" القهوة أو الشاي؟ " سؤال صعب أمام المواطنين الصينيين
بكين 5 مارس 2019 (شينخوانت)" لا حياة قبل شرب فنجان من القهوة "، قد تصف هذه الجملة عادة الحياة اليومية لكثير من الناس الذين يحبون شرب القهوة. وباعتبارها نوعا من المشروعات الشعبية، لا تقتصر جاذبية القهوة على الدول التي يعتاد مواطنوها شرب القهوة، مثل الولايات المتحدة والدول العربية، بل تنتشر إلى سائر أنحاء العالم، بما فيها بعض الدول التي يرجع تاريخ شرب الشاي فيها إلى العصور القديمة، مثل الصين وبريطانيا.
في الصين ووفقا للاحصاءات المعنية، تتركز مجموعة الناس الذين يحبون شرب القهوة رئيسيا على مجموعة الشباب ويتزايد عددهم باستمرار مع توسع سوق القهوة في البلاد. لماذا يفضل أكثر فأكثر من الشباب الصينيين شرب القهوة ولخص موقع على الإنترنت الأسباب كما يلي:
تدفع التنمية الاقتصادية العالمية التبادلات الثقافية على نطاق عالمي وترغب مجموعة الشباب في متابعة الموضة ومطاردة الأشياء الجديدة وذلك يجعل القهوة أكثر شعبية بين هذه المجموعة.
في الوقت نفسه، تتمتع القهوة بنتائج إنعاش النفس الملحوظة ويتنوع طعمها ليسد متطلبات الذوق المختلفة كما يسهل حملها وشربها في الأماكن المختلفة، كلها تجعل القهوة تصبح أحد المستلزمات اليومية لعدد من الشباب الصينيين، خاصة الطلاب في الجامعات والعاملين في المكاتب.
أما بالنسبة إلى أولائك الذين يحرصون على ممارسة الرياضة، فتعتبر القهوة السوداء أفضل مشروب منخفض السكر وتساعد على حرق الدهون، مما جعلها تتلقى ترحيبا حارا.
مع دخول القهوة إلى الحياة اليومية للصينيين، تواجه المشروبات التقليدية بعض التأثيرات إلى حد ما، بما فيها الشاي والحالة هي نفسها في بريطانيا، التي كان وصف كاتبها جورج أورويل الشاي بأنه أحد أعمدة الحضارة البريطانية. لكن الآن، يعترف المزيد من البريطانيين بأن المشروب الوطني لهم يواجه تحديات أنواع من القهوات التي تضم موكا وإسبرسو ولاتيه وكابتشينو وغيرها.
لكن في عيون عشاق الشاي الصينيين، ما زال الشاي مشروبا لا يمكن استبداله وذلك يرجع إلى ثقافة الشاي العريقة في البلاد. بدأ الصينيون شرب الشاي قبل أكثر من أربعة آلاف سنة وقد أصبح الشاي مشروبا لا غنى عنه في حياة الصينيين كما قال المثل الشعبي الصيني إن الحطب والأرز والزيت والملح وصلصة الصويا والخل والشاي هي الأشياء الضرورية السبعة في كل منزل، فعندما زرت منزلا صينيا، دائما ما يقدم المضيف لك فنجانا من الشاي فورا بعد أن تجلس وإن الاعتناء بضيف دون تقديم فنجان من الشاي له يعد غير مهذب، ففي حالة غادر فيها ضيف بسبب الأشياء العاجلة، عادة ما يقول مضيف له إنه من الأسف الشديد أن تغادر دون شرب فنجانا من الشاي، هذا ينعكس إلى حد ما أهمية الشاي في الحياة اليومية للصينيين وأساس ثقافة الشاي العميقة في البلاد.
يهتم عشاق الشاي بوقت قطف أوراق الشاي ووفقا للأوقات المختلفة، ينقسم الشاي رئيسيا إلى شاي الربيع وشاي الصيف وشاي الخريف وبسبب خصائص المناخ المختلفة، تتمتع أوراق الشاي في هذه الفصول الثلاثة بأذواقها الفريدة.
فضلا عن أوراق الشاي، يعد كل من المياه لإعداد الشاي والأبارقة والفناجين التي يوضع فيها الشاي ووقت شرب الشاي وموقع شربه ومن تشرب الشاي معه مهما بالنسبة إلى عشاق الشاي أو يمكن القول إن أهمية الشاي قد تتجاوز نوعا من المشروبات ليصبح ثقافة وفنا وحتى موقف تجاه الحياة، وذلك كما قال كبار الخبراء في الدراسات الصينية، السيد تشيان مو إن القهوة والشاي يتمثلان في تفاهمات مختلفة للحياة بين الصين والغرب وما يكمن في الشاي الصيني هو الحياة الفنية للصينيين، ما يهمهم ليس ما يشربونه، بل كيف يشربونه وكيف يتذوقون حالة الحياة والفن من خلال شرب فنجان من الشاي.








