحتفال بالأعياد الوطنية أيضا.
وأكد علي الصدقي، 34 عاماً، والذي جاء من البحرين ليحتفل مع أهل الكويت، أهمية مشاركة فرحة الاستقلال والتحرير، مشيداً بالشعب الكويتي الذي يحظى ببلد رائع وقائد إنساني يحبه شعبه.
وأضاف "انا دائما أزور الكويت مع عائلتي لحضور الاحتفالات الوطنية، ومن الرائع أن نرى تنوع الاحتفالات المناسبة لجميع الأعمار، حيث يحب أخي المشاركة في المسيرة الوطنية في شارع الخليج وقضاء وقت ممتع مع الآخرين".
وتابع "بالنسبة لزوجتي فهي دائما تأتي للتسوق خاصة في التنزيلات الكبرى بمناسبة العيد الوطني، اما انا أرى أن احتفالات الشوارع هي فرحة لا يمكن أن أتجاهلها لأنني أحب رؤية الكويت وهي تتمتع بروح وطنية عالية، حيث نرى في الشوارع والمباني الحكومية مزينة بالأنوار والأعلام".
وهناك فعاليات أخرى باحتفال العيد تسبب عدم رضا أو غضب من بعض الأشخاص الذي يصفون أيام الأعياد الوطنية خلال السنوات الأخيرة بأنها "يومان من الرعب" إذ يصبح شارع الخليج ساحة معركة خلال الاحتفالات ويمكن أن يتعرض أي شخص للهجوم برشاشات الماء من قِبل الأطفال والبالغين أيضًا.
واعتبر أحمد العازمي الكويتي، 42 عاما، الاحتفال برش المياه قلة احترام للعيد الوطني لدولة الكويت، وعبر عن غضبه من الطريقة التي يحتفل بها الشباب، قائلا إن "هذه المناسبة نتذكر فيها فرحة الاستقلال والتحرير وهي عزيزة على الشعب الكويتي بأسره وحتى على المقيمين، ولكن للأسف الشديد ومع مرور الوقت تغيرت بعض القيم التي تربينا عليها وتبدلت فرحة التعبير، لتتحول إلى إساءة للغير بسبب تصرفات بعض الشباب الطائشين، لذلك أنا لا أفضل الخروج في المسيرة، يمكن للشخص التعبير بطريقة مختلفة ليس في سماع الاغاني وإهدار المال والماء للاحتفال، يمكننا التعبير عن حبنا لوطننا بالعمل الجاد والاجتهاد".
وكما شارك في رأيه عبد المحسن العنزي، 50 عاما، قائلا إن المناسبة هي دعوة للفرح وتذكر شهداء الكويت وتقديرا لمن ضحوا بأرواحهم في سبيل نصرة الوطن وتحريره، مشيرا إلى "أن الاحتفال بالأعياد كما يفعلون الآن ينم عن عدم احترام وقد يتأذى الناس من المياه المستخدمة في الاحتفالية، حيث أن مصدر المياه غير معروف وقد يحتوي على مواد ضارة، لا ينبغي أن تشمل الاحتفالات إهدار المياه خاصة وأنها مدعومة وتكلف الكويت الكثير من المال".