مقالة خاصة: قطاع التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل يساعد في مواجة تحديات الأمن الغذائي على المستوى العالمي

القدس 16 مارس 2019 (شينخوا) من المتوقع أن يساعد قطاع التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل في التعامل مع تحدي الأمن الغذائي على مستوى العالم، حيث أنه ينمو بشكل سريع في مجالات الابتكار التكنولوجي.

وخلال عام 2017، بلغ إجمالي الإستثمار في التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل 141 مليون دولار أمريكي. وتعتبر إسرائيل واحدة من أفضل خمس دول في قطاع التكنولوجيا الزراعية على مستوى العالم، وفقا للحكومة الإسرائيلية.

وخلال العقد السابق، انتج قطاع التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل عددا كبيرا من شركات الابتكار التكنولوجي الحديدة، لمعالجة المشكلات الزراعية العالمية.

تنمو صناعة التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل بشكل ثابت. وقد تم تأسيس أكثر من ربع الشركات الإسرائيلية في هذا المجال خلال الأعوام الخمسة الماضية وتم تأسيس نصف هذه الشركات خلال الأعوام العشرة الماضية.

وتغطي البيئة الجغرافية الإسرائيلية، أرضا شبه قاحلة، إلى جانب مصادر متضائلة للمياه العذبة الطبيعية، ما يدعم الحاجة إلى البحث والتطوير في الزراعة .

ونتيجة لهذا، أصبحت إسرائيل دولة قائدة في مجال الزراعة.

وقال ميشال ليفي وهو يشغل منصب نائب أول لمدير عام في وزارة الزراعة والتنمية الريفية الإسرائيلية "هناك الآن حوالي 450 إلى 500 شركة يعملون في مجال الزراعة في إسرائيل."

ويدير ليفي وحدة الابتكار التكنولوجي الزراعي، التي تهدف لدعم وتعزيز شركات التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل من أجل الإزدهار والنمو، حتى يستطيع الفلاحون والبلاد الانتفاع من هذا الابتكار.

وتتم الخبرة في الصناعة التكنولوجية، في مجالات من بينها الروبوتات والزراعة الدقيقة وتطوير مبيدات للآفات ومبيدات للأعشاب صديقة للبيئة واساليب جديدة لتربية الحيوانات وأشياء أخرى.

ويستطيع التعاون بين الزراعة والروبوتات تحقيق اختلاف فعلي في هذا المجال. وتستخدم الطائرات من دون طيار والبرمجيات والروبوتات بشكل أكثر وأكثر في هذه المجالات في إسرائيل.

والرؤية المستقبلية لهذه الصناعة، هي أن يتصل كل شئ بالهواتف الذكية. ومن المفترض ان يجلس المزارعون في المستقبل في منازلهم ومعهم أجهزة رقمية للتحكم عن بعد يستطيعون من خلالها التحكم في كل شي يحدث في حقولهم.

والآن، يريد المستهلكون معرفة المزيد عن أثر المنتجات التي يقومون بشرائها ومدى ضررها على البيئة والصحة.

وقال حاييم رابينوفتش الأستاذ في كلية الزراعة في الجامعة العبرية في القدس، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إسرائيل تسعى لتطوير مبيدات آفات مستدامة."

ويرى رابينوفتش وهو أيضا خبير في علوم النباتات وعلم الوراثة في الزراعة، مستقبلا يتحد فيه العلم مع الزراعة بشكل كامل.

ويواصل العلماء الإسرائيليون التعاون مع الفلاحين بهدف ابتكار منتجات متطورة، من بينها طماطم تستطيع تحمل الحرارة وبذور خيار مقاومة للجفاف وري بالتنقيط فائق الكفاءة.

وتستخدم إسرائيل بالفعل تكنولوجيتها الابتكارية من أجل تعقيم التربة بالطاقة الشمسية، بدلا من استخدام مواد كيميائية ضارة على محاصيل الحبوب"، وفقا للخبير.

ويسعى الفلاحون الإسرائيليون لتطوير نباتات مقاومة للحشرات، لتوفير استخدام المبيدات الحشرية عليها، وذلك باستخدام تكنولوجيا للتربية تمكن من ابتكار نباتات أكثر قوة.

وتعد إسرائيل دولة قائدة على مستوى العالم في استخدام المياه المحلاة من البحر. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تقريبا استخدام كل مياه الصرف الصحي في البلاد في الزراعة بعد عملية معقدة لإعادة تدويرها.

وخلال الأعوام الماضية استنبتت إسرائيل أنواعا جديدة من الخضروات والفاكهة، المشهورة في جميع انحاء العالم.

وقال رابينوفتش لوكالة أنباء (شينخوا) "إسرائيل كانت الأولى وكنت محظوظا باختياري لأكون جزءا من الفريق، الذي قام بتطوير الطماطم التي تعيش لفترة طويلة وجميع أنواع الفلفل الحلو التي انتشرت في جميع أنحاء العالم."

وتستخدم إسرائيل أيضا، الابتكار التكنولوجي لقواتها المسلحة في الزراعة، وفقا لما قال الأستاذ أوري مارشيم رئيس قسم الزراعة الدقيقة في معهد ميغال جاليلي للأبحاث.

وقال مارشيم في مقابلة مع شينخوا "هناك محاولة لاستخدام تكنولوجيات عسكرية متقدمة تم تطويرها في إسرائيل من أجل الزراعة، وتمت بتوجيهات سياسات الوزارات."

وأضاف الأستاذ أنه من الأمور التي لا تقل في إثارتها للدهشة، تطبيق أساليب جديدة "لقياس كيف تشعر النباتات(بالضغوط)، عن طريق فحص التمثيل الضوئي للنباتات وتدفق الإلكترونيات."

ويعد أمن وسلامة الغذاء ونقص العمل اليدوي والضغوط البيئية، من بين أكثر التحديات المهمة التي تواجه صناعة الغذاء.

يبتعد العالم بمسافة جيل واحد فقط عن وصول عدد السكان إلى عشرة مليارات وبالتالي يرتفع الطلب على الغذاء بما يناسب ذلك.

ويثير ارتفاع مستويات الدخول في الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة، التحول في النظام الغذائي من نظام غير صحي وغير كاف إلى غذاء أغنى وأكثر صحة ، مثل اللحوم والفاكهة والخضروات.

وفي كل عام يجب أن تصبح صناعة الزراعة أكثر إنتاجية وابتكارا لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء في جميع أنحاء العام. وهنا يجد قطاع التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل فرصته في النمو.

وفي الفترة من 2012 حتى 2016، زاد الاستثمار في قطاع التكنولوجيا الزراعية على المستوى العالمي بشكل كبير، من 500 مليون دولار أمريكي إلى 3.2 مليار دولار أمريكي، وفقا لوزارة الزراعة والتنمية الريفية الإسرائيلية.

وقدر البنك الدولي، قيمة الزراعة والغابات وصيد الأسماك في السوق العالمي ب3.352 تريليون دولار أمريكي في 2017. ومع ذلك مازال قطاع التكنولوجيا الزراعية، مصدر غير مستغل بشكل كبير للأعمال .