سجل حقوق الإنسان بالولايات المتحدة عام 2018

2019-03-20 21:52:46|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 20 مارس 2019 ( شينخوا ) أصدر مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصيني سجل حقوق الإنسان بالولايات المتحدة للعام 2018 يوم 14 مارس الجاري. فيما يلي النص الكامل للسجل.

سجل حقوق الإنسان بالولايات المتحدة عام 2018

مكتب الإعلام لمجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية

مارس 2019

مقدمة

في الثالث عشر من شهر مارس بالتوقيت المحلي، أصدرت وزارة الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية تقاريرها الوطنية لعام 2018 حول ممارسات حقوق الإنسان، وواصلت توجيه أصابع الاتهام وانتقاد أوضاع حقوق الإنسان في أكثر من 190 دولة، بينما تجاهلت بتعامٍ مشاكلها الخطيرة بشأن حقوق الإنسان. وإذا ألقى المرء نظرة عابرة على وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة خلال عام 2018، فلن يكون من العسير اكتشاف أن حكومة الولايات المتحدة، التي تدعي أنها "مدافع عن حقوق الإنسان"، لديها سجل لحقوق الإنسان لا يزال معيبا وشائها، وأن المعايير المزدوجة التي تنتهجها بشأن حقوق الإنسان واضحة بجلاء.

-- عنف الأسلحة يشكل تهديدا خطيرا. كان هناك ما إجماليه 57103 حوادث عنف بالسلاح في الولايات المتحدة في 2018، ما خلف 14717 قتيلا و 28172 مصابا. وبلغ عدد الأطفال والمراهقين الذين قتلوا أو أصيبوا 3502. وساهم العنف بالأسلحة في تقصير متوسط العمر المتوقع للأمريكيين بقرابة 2.5 عام.

-- تنامي تصريحات عدم التسامح الديني. شهدت انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 تصاعدا في الآراء المعادية للمسلمين. وكشف تقرير أن نظريات المؤامرة التي تستهدف المسلمين دخلت على نحو متزايد إلى المجال السياسي. "أكثر من الثلث يقولون إن المسلمين عنيفون بالفطرة أو يشكلون تهديدا وشيكا" و "أقل من ثلث المرشحين المعتبرين بقليل دعوا إلى حرمان المسلمين من الحقوق الأساسية أو اعتبروا أن الإسلام ليس دينا".

-- مراقبة الإنترنت باتت ممارسة شائعة. فبرنامج التجسس الإلكتروني (بريسم)، الذي يوظف دون إذن قضائي، يعمل على مدار الساعة، ويقوم بالإطلاع على جميع رسائل البريد الإلكتروني والفيسبوك ودردشات جوجل ومحادثات سكايب وما شابهها من التطبيقات.

-- المال السياسي يعم الولايات المتحدة. بلغت التكلفة الإجمالية لانتخابات التجديد النصفي في عام 2018 ما قيمته 5.2 مليار دولار أمريكي، بزيادة 35 بالمئة من حيث القيمة الإسمية للدولار مقارنة مع عام 2014، ما يجعلها على نحو قياسي أكثر انتخابات التجديد النصفي كلفة. فالحكومة الأمريكية تمثل كبار الأثرياء.

-- الولايات المتحدة لديها أكبر معدل من تفاوت الدخل بين البلدان الغربية. فهناك واحد في المئة من السكان الأكثر ثراء في الولايات المتحدة يمتلكون 38.6 في المئة من إجمالي ثروات البلاد. وفيما يتعلق بكل من الثروة والدخل، تراجع نصيب عامة الناس على نحو متواصل خلال الـ25 عاما الماضية. ويواجه نحو نصف الأسر الأمريكية مصاعب مالية، بينما هناك 18.5 مليون أمريكي يعيشون في فقر مدقع.

-- ارتفاع معدل جرائم الكراهية إلى مستوى جديد. ذكر تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي في نوفمبر 2018 أن جرائم الكراهية ارتفعت في الولايات المتحدة بنحو 17 بالمئة مسجلة 7175 حالة في 2017. وشكلت الجرائم بدافع التحيز العنصري زهاء 60 بالمئة من جرائم الكراهية، حيث كان الأمريكيون الأفارقة مستهدفين في قرابة نصف هذا العدد من الجرائم.

-- الأحوال المعيشية للأمريكيين من أصول أفريقية مثيرة للقلق. تمتلك الأسرة المتوسطة البيضاء نحو 10 أضعاف ثروة الأسرة المتوسطة السوداء. كما أنه بالمقارنة مع البيض فإن الأمريكيين من أصول أفريقية عرضة بواقع 2.5 ضعف للعيش في فقر، وبواقع الضعف لمواجهة البطالة، وبواقع 6.5 ضعف لدخول السجن. ويرتفع معدل وفيات الأطفال بواقع 1.3 مرة للأمريكيين الأفارقة، الذين يقل متوسط أعمارهم المتوقعة بنحو 3.5 عام عن البيض.

-- حوادث إطلاق نار لا نهاية لها بالمدارس. كان العام الماضي الأسوأ على صعيد عدد القتلى والمصابين جراء حوادث إطلاق النار في المدارس، حيث سقط 163 ضحية في 94 حادثا في عموم الولايات المتحدة. كما ازدادت حوادث العنف في المدارس بواقع 113 بالمئة مقارنة مع العام الدراسي الأسبق.

