محلات السوبر ماركت مع حياة سكان بكين

2019-03-11 08:28:32|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

بكين 11 مارس (شينخوانت) تماشيا مع تطور العصر، فقد أصبح عدد وجودة الخدمات بالمراكز التجارية المعروفة بمحلات "السوبرماركت" مؤشرا هاما لقياس مستوى التنمية بكل مدينة في العالم. أما في مدينة بكين بصفتها مدينة كبيرة وحديثة ويتجاوز إجمالي عدد سكانها عشرين مليون نسمة، فصارت المراكز التجارية جزءا لا غنى عنه من البنية التحتية الحضرية، ولا يستطيع الناس تخيل الحياة بدون وجود هذه المراكز التجارية.

وتعمل السيدة تشانغ مان تينغ في إحدى الشركات الأجنبية التمويل ومقرها بمركز التجارة الدولية شرقي بكين باعتباره مجمعا للشركات المشهورة والمتاجر الراقية التي تمثل اتجاهات الموضة العالمية. وتغادر منزلها في الساعة السادسة والنصف صباح كل يوم متجهة إلى شركتها بسبب المسافة البعيدة بين منزلها والشركة. ولأنها لا تملك وقتا لتناول وجبة الإفطار في المنزل، فمن عادتها أن تتناوله في سوبرماركت "7.11" الواقع في الطابق الأول بمبنى الشركة. وقالت السيدة تشانغ للمراسل إن خيارات وجبة الإفطار فيه كثيرة جدا، توجد به الأطعمة الصينية التقليدية مثل حليب الصويا والجياوزي، وتوجد أيضا الأطعمة الغربية مثل الهامبورجر والقهوة. وأكثر ما يريحها هو أن السوبرماركت مفتوح على مدار 24 ساعة، حيث يمكنها الاستمتاع بوجبات ساخنة هنا حينما تعمل حتى ساعة متأخرة من الليل.

ويقع المجمع السكني "لونغ تان" في جنوب شرقي بكين، حيث يسكن فيه العديد من المسنين الذين تجاوزت أعمارهم 70 عاما، ولا يعيش أولادهم معهم لأسباب مختلفة. والسيدة قوه البالغة من العمر 76 عاما، أصيبت بمرض النقرس والتهاب المفاصل منذ سنوات عديدة، ويصعب عليها المشي ناهيك عن الذهاب إلى السوبرماركت للتسوق. وبعد معرفة هذه الأحوال، وفر السوبرماركت القريب من بيتها خدمات التوصيل المجانية لكبار السن الذين يعانون من صعوبة في التنقل مثل السيدة قوه، لتلبية حاجاتهم اليومية. وبالإضافة إلى ذلك، يوفر السوبرماركت خدمة دفع نفقات المعيشة، حيث يمكن للمسنين الذين لا يعرفون كيفية الدفع بواسطة الهواتف المحمولة دفعُ تكاليف المياه والكهرباء والغاز وما إلى ذلك في السوبرماركت، مما يوفر لهم سهولة كبيرة في حياتهم. وفي رأي السيدة قوه، فإن السوبرماركت ليس مجرد مكان لشراء الأطعمة الطازجة والضروريات اليومية، ولكنه أيضا جار طيب، ومنزل دافئ.

وتدرس الفتاة الفرنسية مريم اللغة الفرنسية في إحدى الهيئات التعليمية ببكين، وقد عاشت في هذه المدينة لمدة أكثر من خمس سنوات. ورغم أن هناك فرقا كبيرا بين بكين ومسقط رأسها باريس من حيث العادات والأكل والطقس، فقد اندمجت مريم في المجتمع الصيني بسرعة وتستمتع بالحياة في بكين. وقالت إن أكثر التطبيقات استخداما على هاتفها المحمول هو برنامج التسوق من السوبرماركت، وترى أنه موفر للجهد والوقت. ورغم أنها غالبا ما تشتري من السوبرماركت على الانترنت، لكنها لم تنسَ أبدا تجربة تسوق خاصة بها، حيث أصيبت ذات مرة بزكام وصعب عليها الخروج لشراء الأدوية ولجأت إلى شراء بعض الأدوية من السوبرماركت القريب من بيتها عبر الانترنت، ولم تتصور أن تُوصل الأدوية إلى بيتها خلال نصف ساعة، وأبدت إعجابها وتقديرها الكبيرين للطريقة التي يتم بها الجمع بين السوبرماركت زائد الإنترنت مع الصيدليات.

ومع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستمرة وتعميق تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، ظلت حكومة بكين تسعى إلى تحسين ظروف معيشة سكانها، ووفقا لأحدث سياسة صادرة مؤخرا عن لجنة التجارة لبلدية بكين، ستقوم محلات السوبرماركت في بكين بتعديل أنواع البضائع المباعة لتلبية احتياجات مختلف المجموعات، على سبيل المثال، ستزيد محلات السوبرماركت القريبة من المستشفيات من المنتجات مثل الزهور والأطعمة الصحية، كما ستوفر محلات السوبرماركت القريبة من المدارس والجامعات خدمة النسخ والطبع. ومن المتوقع أن يصل عدد محلات السوبرماركت في بكين إلى 3000 حتى عام 2020، بما فيها 50% منها مفتوحة على مدار 24 ساعة، مما يجعل حياة سكانها أكثر سهولة وراحة.

   1 2 3 >  

الصور

010020070790000000000000011100001378847761