تقرير: لوحة فنية عمرها 154 عاما تخضع لعملية ترميم في موطنها الجديد باسطنبول
في الصورة الملتقطة يوم 25 فبراير 2019، مرممون يقومون بترميم لوحة استشراقية بمتحف إسطنبول للرسم . كانت تلك القطعة الفنية، والتي تعرف بأنها أكبر لوحة فنية استشراقية في تركيا، معروضة بالقصر الكائن في حي ساريير لنحو 140 عاما حتى أضافتها رئاسة إدارة المتاحف الوطنية إلى مقتنياتها الفنية مؤخرا وبدأت عملية ترميم كاملة للوحة.
اسطنبول أول مارس 2019 (شينخوا) وسط أرض قاحلة كان هناك 13 رجلا يترجلون عن ظهور خيولهم ويقفون بجانب غزال مصاب، وحولهم عدد من كلاب الصيد .
إنه مشهد للصيد في صحراء مصرية، مرسوم على لوحة زيتية عملاقة للرسام الفرنسي فيليكس- أوجست كليمنت عام 1865، والذي اشتهر بأعماله الاستشراقية .
وكان أحد الشخصيات في وسط اللوحة الزيتية ، الشاب عبد الحليم باشا الذي كان يستريح بعد الصيد، والذي لفت الأنظار إليه بشكل خاص بسبب لباسه المحلي.
ويزعم المؤرخون أن عبد الحليم باشا أمر الرسام الفرنسي كليمنت برسم مشهد صيد على قماش للرسم مساحته 35 مترا مربعا ليكون زخرفة جديدة لقصره في حي شبرا بالقاهرة في مصر، التي كانت آنذاك ولاية في الإمبراطورية العثمانية.
وسمى الرسام الفرنسي لوحته الفنية بـ"صيد الغزالة للأمير حليم في صحراء قطاه: حصة كلب الصيد."
وكان عبد الحليم باشا شخصية معروفة في المجتمع المصري، حيث كان يُنظر إليه على أنه سيكون الخديوي الجديد، لكن رغبته لم تتحقق بسبب التغييرات في قانون الإرث والوصايا.
وبدلا من ذلك، جاء إلى اسطنبول في وقت لاحق واشترى قصرا لإبنه سيد حليم باشا على مضيق البوسفور.
وقال جولسين كايا، مدير متحف الرسم في اسطنبول: "في نهاية سبعينيات القرن الـ19، تم جلب اللوحة إلى اسطنبول، محمّلة على ظهور الجمال على الأرجح، ليتم عرضها في القصر المسمى باسم ابنه سيد حليم باشا."
وعُرضت القطعة الفنية، المعروفة بأنها أكبر لوحة إستشراقية في تركيا، في القصر بحي ساريير منذ ما يقرب من 140 عاما حتى أضافتها رئاسة إدارة القصور الوطنية مؤخرا إلى مجموعاتها وبدأت إجراء عملية ترميم شاملة لها.
لقد كان بمثابة تحد ،أن تنقل اللوحة الضخمة عبر الأبواب والبوابات الضيقة إلى موطنها الجديد في متحف الرسوم داخل مجمع قصر ضلمة بهجة في حي بشيكتاش باسطنبول، وهي اللوحة التي باتت مقصدا لكل من الزوار الأجانب والمحليين.
وبعد أشهر من الاستعدادات بما في ذلك الحسابات التفصيلية، بدأت اللوحة الزيتية رحلتها مرة أخرى على متن شاحنة مفصلية.
ومن المتوقع أن تكتمل عملية ترميمها وصيانتها فيما بين خمسة إلى ستة أشهر.
ويعمل ثلاثة خبراء في وقت واحد على قدم وساق، في محاولة لإزالة القطع النهائية من طبقة الحماية، في الوقت الذي بدأوا فيه عملية الإصلاح على الجانب الآخر.
وقالت هاتيس بيجا، المكلّفة من قبل رئاسة إدارة القصور الوطنية بحفظ اللوحة: "إننا نقوم أيضا بتنظيف القطعة من كل الأتربة والأوساخ أثناء إصلاح الأضرار والشقوق والثقوب."
ووفقا لبيجا، فإن عملية الترميم في تركيا تتماشى مع المعايير العالمية، حيث إن البلاد لديها مجموعة من اللوحات البارزة في متاحفها وقصورها.
وستُعرض لوحة كليمنت في قاعة كبيرة مخصصة للرسامين المستشرقين عندما تنتهي عملية الترميم.
وأوضحت بيجا: "تتألف المجموعات الموجودة في متحفنا من القطع التي رسمها رسامون غربيون ذهبوا إلى الشرق وعاشوا هناك وتعرفوا على السكان المحليين وحياتهم اليومية التي كانت معظمها في المناطق الواقعة شرق الإمبراطورية العثمانية."