-- النساء يعشن في خوف من التحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية. كشف مسح إلكتروني أن 81 بالمئة من النساء المستطلعة آراؤهن واجهن نوعا من التحرش الجنسي، فيما أشار 27 بالمئة منهن إلى تعرضهن لاعتداءات جنسية.

-- سياسة الهجرة تفصل الأطفال عن الآباء. أدت سياسة "عدم التهاون المطلق" الجديدة، التي أطلقتها الحكومة الأمريكية في أبريل 2018، إلى فصل ما لا يقل عن 2000 من أبناء المهاجرين عن عائلاتهم. كما كانت هناك زيادة مذهلة في عدد الحالات التي تعرض خلالها مهاجرون قُصر لسوء المعاملة أو انتهاكات جنسية على يد ضباط الدوريات الحدودية الأمريكية.

--انسحاب سافر من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ذكرت صحيفة (ذي أتلانتك) في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، أن إحدى أكثر الحجج احتمالا، والأكثر خبثا، بشأن هذه الخطوة هي الحيلولة دون انتقاد الولايات المتحدة حيال انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

1- خروقات متكررة للحقوق المدنية

سجلت الولايات المتحدة وقوع جرائم عنف على نحو متكرر، مع تفشي جرائم السلاح، وإساءة استغلال السلطة من قبل ضباط عموميين، فيما باتت المراقبة بلا رادع أو ضمير، وغدت حرية الصحافة مجرد مصطلح أجوف.

تكرار وقوع جرائم عنف خطيرة. فحسب نسخة 2017 من التقرير السنوي لمكتب التحقيقات الفيدرالي، حول الجريمة في الولايات المتحدة، والذي كشف عنه المكتب في سبتمبر 2018، كان هناك ما يقدر بـ 1247321 جريمة عنف، بينها 17284 حادث قتل و 135755 جريمة اغتصاب و 810825 اعتداء خطيرا، فضلا عن 319356 عملية سطو. ومن بين تلك الجرائم كان هناك 72.6 بالمئة من جرائم القتل و 40.6 بالمئة من جرائم السطو و26.3 بالمئة من الاعتداءات الخطيرة تم تنفيذها بالأسلحة النارية. ووُصفت شيكاغو بأنها واحدة من أخطر المدن الكبرى في الولايات المتحدة، حيث يُقتل المئات كل عام خلال السنوات الأخيرة. وفي يومي 4 و 5 أغسطس الماضي، تعرض 74 شخصا في المدينة لإطلاق النار، لقي 12 منهم حتفهم. وفر عشرات الآلاف من الشبان الأمريكيين من المدن التي تتفشى فيها جرائم العنف (وول ستريت جورنال، 9 أغسطس 2018).

استمرار تفشي عنف السلاح. وفقا لبيانات من أرشيف عنف السلاح، شهدت الولايات المتحدة 57103 حوادث عنف مسلح، أفضت إلى مقتل 14717 شخصا وإصابة 28172 آخرين، وكان بين الضحايا 3502 من القاصرين (www.gunviolencearchive.org، بيانات مسجلة يوم 24 فبراير 2019). وفي 18 مايو وقع حادث إطلاق نار عشوائي في مدرسة "سانتا في" الثانوية قرب هيوستن بولاية تكساس، حيث قام ديميتريوس باجورتزيس (17 عاما) بقتل 10 أشخاص وإصابة أكثر من 10 آخرين ببندقية ومسدس. وعثر على متفجرات داخل المدرسة وفي محيطها (www.washingtonpost.com, May 19, 2018). وفي يوم 8 نوفمبر، اقتحم إيان ديفيد لونغ، أحد قدامى محاربي سلاح مشاة البحرية، حانة في ثاوزند أوكس بولاية كاليفورنيا، حيث قتل 12 شخصا وأصاب العديد (www.nbcnews.com, November 9, 2018). ونشرت (هافنغتون بوست) في 6 ديسمبر الماضي أن عنف السلاح قصر متوسط العمر المتوقع للأمريكيين بقرابة 2.5 عام، فيما تُقلص حوادث إطلاق النار متوسط العمر المتوقع للأمريكيين الأفارقة بواقع 4.14 عام، استنادا لبيانات رسمية للوفيات نتيجة السلاح خلال الفترة بين عام 2000 وعام 2016.

ضربة غير مسبوقة لحرية الصحافة. وفقا لتقرير نشرته منظمة (أرتكل 19) الدولية غير الحكومية في 2 مايو عام 2018، فإن بيئة الصحافة في الولايات المتحدة واصلت تدهورها، حيث يتعرض الصحفيون من حين لآخر للهجوم والتفتيش والقبض عليهم واعتراضهم عند الحدود، ومنعهم من نشر معلومات عامة. وعلى نحو متكرر، اتهمت الحكومة الأمريكية علانية وبقوة وسائل الإعلام والصحفيين بـ "اختلاق أخبار" لخلق بيئة مخيفة ومعادية. وأشار توماس هيوز، المدير التنفيذي لمؤسسة (أرتكل 19)، إلى أن التهديدات التي تواجهها حرية الصحافة في الولايات المتحدة تتزايد خلال السنوات الأخيرة على نحو ينذر بالخطر (www.article19.org, May 2, 2018). ونشرت مجلة (نيوزويك) خبرا في 16 أغسطس يفيد بأن الأزمة بين الحكومة ووسائل الإعلام خلال العام المنصرم أسهمت في تآكل حرية الصحافة بالبلاد.

