تحقيق إخباري: الجراد.. أكلة شعبية قديمة تعود إلى المائدة في الكويت

الكويت 27 فبراير 2019 (شينخوا) قد لا يبدو أكل الحشرات لذيذاً لدى البعض، لكن في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى يعتبر أكل الحشرات وبشكل خاص الجراد واحدا من المأكولات التقليدية التي كانت ذات شعبية كبيرة قديماً.

وشهد سوق الجراد، الذي يقع في سوق الجمعة وهي سوق تقليدية بمحافظة الفروانية بالكويت، زيادة بالنشاط في الآونة الأخيرة، حيث كان المتسوقون يشترون أكياسًا كثيرة من الجراد لأكلها.

وقال أبو علي الحريجي، وهو بائع محلي في السوق، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الجراد هو مصدر البروتين البديل وله فوائد غذائية عديدة.

وأوضح "الجراد يعتبر غذاءً غنياً بالبروتين والدهون الصحية و الحديد، والعديد من الكويتيين في الوقت القديم كانوا يأكلون الجراد بشكل دائم"، مضيفا أن أسعار أكياس الجراد تتراوح ما بين 5 و10 دينارات كويتية (الدينار الواحد يساوي 3.3 دولار أمريكي) حيث يبدأ موسم الجراد من فبراير حتى نهاية ابريل.

وقال عبد الله الخنيني، البالغ من العمر 47 عاماً، الذي كان أكل الجراد منذ صغره، إن أسراب الجراد ليست دائماً أنباء سيئة في الكويت حيث يعتبره الكثيرون مصدراً للغذاء.

وأضاف "كانت ساحة الصفاة هي المكان الرئيسي التي يتم بيع الجراد فيها في الماضي بعد جمعها ووضعها في أكياس كبيرة".

وأوضح الخنيني أن العديد من الثقافات في جميع أنحاء العالم تأكل الحشرات، وأن الجراد يحتوي على حوالي خمسة أضعاف بروتين صالح للأكل لكل وحدة مقارنة بأعلاف البقر حيث عرف به من فوائد غذائية وصحية لكبار السن.

عن كيفية طبخه، قالت بيبي جعفراوي ، 51 سنة ، ولديها ذكريات كثيرة حول هذا المأكول إنه يمكن طهيه بطرق عدة ، لكن غالباً ما يقدم الجراد مقلي أو مُدخن أو مُجفف وأحياناً يتم طحنه ويضاف إلى حليب البقر أو الماعز، متابعا "أن الجراد كان يُطبخ بقدور كبيرة يوضع فيها الماء ويضاف له الملح ثم توضع على النار وعندما يغلي الماء تفرغ فيها أكياس الجراد الحي، ويؤكل بعضه ويتم تجفيف بعضه الاخر ويحفظ ليؤكل كغذاء متوافر طول السنة".

وقالت أريج الحوطي البالغة من العمر 64 عاماً ، وهي ربة المنزل إن هناك نوعين من الجراد الصالح للأكل، الأول هو أنثى الجراد ولونها بني فاتح، كبيرة الحجم وفي بطنها البيض الذي يعطي المذاق الشهي، أما الذكر فهو أنحف من الأنثى ولونه أصفر.

وبالنسبة لعادات كانت مرتبطة بأكل الجراد، ذكرت أريج أن الأولاد قديما كانوا يملأون جيوبهم بالجراد المجفف ليتناولوه بالمدرسة، مضيفة "في الأيام القديمة، لم يكن لدى أجدادنا المعدات اللازمة لطهيها مثل هذه الأيام، لذلك كانوا يسخنون الرمال ويدفنون الجراد بالرمل حتى يستوي وبعدها يتم تنظيفه من الاتربة وهي طريقة قديمة عرفها العرب".

ومن منظور الجيل الجديد، تحدثت مريم الهندي، 25 عاما، عن تجربتها في تناول الجراد، قائلة "تجربتي الأولى في أكل الجراد كانت شيقة للغاية، كان المذاق مألوفا وذكرني بأكله شعبية كويتية تسمى (النخي) هي أكله تتكون من الحمص بالنكهة الحارة.

وقالت مريم الهندي ،التي تأثرت بجدتها لأنها كانت تأكله طوال الوقت أثناء طفولتها، "كانت عائلتي وأصدقائي يفخرون بي من جهة ويشعرون بالاشمئزاز من جهة اخرى بسبب أكلي للحشرات ، مضيفة "كنت أشعر بالفضول بشأن تاريخ الزنبور ولماذا بدأ الكويتيون بتناوله كطعام، فسألت جدتي عن هذا الموضوع، وقالت إن الزنبور كان يأتي بأسراب في مواسم معينة له في الصحراء، حينها يستخدم الرجال مهاراتهم للقبض عليهم أحياء وبيعهم.

اعتقد انها كانت تجربة ممتعة للغاية، "وسوف أعيد تلك التجربة لكن ليس دائماً."