السفير السوداني لدى الصين: أحد أهم خبرات التجربة الصينية يكمن في عملية مكافحة الفقر

2019-03-13 12:05:02|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 13 فبراير 2019 (شينخوانت) أجرى السفير السوداني لدى الصين أحمد محجوب شاور مؤخرا مقابلة حصرية مع وكالة أنباء شينخوا، وشارك آراءه حول "الدورتين السنويتين" الصينيتين ومبادرة "الحزام والطريق" والعلاقات الصينية العربية السودانية وغيرها من المواضيع الأخرى. وما يلي تفاصيل المقابلة مع السفير:

شينخوا: في ظل الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، والذي يعد عاما حاسما لإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. ما هي الموضوعات التي اثارت اهتمامكم فيما يخص "الدورتين السنويتين" الصينيتين هذا العام؟

السفير: في ظل الذكري السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية أنجزت الصين الكثير من الانجازات خلال الفترة الماضية والتي كان لها الاثر الواضح والكبير في مسيرة الدولة وحياة الشعب نحو الافضل الامر الذي جعل الصين نموذجا يحتذي به من قبل جميع دول العالم ويمكن لها الاستفادة من التجربة الصينية في تحقيق اهداف الامم. فيما يتعلق بالموضوعات التي تلفت الانتباه في هاتين الدورتين فهو التركيز على مهام الحزب والبلاد الأساسية، بالاضافة الي ما لاحظناه من الدور الكبير الذي تؤديه الدورتافي ترسيخ مبدأ التشاور السياسية والرقابة الديمقراطية والمشاركة في شؤون الدولة ومناقشتها، وهذه روح الديمقراطية والوحدة والتي تؤدي الي تحقيق نتائج ملموسة والنضال من أجل تحقيق تقدم خلال الفترة القادمة.

شينخوا: يعد هذا العام عاما حاسما للصين في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ما رأيكم فيما حققته الصين في مجال دعم المناطق الفقيرة ومساعدة الفقراء؟

السفير: الإنجازات التي حققتها الصين في مجال مكافحة الفقر ودعم المناطق الفقيرة كبيرة خاصة في تلك التقارير التي تلفت الانتباه في هذه الدورة كانت حول التلوث وتخفيف حدة الفقر والتي أظهرت أن سياسة الصين في هاذين الجانبين كانت كبيرة وقد اتت نتائجها ملموسة كما أوضحت التقارير. طوال الأعوام الخمسة الماضية، ظلت الصين تبذل جهودا حثيثة في مجال مكافحة الفقر كون هذه المكافحة تمثل حلقة هامة في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة عام 2020، وهذه الجهود شكلت تجربة الصين المثالية الخاصة في حوكمة البلاد ونالت إشادة واسعة من المجتمع الدولي. إضافة إلى ذلك، يكمن أحد أهم خبرات التجربة الصينية في الجدية في عملية مكافحة الفقر.

شينخوا: ستعقد الصين هذا العام الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق رفيع المستوى للتعاون الدولى، في رأيكم، ما هي الفرص المتاحة امام الصين والسودان في ظل مبادرة "الحزام والطريق"؟ وكيف تؤثر المبادرة على العالم؟

السفير: أصبحت مبادرة "الحزام والطريق " التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ أكبر المبادرة العالمية إنتشارا وأكثرها شعبية ، كما أصبحت منصة مهمة للتعاون الدولي، يتمثل المفهوم الاساسي لهذه المبادرة في تعزيز التعاون الاقتصادي للبلدان الواقعة على طول الطريق وتعزيز التنمية المشتركة لجميع البلدان من خلال البنية التحتية ومختلف المجالات وغيرها من القضايا الرئيسية، وتعزيز بناء " الحزام والطريق" بما يخدم أفضل مصالح جميع البلدان. وسيشهد شهر ابريل هذا العام استضافة الصين الدورة الثانية لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي. قد عقد قبل عامين الدورة الأولى لمنتدى " الحزام والطريق" للتعاون الدولي بنجاح في بكين، مما يظهرالتأثير الواسع والإيجابي لمبادرة "الحزام والطريق" دوليا. تم تنفيذ قدر كبير من نتائج الدورة الأولى لمنتدى " الحزام والطريق" للتعاون الدولي. في إطار المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وهو ما يتماشى مع المعايير الأساسية للقانون الدولي والعلاقات الدولية، وهي أيضًا نموذج العمل المنطقي المقبول دوليًا. السودان يعتبر من أكثر الدول استفادة من مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013، والسودان يمكنه أن يكون شريكا رئيسيا من خلال موقعه الجغرافي الذي يجعل منه حلقة وصل بين العالم العربي والدول الأفريقية، وبالنظر للتاريخ القديم نجد أن موانئ السودان الشرقية على ساحل البحر الأحمر شكلت في السابق نقطة التقاء للقوافل التجارية القادمة من الصين باتجاه أفريقيا. وفي هذا الاطار فإن الفائدة العظمى للسودان من بناء مبادرة الحزام والطريق تأتي من إقامة مشروعات تنموية في مجالات السكك الحديدية والطرق والموانئ. أيضا الزراعة تمثل واحدة من أبرز مجالات التعاون بين السودان والصين في إطار المبادرة.