انتهاك الحقوق المشروعة للمراسلين في التحاور. في 7 نوفمبر 2018، وسعيا لمنع مراسل لشبكة (سي.إن.إن) بالبيت الأبيض من مواصلة توجيه أسئلة، حاولت موظفة بالبيت الأبيض نزع الميكروفون من المراسل وتم إلغاء تصريحه الصحفي للدخول إلى البيت الأبيض (uk.reuters.com, November 19, 2018). وفي 19 يناير من العام الماضي ذكرت مجلة (ذي كولومبيا جورناليزم ريفيو) أن الولايات المتحدة ألقت القبض على صحفيين 34 مرة في عام 2017، واجه 9 منهم اتهامات جنائية، كما تمت مصادرة معدات 15 صحفيا، فيما تعرض 44 صحفيا لهجمات شخصية.

تنامي تصريحات عدم التسامح الديني. أشارت صحيفة (الغارديان) في 22 أكتوبر عام 2018، أنه خلال انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، ازدادت التصريحات المعادية للمسلمين على نحو دراماتيكي، حيث أشار التقرير إلى أن نظريات المؤامرة التي تستهدف المسلمين دخلت بشكل متزايد إلى المجال السياسي. ونقل التقرير أن "أكثر من الثلث قالوا إن المسلمين عنيفون بالفطرة أو يشكلون تهديدا وشيكا"، مضيفا أن "أقل من ثلث المرشحين المعتبرين دعوا إلى حرمان المسلمين من الحقوق الأساسية أو أعلنوا بأن الإسلام ليس دينا".

المراقبة الإلكترونية من قبل الحكومة الأمريكية تنتهك الخصوصية الفردية. بات من الممارسات الشائعة قيام وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بعمليات جمع وبحث للرسائل البريدية الدولية للأمريكيين ومحادثاتهم ودردشاتهم دون إذن قضائي. ويعمل برنامج التجسس الإلكتروني بريسم على مدار الساعة، حيث يقوم بالتجسس على رسائل البريد الإلكتروني والفيسبوك ودردشات جوجل ومكالمات سكايب وما شابهها من التطبيقات الإلكترونية دون تفويض بذلك. (www.aclu.org, August 22, 2018).

القبض على عدد كبير من المحتجين. في 28 يونيو عام 2018 ذكرت (شيكاغو تريبيون) أن 575 شخصا ألقي القبض عليهم خلال احتجاجات ضد سياسة الهجرة لإدارة ترامب في العاصمة واشنطن، حيث كان أغلبهم من النساء. وخلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر، ألقت شرطة الكونجرس الأمريكي القبض على 212 شخصا احتجوا خلال جلسة استماع للمصادقة على تعيين المرشح لتولي منصب رئيس المحكمة العليا بريت كافانو. وألقي القبض على أكثر من 300 محتج في 4 أكتوبر (chicagotribune.com, June 28, 2018, thehill.com. September 6, 2018; edition.cnn.com. October 5, 2018). وأوردت رويترز في 11 ديسمبر أن 32 زعيما دينيا وناشطا ألقي القبض عليهم عند سور على الحدود الأمريكية في سان دييغو خلال احتجاج للدعوة إلى إنهاء عمليات احتجاز وترحيل مهاجرين من أمريكا الوسطى.

إجهاض العدالة أفضى إلى إدانات خاطئة. في مايو 2018، قام فيليب ألستون، مقرر الأمم المتحدة الخاص لشؤون الفقر المدقع وحقوق الإنسان، قام بنشر تقرير يقول إنه في نظام العدالة الأمريكي، يسمح للمتهمين الأثرياء باستعادة حريتهم من خلال الكفالات، بينما يبقى المتهمون الفقراء على الأرجح في السجن. ونشرت (ذي نيويوركر) في 6 فبراير أن قاضيا في برونكس بمدينة نيويورك برأ ساحة إدوارد جاري الذي ظل يسعى طيلة 23 عاما لإثبات براءته، وذلك بعد أن ثبت أنه غير مدان في جريمة قتل وقعت عام 1995 (newyorker.com, February 6, 2018).

وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) في 19 ديسمبر 2018 أن رجلا من مدينة بالتيمور إدين خطأ بجريمة قتل من الدرجة الأولى. وخلال التحقيقات الخاصة بالقضية، لم تقم الشرطة المحلية بالتحقيق في حجة وجوده في مكان آخر أثناء وقوع تلك الجريمة أو الاشتباه في أشخاص آخرين، ما أدى إلى سجنه لمدة 27 عاما.

