تحقيق إخباري: بحيرة حمرين شرقي العراق تكسر حاجز الخوف من داعش وتجذب عشرات الزوار
بعقوبة، العراق 12 مارس 2019 (شينخوا) تتدفق عشرات الأسر على ضفاف بحيرة حمرين في محافظة ديالى شرقي العراق للاستمتاع بالأجواء الرائعة والمناظر الخلابة في المكان الذي كان لوقت قريب إحدى أهم معاقل تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بـ (داعش).
وشجع استقرار الوضع وتواجد نقاط مراقبة أمنية في المنطقة العائلات على مقاومة خوفها والانطلاق الى ضفاف البحيرة، غير مبالية بما يتردد عن أن التنظيم لايزال ينشط في المناطق المحيطة بالمنطقة ويهدد زوارها.
وقال أركان الكروي، وهو موظف حكومي جاء مع أسرته من بلدة جلولاء الى ضفاف البحيرة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، ان " بحيرة حمرين تمتاز بجمالية رائعة، وهي بنظر الكثيرين كانت بوابة للموت كونها كانت لسنوات طويلة مسرحا لنشاط الجماعات المتطرفة وخاصة داعش".
وأضاف الكروي، وهو يلاعب ابنه الصغير، أن "الوضع حاليا آمن ومستقر ونقاط مرابطة القوات الأمنية تبعد عنا 100 متر، لذا ليس هناك خوف من خوض تجربة رائعة على ضفاف بحيرة حمرين".
ورأى أن البحيرة يمكن أن تتحول الى أهم مرفق سياحي عراقي لو توفرت الارادة لذلك لانها تمتلك كل مقومات النجاح.
وتعد بحيرة حمرين الخزان الاستراتيجي للمياه في محافظة ديالى، وهي تستوعب أكثر من ملياري متر مكعب من المياه وتغذي نهر ديالى بالاضافة الى أنهر فرعية أخرى عبر سدة الصدور الاروائية.
وتشكل الأراضي المنبسطة على ضفاف البحيرة لوحة جميلة من الزهور والنباتات الطبيعية وخصوصا مع بداية فصل الربيع، مما يجعلها متنفسا للعوائل التي تتوافد اليها بكثرة.
لكن جبال حمرين المجاورة للبحيرة ما زالت تشهد نشاطا لخلايا داعش على الرغم من العمليات الأمنية المتتالية التي تنفذها القوات العراقية لملاحقة مسلحي التنظيم المتطرف في هذه المنطقة.
وقالت أم سمية، وهي مدرسة متقاعدة من أهالي منطقة السعدية (60 كم) شمال شرق بعقوبة، انها "شعرت بالخوف للوهلة الأولى عندما علمت أن زوجها جاء بها الى ضفاف بحيرة حمرين لأنها تعتبرها مكانا خطيرا"، لافتة الى انها "ارتبكت ودخلت في سجال مع زوجها".
وأضافت، أن "الوضع آمن نسبيا والعوائل تشعر بالسعادة"، مؤكدة أن "استقرار الأمن يمكن أن يحول البحيرة الى نقطة جذب لكل العراقيين".
واعتبرت أم سمية أن "وجودها في هذه المنطقة هو تحد للارهاب والتطرف ورسالة لبعث الطمأنينة في نفوس العوائل المترددة في الوصول الى البحيرة".
وساعد توافد العائلات الى ضفاف البحيرة في توفير مورد رزق خصوصا لأصحاب زوارق صيد الأسماك في المنطقة.
وقال أبو سجاد وهو صاحب زورق صغير، ان "توافد العوائل خلق فرصة عمل له ولاثنين من أشقائه الذين يعلمون في صيد السمك، اذ بدأوا باستخدام زوارقهم لأخذ العوائل في جولات في البحيرة مقابل أجور بسيطة لا تتعدى الف دينار عراقي لكل شخص" (الدولار يساوي 1200 دينار).
ويشعر أبو سجاد بفرح وسرور وهو يشاهد الأطفال والابتسامة ترتسم على شفاهم وهو يقلهم بزورقه.
وتابع "الكثير من الشباب والصبية وحتى الفتيات أخذوا معي صورا تذكارية وأصبحت مشهورا في وسائل التواصل الاجتماعي".
وأكد أبو سجاد أن "بحيرة حمرين يمكن أن توفر آلاف فرص العمل للعاطلين، لو كانت هناك خطة شاملة لتأمينها بشكل كامل وتحويلها الى مرفق سياحي كبير لأنها تقع في مناطق جميلة للغاية وساحرة خاصة مع حلول الربيع".
ولفت الى ان العديد من صيادي الاسماك لقوا حتفهم خلال الاشهر القليلة الماضية، نتيجة توغلهم في البحيرة واقترابهم من أماكن تواجد مسلحي داعش.
ودعا العوائل الى أن تأخذ في الاعتبار أن المنطقة ما زالت غير آمنة بشكل كامل، وان مسلحي داعش يتواجدون في الجبال القريبة من البحيرة ويمكن ان يهاجموا المكان في اي لحظة.
وأكد أن "التواجد الكثيف للقوات الأمنية هو الذي مكن العوائل من الوصول الى هنا والاستمتاع بوقتها".
من جهته، قال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى صادق الحسيني، ان "جهود القوات الأمنية أسهمت في ايجاد منطقة آمنة يمكن للعوائل أن تتواجد فيها لقضاء بعض الوقت في أحضان الطبيعة الجميلة على ضفاف بحيرة حمرين".
واضاف أن "على العوائل ان تكون حذرة في تحركاتها وان لا تبتعد كثيرا عن أماكن تواجد القوات الأمنية، لأن مسلحي داعش ما زلوا ينشطون في جبال حمرين المجاورة للبحيرة ويتحينون الفرص لمهاجمة العوائل".
وتابع الحسيني، ان "بحيرة حمرين بالفعل مرفق سياحي كبير، لو استثمر بشكل صحيح لتحول الى نقطة جذب كبير لالاف العراقيين من مختلف المحافظات، وهذا الأمر قيد الدراسة من قبل ادارة ومجلس محافظة ديالى وسيكون هناك تحرك بشأنه بالفترة القادمة".
وأعلنت الحكومة العراقية في التاسع من ديسمبر عام 2017 سيطرة قواتها على جميع أراضي البلاد وطرد داعش من جميع المناطق التي كان يسيطر عليها.
الا ان بعض مناطق العراق ما تزال تشهد نشاطا لمسلحي التنظيم الذي يلجأون للمناطق الجبلية الوعرة والصحراوية للانطلاق منها للقيام بعملياتهم الارهابية.







