تحقيق إخباري: "جمع الخردة" مصدر رزق جيد للاجئين سوريين في لبنان

2019-03-12 20:52:45|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مرجعيون، جنوب لبنان 12 مارس 2019 (شينخوا) ينهض الفتى السوري رامي المحمد، باكرا صباح كل يوم يضع على كتفيه كيسين من القماش ووجهته دائما مكبات النفايات وأكوام القمامة المرمية بشكل عشوائي على جوانب الطرقات.

ورامي ابن الـ15 ربيعا، هو واحد من شباب وأطفال سوريين لاجئين في لبنان وجدوا في "جمع الخردة" مصدر رزق جيد لمواجهة أوضاع النزوح الصعبة.

ويقول رامي النازح من ريف حلب شمال سوريا إلى مخيم الوزاني في جنوب لبنان، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أعمل مع إخوتي الثلاثة منذ أربع سنوات في جمع الخردة من حاويات ومكبات النفايات، والتي تحولت مصدر رزق لنا في غربتنا القسرية عن وطننا سوريا".

ويبدأ الأخوة الأربعة عملهم باكرا صباح كل يوم وحتى ساعات العتمة، حسب جهاد شقيق رامي.

ويقول جهاد "لا نعترف بعطلة نهاية الأسبوع، نفتش في حاويات القمامة عن كل شيء صالح للبيع، مهنتنا الوحيدة نبش الزبالة".

وعلى غرار الأخوة الأربعة، يفتش العشريني سامر ابومفيلح النازح من دير الزور إلى سهل ابل السقي، عن الخردة.

ويقول ابومفيلح لـ(شينخوا) "إن التفتيش عن الخردة مهنة مربحة حقا".

ويجمع ابومفيلح البلاستيك والحديد والبطاريات والأسلاك وحتى خرطوش صيد فارغ.

ويضيف "نجمع كل ما يقع تحت أنظارنا من أشياء يمكن أن ترفع من وزن الكمية المجموعة يوميا" ثم "نبيع الغلة لتجار الخردة الكبار، والذين يستغلون بدورهم وضعنا وحاجتنا فهم يشترون ما نجمع بالكيلوغرام".

ويتراوح ثمن المائة كيلوغرام ما بين 15 و20 دولارا، بحسب ابومفيلح.

وفي سبيل زيادة غلته من الخردة، يعتمد اللاجئ السوري حليم ابوشريفي، على فريق عمل يتألف من خمسة أطفال من النازحين تراوح أعمارهم بين عشر و16 سنة.

ويقول ابوشريفي النازح من ريف إدلب شمال غرب سوريا إلى بلدة شبعا في جنوب لبنان، والذي ترك الدراسة قبل ثلاثة أعوام، "نعمل جميعا في التفتيش عن الخردة من خلال التجوال بسيارة (بيك اب) صغيرة اشتريتها لهذه الغاية".

ويشير "الغلة اليومية حوالي طن أو طن ونصف (..) هناك سهولة في تصريف ما نجمع، فالطلب على الخردة يفوق العرض".

ويمنح ابوشريفي كل عامل في ورشته عشرة دولارات في اليوم، ويعتبر أن جمع الخردة "مهنة مقبولة".

ويتكاثر أطفال جمع الخردة على جوانب الطرقات الرئيسية والفرعية، وفي الحقول الزراعية وورش البناء والردميات في لبنان.

وينقل هؤلاء غلتهم فوق عربات مصنوعة من حديد أو في مستوعبات بلاستيكية قبل بيعها لأحد تجار الخردة، حسب الطفل شامل النازح من دير الزور.

ويوضح شامل "نربط عربات جمع الخردة بحبال ونجرها خلفنا لينتهي يوم عملنا الطويل إلى تاجر خردة يجول عبر سيارة (بيك آب) صغيرة يشتري غلتنا اليومية نقدا".

ويشير النازح من ريف ادلب وليد ابوشميلي للأمر نفسه، قائلا "نبيع الخردة لكبار تجار الخردة في لبنان، والذين يعملون على إعادة تصنيعها أو تصديرها إلى الخارج".

ويترأس ابوشميلي مجموعة من أربعة صبية لجمع الخردة.

ويقول إن تجار الخردة "قلائل نعرف منهم ما بين سبعة إلى عشرة تجار".

ويخضع قطاع الحديد الخردة أو (السكراب) للبورصة العالمية، كما أشار أحد كبار التجار من آل كوراني.

ويقول لـ(شينخوا) إن ثمن الطن الواحد بعد احتساب تكلفة النقل والتجميع والتصدير حوالي 200 دولار، ونصدّر الطن بنحو 250 دولارا.

ويضيف "نصدر سنويا بحدود الـ300 ألف طن، أي ما يعادل نحو 90 مليون دولارا، والسوق التركي هو الأفضل عالميا".

ويرى ماجد ابو رافع، الذي يمارس هذه المهنة منذ أكثر من ربع قرن، أن جمع الخردة "تحولت إلى مصدر رزق لأطفال سوريين باتوا ينافسون أقرانهم اللبنانيين، إذ يتوزعون في مكبات النفايات والحاويات وورش البناء ومحيط المعامل بحثا عن رزقهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة".

ويقيم في لبنان، بحسب الأمن العام اللبناني، قرابة مليون و300 ألف لاجئ سوري.

الصور

010020070790000000000000011100001378892641