ضباط عامون يمارسون العنف بشكل تعسفي. وفقا لتقارير نشرت على الموقع الإلكتروني لوزارة العدل الأمريكية في 11 يوليو و 8 نوفمبر، قام ضابط نقل السجناء الخاص السابق إريك سكوت كيندلي، خلال فترة عمله، بارتكاب العديد من الاعتداءات الجنسية المسلحة بحق سجينات، ما ألحق أذى جسديا ونفسيا شديدا بالضحايا. وأدين العديد من الضباط في إصلاحية ولاية لويزيانا في أنجولا بولاية لويزيانا، بضرب نزيل كان موثوق اليدين ومصفدا بالأغلال، ما تسبب في العديد من الإصابات للنزيل. كما أدينوا بالتواطؤ للتغطية على عملية الضرب (www.justice.gov). وفي 18 ديسمبر 2018 نشرت (ذي نيويورك ديلي نيوز) نقلا عن (أسوشيتد برس)، أن اثنين من حراس سجن في ساوث فلوريدا قاما بالاعتداء على العديد من النزلاء الشباب وتخويفهم، ما شكل انتهاكا جسيما لحقوق هؤلاء المحتجزين.

2- المال السياسي يعم الولايات المتحدة

تكلفت انتخابات التجديد النصفي الأمريكية لعام 2018 مبلغا كبيرا من المال. وأضحت الانتخابات لعبة المال، مع انخراط أكبر لـ "المال الأسود" والفساد. ولم تعد حالات تورط الساسة الأمريكيين في قضايا فساد أمرا نادرا، وباتت الحكومة الأمريكية متحدثة باسم الأثرياء.

انتخابات التجديد النصفي "الأكثر كلفة" في التاريخ. تبين أن انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 كانت الأكثر كلفة على نحو قياسي. وبلغت التكلفة النهائية لانتخابات التجديد النصفي هذه 5.2 مليار دولار أمريكي، بزيادة 35 بالمئة مقارنة مع عام 2014 من حيث القيمة الإسمية للدولار، وفقا لما ذكر (سنتر فور رسبونسيف بوليتيكس) يوم 8 نوفمبر 2018 (www.opensecrets.org, November. 8, 2018). وكان سباق مجلس الشيوخ بولاية تكساس أكثر كلفة من أي سباق لمجلس النواب أو مجلس الشيوخ في تاريخ الولايات المتحدة، حيث حقق المرشح الديمقراطي بيتو أوروركي وحده رقما قياسيا بجمع 69.1 مليون دولار (www.usatoday.com, November 16, 2018).

اجتياح التبرعات المالية السرية و "المال الأسود" للانتخابات. وفقا لتقرير نشرته شبكة (إن.بي.سي) يوم 21 يوليو 2018، أعلنت وزارة الخزانة أنها لن تطالب بعد ذلك أغلب المنظمات غير الربحية بالكشف عن المتبرعين، ما يجعل الانتخابات أقل شفافية. وخلال انتخابات التجديد النصفي عام 2018، تم إنفاق أموال سوداء قياسية بلغت 98 مليون دولار من قبل جماعات خارجية بخلاف لجان الحملات الانتخابية للمرشحين. كما أن أكثر من 40 بالمئة من الدعاية التلفزيونية التي نشرتها جماعات خارجية للتأثير على انتخابات الكونجرس، تم تمويلها من قبل متبرعين سريين، وأكثر من ربع أموال الدعاية لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ جاءت من جماعات لم تكشف عن هوية المتبرعين. وقفزت بنسبة 26% عمليات البث الدعائي من قبل مجموعات "المال الأسود" في السباقات الفيدرالية منذ انتخابات التجديد النصفي لعام 2014 (www.usatoday.com, July. 12 and November 16, 2018).

الفساد الانتخابي بات أشد وطأة. ونشرت صحيفة (الغارديان) في 7 أغسطس 2018 تقريرا يقول إن الانتخابات الأمريكية بات ينظر إليها بشكل واسع من قبل الجماهير على أنها فاسدة. وصار ينظر إلى أعضاء الكونجرس على أنهم حكر خاص للشركات والمتبرعين الأثرياء وجماعات المصالح الخاصة. وبلغ متوسط كلفة الفوز بمقعد في مجلس الشيوخ 19.4 مليون دولار أمريكي، فيما لا تقل كلفة الفوز بمقعد في مجلس النواب عن 1.5 مليون دولار في المتوسط. وشاع الغش الانتخابي مثل استخدام المال مقابل الأصوات. ووفقا لتقرير نشرته (ذي نيويورك تايمز) على موقعها الإلكتروني في 20 نوفمبر 2018، فإن المدعي العام لمنطقة لوس أنجيلوس أعلن أن تسعة أشخاص اتهموا بدفع أموال لمشردين - دولار واحد وبعض السجائر - نظير توقيع أسماء مزيفة على استمارات لتسجيل الناخبين.

الحكومة الأمريكية باتت المتحدث باسم الأثرياء. ذكر تقرير نشره فيليب جي. ألستون، مقرر الأمم المتحدة الخاص لشؤون الفقر المدقع وحقوق الإنسان، أن الثروة الإجمالية لأعضاء الإدارة الأمريكية بلغت نحو 4.3 مليار دولار أمريكي، ما يجعل الحكومة الأمريكية متحدثا باسم الأثرياء. وقام هنري ويلكينس عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية أركانساس وعضو مجلس النواب عن الولاية، بقبول رشاوى لقاء التصويت لصالح نوايا جماعات الضغط، وفقا لبيان نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة العدل الأمريكية في 30 أبريل 2018. وتحت تأثير من قبل جماعات الضغط، قام ريك سكوت، حاكم فلوريدا، باقتطاع 700 مليون دولار من التمويل المخصص لإدارة المياه، وفقا لما ذكرت (ميامي هيرالد) في 2 أغسطس 2018. وأدى هذا التقليص إلى أزمة مد أحمر خطيرة نتج عنها نفوق الحياة البحرية وتعريض حياة سكان المناطق الساحلية للخطر.