شينخوا: ما تقييمكم للانجازات التي حققها كل من الصين والسودان من تعاون وتبادل خلال الستين سنة الماضية؟ وما هي الخطط المستقبلية للتعاون بين البلدين في 2019؟

السفير: العلاقات بين السودان والصين تعد نموذجا للعلاقات في الإطار الاقليمي والدولي، حيث تقوم هذه العلاقة علي الاحترام المتبادل القائم علي الثقة والفوز المشترك حيث ظل البلدان يتبادلان الدعم في المحافل الاقليمية والدولية، مما أدي الي الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الاستراتيجي، بتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي تم التوقيع عليها بين الرئيسين السوداني والصيني في بكين عام 2015 وقد ساهم هذا الامر الي تحقيق تقدم ملحوظ فى تطوير العلاقات في كافة المجالات. الصين هي الشريك التجاري الاول للسودان، وفي هذا الاطار يمضي البلدان قدما في توسيع افاق التعاون المشترك في كافة المجالات وسيشهد مستقبلا هذا التعاون المزيد من التعاون المثمر والذي يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين. في ذات الإطار وبما أن السودان من أوائل الدول التي رحبت بمبادرة الحزام والطريق، سيتم التعاون بين الصين و السودان لتحقيق أكبر فوائد وبشكل فعال لتعزيز مستوى العلاقة بين البلدين .

شينخوا: تعمق الصين من انفتاحها على العالم الخارجي، كيف تقيمون سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها البلاد لجذب الاستثمارات الخارجية وزيادة الواردات؟ وما هي وجهة نظركم، حول كيفية عمل الصين والسودان على توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري على نحو متزايد؟ ما تقيمكم للدور الصيني في تحفيز التنمية والفوز المشترك على المستوى العالمي انطلاقا من موقف الانفتاح والتسامح؟

السفير: تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، فقد حظيت الإنجازات التي حققتها الصين على مدار العقود الأربعة الماضية بالإشادة باعتبارها معجزة، كما أن سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين تشير الي النهج الصحيح لمسار نظرية ونظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بالاستناد الي ما تم تنفيذه من سياسات حققت نجاحا كبيرا، على مدار 40 عاما عادت بالنفع على كل من الصين والعالم. حققت الصين التنمية الذاتية وقدمت مساهمه مهمة في تنمية العالم، حيث أشارت إحصائيات صندوق النقد الدولي إلى أنه بعد حدوث الأزمة المالية العالمية ساهمت الصين في ربع النمو الاقتصادي العالمي.

شينخوا: مع تطور التعاون الصيني الأفريقي على نحو اعمق في السنوات الأخيرة، ما لفت انتباه المجتمع الدولي لضخ المزيد من الاستثمارات في افريقيا، فهل من الممكن القول إن تعاون الصين مع الدول الافريقية قد دفع التعاون الدولي مع أفريقيا؟

السفير: في السنوات الماضية، حققت الصين وأفريقيا انجازات مثمرة في التجارة والاستثمار، ما عزز الروابط الاقتصادية والتجارية بين الجانبين وجلب فوائد حقيقية لشعوب القارة الافريقية حيث أن الصين من أقوى الشركاء الاقتصاديين للدول الإفريقية، وتختلف عن غيرها من الدول لأنها تعتمد على استراتيجية تنمية اقتصادية متبادلة وتنمية البنية التحتية للمؤسسات، وما يميز التعاون الصيني الإفريقي هو أن القارة السمراء، ستصبح أسواق مفتوحة أمام المنتجات الصينية  وهو دعم للقارة الإفريقية تنمويا وفي مجالات البنية التحتية وزيادة السائحين الصينيين للقارة الإفريقية من خلال صندوق التنمية الصيني الإفريقي الذي تم تأسيسه في نوفمبر 2006، وبالتالي تنعكس الفائدة على الطرفين. أما بشأن دفعها للتعاون الدولي فهذا مؤكد بإعتبار أن التعاون بين الصين والدول الافريقية قد دفع العديد من الدول والمؤسسات الدولية للدخول الي افريقيا في إطار التنافس الدولي للاستفادة من الموارد الافريقية وهذا ما أدي الي النمو السريع للإقتصادات الافريقية وتحفيزها للنمو في المستقبل .

شينخوا: لقد نجحت الصين في أداء مهمة مسبار القمر تشانغ آه-٤، كيف ترون نجاح الابتكار والابداع الصيني في مجال العلوم والتكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة؟ وما هي فرص التعاون بين الصين والسودان في هذا المجال في المستقبل؟

السفير: حققت الصين إنجازا علميا كبيرا، حيث نجحت للمرة الأولى في إرسال مسبار إلى الجانب البعيد لسطح القمر، وهذا الإنجاز الصيني يعتبر خدمة للإنسانية جمعاء. فيما يتعلق بالتعاون بين السودان والصين في هذا المجال، فهنالك تعاون بين البلدين، بما يرتقي بمستوى التعاون بين الجانبين في مجال الفضاء.

   1 2 >  

الصور

010020070790000000000000011100001378913401