استمرار فضائح فساد السياسيين. واجه سكوت مادوكس، حاكم تالاهاسي السابق، 44 لائحة اتهام تشمل الرشوة والابتزاز والاحتيال، حسبما نقلت (ميامي هيرالد) في 8 ديسمبر 2018. واتهمت عضوة بارزة بمجلس الشيوخ في تكساس باستخدام نفوذها لمحاولة إغلاق تحقيق بشأن حانة تملكها هي وزوجها، وفقا لما نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة (هيوستن كرونيكل) في 8 يونيو 2018. وعلى موقعها الإلكتروني يوم 14 ديسمبر 2018، نشرت صحيفة (ذي ويك) مقالا بعنوان "الفساد يجرف الديمقراطية الأمريكية" قائلة إن الشركات تحتكر السياسيين الأمريكيين من خلال التبرعات للحملات الانتخابية ووعود برشاوى مستقبلية، حتى يعمل السياسيون على سن تشريعات تصب في صالح أعمال تلك الشركات.

نظرة الجماهير التشاؤمية تجاه السياسة الأمريكية. وفي مسح حول الديمقراطية الأمريكية والنظام السياسي الأمريكي، نشره مركز بيو للبحوث يوم 26 أبريل 2018، تبين أن 53 بالمئة من المستطلعة آراؤهم يرون أن الولايات المتحدة لا تحترم "حقوق جميع الناس وحرياتهم". وذكرت (نيوزويك) في 26 يونيو 2018 أن استطلاعا للرأي كشف عن 55 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون أن الديمقراطية في الولايات المتحدة "ضعيفة" حاليا، فيما ذكر 68 بالمئة أن الديمقراطية في الولايات المتحدة "تزداد ضعفا".

3- استمرار تفاقم فجوة الدخل

ظل معدل الفقر في الولايات المتحدة مرتفعا. وواصلت فجوة الدخل تفاقمها، ويعيش نحو نصف الأسر الأمريكية تحت ضغط مصاعب مالية. ويفتقر محدودو الدخل من السكان إلى التأمين الصحي، فيما لا يزال عدد المشردين مرتفعا.

الولايات المتحدة صاحبة أعلى معدل لفجوة الدخل بين الدول الغربية. قدر مكتب الإحصاء الأمريكي، أن 13.4 بالمئة من الأمريكيين، حوالي 42 مليون مواطن، كانوا يعيشون دون خط الفقر في 2017. ويتقاضى أكثر من خمسة ملايين أمريكي يعملون في وظائف بدوام كامل على مدار العام، يتقاضون أجرا يبقيهم دون خط الفقر. ووفقا لتقرير نشرته مؤسسة بروكينجز، فإن المعاقين بشكل عام يواجهون أوقاتا أكثر صعوبة للبحث عن عمل منتظم وكسب أجور تتجاوز خط الفقر. ويعيش نحو 25.7 بالمئة من المعاقين في فقر (www.usatoday.com, October 10, 2018 and November 19, 2018).

وفي شهر مايو من عام 2018، نشر فيليب جي. ألستون، مقرر الأمم المتحدة الخاص لشؤون الفقر المدقع وحقوق الإنسان، تقريرا يقول إن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل لفجوة الدخل بين الدول الغربية. ووفقا للتقرير، فإن 18.5 مليون أمريكي يعيشون في فقر مدقع. كما تعاني البلاد من أعلى معدل للفقر بين الشباب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وفي عام 2016، كان هناك واحد بالمئة من السكان الأكثر ثراء في الولايات المتحدة يمتلكون 38.6 بالمئة من إجمالي الثروة بالبلاد. وفيما يتعلق بالثروة والدخل، فإن نصيب الأشخاص العاديين تراجع بشكل كبير خلال الـ25 عاما الماضية. كما أشار ألستون إلى أن سلسلة تدابير الحفز الاقتصادي للحكومة الأمريكية خلال الأعوام الأخيرة صبت فقط صالح الأثرياء وليس الناس العاديين. "سياسات الحكومة الأمريكية تمنح إعفاءات ضريبية كبيرة وغير مسبوقة للأكثر ثراء ولأكبر الشركات وتدفع لهؤلاء بشكل جزئي من خلال خفض مزايا الرعاية الاجتماعية للفقراء. الإصلاح الضريبي سيفاقم عدم المساواة". (www.washingtonpost.com, June 25, 2018).

قرابة نصف الأسر الأمريكية تعيش في ظل مصاعب مالية. وفي 17 يوليو عام 2018، كتب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز في مقال نشرته صحيفة (يو.إس.أيه توداي) على موقعها الإلكتروني، أن 43 بالمئة من الأسر الأمريكية يعيشون على راتب شهر بشهر ولا يتحملون دفع تكاليف السكن والطعام ورعاية الأطفال والرعاية الصحية والنقل وفواتير هواتفهم الخليوية دون الاستدانة. وكشف مسح للمعهد الحضري أن زهاء 40 بالمئة من البالغين غير المسنين قالوا إنهم يواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام والرعاية الصحية والسكن والمرافق (www.usatoday.com, July 17, 2018 and October 1, 2018).

محدودو الدخل يفتقرون للتأمين الصحي. في شهر مايو من عام 2018، نشر فيليب جي. ألستون، مقرر الأمم المتحدة الخاص لشؤون الفقر المدقع وحقوق الإنسان، تقريرا يقول إن نحو ربع العمال الذي يعملون بدوام كامل، وثلاثة أرباع من يعملون بدوام جزئي، لا يحصلون على إجازة مرضية مدفوعة الأجر. كما أن زهاء 44 بالمئة من البالغين لا يستطيعون تغطية النفقات الطارئة أو يضطرون إلى بيع أشياء أو استدانة المال لتغطية تلك النفقات (www.washingtonpost.com June 25, 2018). وكشف الاستطلاع السنوي لمؤسسة (جالوب)، والذي أجري في نوفمبر 2018، أن 46 بالمئة من البالغين الأمريكيين ينتابهم القلق بشأن عدم امتلاكهم لمال كاف لدفع نفقات الرعاية الصحية الخاصة بهم (news.gallup.com, December 10, 2018). ووفقا لتحليل جديد نشره المعهد الحضري، فإن ولاية تكساس بها 19 بالمئة من السكان غير المؤمن عليهم دون سن 65 عاما، بإجمالي 4.7 مليون مواطن (abcnews.go.com, December 17, 2018).

عدد المشردين لا يزال مرتفعا. وفقا لوزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية، فإن أكثر من نصف مليون أمريكي يفتقرون إلى ملاجئ دائمة، كما أن العديد من المشردين في حاجة ماسة إلى رعاية طبية ويعانون من أمراض عقلية (www.usatoday.com, October 1, 2018). ووفقا لتقرير مراجعة أصدرته ولاية كاليفورنيا في أبريل 2018، فإن الولاية بها أكبر عدد من المشردين في البلاد، والذين بلغ عددهم 134278 في 2017، بزيادة 16136 شخصا مقارنة مع عام 2016 (www.auditor.ca.gov). وفي سينسينناتي في أوهايو، أقام المشردون مخيمات بالقرب من قلب المدينة. لكن قاضيا محليا يدعى روبرت روهولمان أعلن أن مخيمات المشردين تمثل إزعاجا عاما وحظرها في الجزء المتأثر من المدينة، ثم وسع الحظر لاحقا ليشمل أغلب المدينة وكافة تخوم مقاطعة هاميلتون (www.usatoday.com, August 14, 2018).

تواصل ارتفاع الوفيات نتيجة جرعات المخدرات الزائدة والانتحار. ذكر تقرير أصدرته المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن الوفيات الناجمة عن جرعات المخدرات الزائدة بين السكان الأمريكيين تجاوزت 70 ألف حالة خلال عام 2017. وكان الانتحار هو السبب الرئيسي الـ10 للوفاة في الولايات المتحدة منذ عام 1999، حيث ارتفع معدل الانتحار بواقع 33 بالمئة. وفي 2017، قام أكثر من 47 ألف أمريكي بقتل أنفسهم (nytimes.com, August 15, 2018)

4- التمييز العنصري المتفاقم

لطالما بقي التمييز العنصري الممنهج في الولايات المتحدة. وواجهت الأقليات العرقية قيودا على ممارسة حقوقها في التصويت. ولم تحقق دوائر إنفاذ القانون والقضاء أي تقدم في خفض التمييز العنصري. صارت جرائم الكراهية أمرا شائعا، وباتت الأقليات في وضع ضعيف للغاية.

الأمم المتحدة تنتقد التمييز العنصري الممنهج. ووفقا لتقرير الجلسة الـ93 للجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، وتقرير مقرر الأمم المتحدة الخاص حول الأشكال المعاصرة من العنصرية والتمييز العنصري ومعاداة الأجانب وأوجه عدم التسامح ذات الصلة، والذي تم إعداده بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن ظاهرة الترويج لتفوق البيض وإثارة التمييز العنصري والكراهية قائمة منذ زمن في المجتمع الأمريكي. وأخفقت الولايات المتحدة في الرفض القاطع واحتواء الأحداث والتظاهرات العنصرية العنيفة. وقام ساسة ومسؤولون عامون رفيعو المستوى، بينهم الرئيس، بالترويج لعبارات قومية وشعبوية وأدلوا بتصريحات عنصرية ومعادية للأجانب في وسائل الإعلام المطبوعة ووسائل التواصل الاجتماعي (UN documents A/73/18, A/73/312, A/73/305)

حرمان ناخبي الأقليات العرقية من التصويت. ذكر تقرير نشره الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في 12 أكتوبر عام 2018، أن قانون داكوتا الشمالية المتقيد بهوية الناخبين، يتطلب من الناخبين أن يجلبوا معهم إلى مراكز الاقتراع بطاقة هوية تظهر عنوان الشارع الذي يقيمون فيه حاليا. ونظرا لأن العديد من الأمريكيين الأصليين يعيشون في محميات في مناطق طبيعية وليس لديهم عناوين شوارع، فإن القانون يحرم آلاف الأمريكيين الأصليين من حق التصويت. ومنذ عام 2010 مررت 23 ولاية بعضا من قوانين قمع الناخبين، بينما لدى 17 ولاية قوانين لقمع الناخبين تستهدف الأمريكيين الأصليين وغيرهم من السكان الأصليين، وفقا لتقرير على شبكة الإنترنت نشرته (ناشيونال كاثوليك ريبروتر). وفي 28 نوفمبر 2018 كشف الموقع الإلكتروني لوكالة رويترز أنه خلال انتخابات التجديد النصفي، ونظرا لسياسة "تطابق تام" اعتمدت في جورجيا، فإن 70 بالمئة من الناخبين الذين تم تعليق تسجيلهم قبل الانتخابات كانوا من السود. ويمثل الأمريكيون من أصول أفريقية نحو ثلث سكان البلاد. وفي 11 أغسطس 2018، علقت (ذي إيكونوميست) على موقعها الإلكتروني قائلة إنه في جنوب الولايات المتحدة، تعتمد بعض الولايات قوانين تفرض متطلبات صارمة بشأن الناخبين من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية. "يبدو أنهم يدفعون أمريكا للرجوع إلى أوائل القرن الـ20، عندما كان السود يحرمون بشكل ممنهج من التصويت".

الأمريكيون الأفارقة باتوا ضحايا أبرياء لإطلاق النار من قبل الشرطة بسبب لون بشرتهم. وفقا لتقرير نشرته شبكة (بي.بي.سي) في 12 نوفمبر 2018، فإن جميل روبنسون، وهو حارس أمن أمريكي من أصول أفريقية يبلغ من العمر 26 عاما، كان يمسك بمهاجم مسلح مشتبه به في حانة في ضواحي شيكاغو، لكن الشرطة أطلقت عليه النار وأردته قتيلا لدى وصولها. وذكر شاهد عيان بأن الجميع كانوا يصيحون "إنه حارس أمن"، لكن الشرطة كانت لا تزال تقوم بوظيفتها ورأت رجلا أسود يحمل سلاحا ففتحت النار عليه.

وفي مساء عيد الشكر يوم 22 نوفمبر، وبعد وقوع إطلاق نار في مركز تسوق تجاري في ألاباما، فإن إيمانتك "إي.جي" فيتزجيرالد برادفورد، وهو أسود عمره 21 عاما وكان يساعد المتسوقين الآخرين من أجل السلامة، اعتٌقد بالخطأ أنه المسلح وأطلقت الشرطة النار عليه ثلاث مرات من الخلف. وقال شهود عيان إنه لم يشكل تهديدا لأي شخص في ذلك الوقت. "يعد قتل فيتزجيرالد على نحو عديم الشفقة أحدث مثال صارخ لرجل أسود يُقتل لأنه تم تصوره على أنه يمثل تهديدا نظرا للون بشرته"، وفقا لما ذكرت الصحفية نقلا عن بن كرومب، محامي عائلة فيتزجيرالد (www.usatoday.com, December 4, 2018).

حادث ستاربكس سلط الضوء على التمييز الشائع بحق الأمريكيين الأفارقة. في 12 أبريل 2018، دخل أمريكيان من أصول أفريقية أحد متاجر ستاربكس في وسط فيلاديلفيا وطلبا استخدام المرحاض، لكنهما منعا من قبل موظفي المتجر، ولم يغادرا عندما طلب الموظفون منهما ذلك. وجاءت الشرطة وألقت القبض عليهما في الحال. وفجر هذا العمل التمييزي احتجاجات. ودافع ريتشارد روس مفوض شرطة فيلاديلفيا في البداية قائلا إن ضباط الشرطة "لم يقوموا بأي شيء خطأ"، لكنه اعتذر لاحقا تحت وطأة الضغوط. وقال جيم كيني حاكم فيلاديلفيا إن عملية القبض عليهما جعلت العديد من سكان فيلاديلفيا يشهدون ويتذكرون "صدمة التصنيف العرقي" (www.usatoday.com, April 15, 2018; abcnews.go.com, April 19, 2018). ويقول كثيرون إن حادث ستاربكس كشف التمييز الذي يواجهه بالأخص الملونون والسود يوميا، وفقا لتقرير نشرته (الغارديان) (www.theguardian.com, May 28, 2018).

الأقليات تعاني من التمييز القضائي: منذ نهاية عام 2017، وخلال 15 قضية كبرى انطوت على مقتل أشخاص سود، واجه ضابط واحد فقط عقوبة السجن، وفقا لما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة (ذي نيويورك تايمز) يوم 7 يونيو 2018. ووفقا للإحصاءات الوطنية بشأن عقوبة الإعدام والعرقيات والتي نشرها المركز الأمريكي لمعلومات عقوبة الإعدام في 14 ديسمبر عام 2018، فإنه من بين الأشخاص الذين تم إعدامهم لعمليات القتل بين المجموعات العرقية في الولايات المتحدة منذ عام 1976، بلغ عدد المتهمين السود الذين تم إعدامهم لقتل ضحايا بيض 290 شخصا. وبالمقابل، فإن 20 متهما أبيض فقط تم إعدامهم لقتل ضحايا سود. (deathpenaltyinfo.org, December 14, 2018). ووفقا لتحليل نشرته صحيفة (واشنطن بوست) يوم 29 يوليو حول بيانات الاعتقال على خلفية جرائم القتل، فإنه خلال العقد الماضي، ألقت الشرطة القبض على شخص في 63 بالمئة من عمليات قتل ضحايا بيض، بينما قاموا بذلك في 47 بالمئة فقط من عمليلات قتل ضحايا سود.

مستوى قياسي لجرائم الكراهية المرتبطة بالتمييز العرقي. ارتفعت جرائم الكراهية في الولايات المتحدة بأكثر من 17 بالمئة في 2017، وهي أكبر زيادة سنوية في جرائم الكراهية المسجلة منذ 2001. وكان نحو 60 بالمئة من 7175 جريمة كراهية، مرتبط بالتمييز العرقي، فيما كان قرابة نصف الضحايا من الأمريكيين الأفارقة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة (لوس أنجيلوس تايمز) في 13 نوفمبر 2018. وخطَّطَ جيمس هاريس جاكسون، أحد المحاربين القدامى البيض، لقتل عدد من الرجال السود الذين كان رفقة امرأة بيضاء نظرا لكراهيته للمواعدة مختلطة الأعراق. وفي "ممارسة" لهجوم إرهابي عرقي أكبر، أقدم بشكل وحشي على قتل رجل أسود يبلغ من العمر 66 عاما، بسيف قصير في مارس 2017، وفقا لما ذكرت (ذي نيويورك تايمز) في 20 سبتمبر 2018.

انتشار معاداة السامية. قام روبرت بويرز، أبيض عمره 46 عاما، باقتحام كنيس شجرة الحياة في بيتسبورغ بولاية بنسلفانيا، مسلحا ببندقية ومسدسات ومرددا شعارات معادية للسامية. وفتح النار على المصلين في هجوم استمر 20 دقيقة، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة 6 آخرين. ويعتقد أن هذا الهجوم هو الأكثر دموية بحق المجتمع اليهودي في تاريخ الولايات المتحدة. (edition.cnn.com, November 27, 2018 and www.usatoday.com, October 29, 2018). ووزعت منشورات مناهضة للسامية في أنحاء بيتسبورغ. وعثر على ملصقات تحمل شعارات نازية في العديد من المواقع في محيط جامعة ولاية نيويورك. وألقي القبض على شاب عمره 21 عاما لما تردد عن تخطيطه لقتل المصلين في كنيس يهودي في توليدو، حسب ما ذكرت شبكة (سي.إن.إن) يوم 12 ديسمبر. وكانت هناك 938 جريمة كراهية ضد اليهود في عام 2017، بزيادة 37 بالمئة على صعيد الجرائم المناوئة لليهود، وفقا لتقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي (www.latimes.com, November 13, 2018).

الوضع الاقتصادي للأمريكيين الأفارقة مثير للقلق. نشر الموقع الإلكتروني لمعهد السياسة الاقتصادية في 26 فبراير 2018، أن الأسرة المتوسطة البيضاء تمتلك 10 أضعاف ثروة الأسرة المتوسطة السوداء. كما أوضح أن معدل البطالة بين السود يصل إلى ضعف معدل البطالة بين البيض منذ فترة طويلة وأن الأمريكيين الأفارقة عرضة بواقع 2.5 ضعف للعيش في فقر مقارنة مع البيض (www.epi.org, February 26, 2018). ويمثل الأمريكيون الأفارقة 13 بالمئة من إجمالي عدد السكان، لكن أكثر من 40 بالمئة من المشردين من الأمريكيين الأفارقة، وفقا لما ذكر (الاتحاد الوطني للقضاء على التشرد) ( endhomelessness.org, June 6. 2018).

التمييز العرقي يسبب تباينات صحية. بالنظر إلى الأسباب الـ10 الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة، والتي تشمل السرطان والجلطات وأمراض القلب، فإن معدلات الوفاة بين الأمريكيين الأفارقة كانت أعلى من نظيراتها بين الأمريكيين البيض، حيث تشير الأدلة الدامغة إلى أن التمييز على مستوى الأفراد والمؤسسات هو سبب هذا التباين والاختلاف، وفقا لما ذكرت (هافنغتون بوست) يوم 5 فبراير 2018. وكان معدل الوفاة بين الأطفال السود أعلى بواقع 2.3 ضعف مقارنة مع الأطفال البيض. وإذا ولد طفل أمريكي أسود اليوم، فإنه في المتوسط يُتوقع أن يعيش أقل من شخص أبيض ولد في ذات اليوم بواقع 3.5 عام، حسب ما ذكر تقرير لمعهد السياسة الاقتصادية في 26 فبراير 2018.

تمييز عرقي خطير في القطاع المالي. بمعدل يزيد على الضعف يتم رفض طلبات السود للحصول على أي نوع من القروض مقارنة مع المتقدمين البيض من غير ذوي الأصول اللاتينية، وفقا لبيانات المكتب الفيدرالي للحماية المالية للمستهلك. كما أن الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية يدفعون فائدة أعلى بواقع 1.5 نقطة مئوية على الأقل مقارنة مع "متوسط سعر الفائدة" للقروض من ذات النوع، حسب ما نشرت (لوس أنجيلوس تايمز) يوم 27 مايو 2018.

5- الأطفال يواجهون مخاوف حول مشاكل السلامة

فرض المُعدل المرتفع لحوادث إطلاق النار في المدارس، والانتشار الواسع للعنف في المدارس، إلى جانب الافتقار إلى الرقابة والإشراف الحكوميين الفعّالين على إساءة التعامل مع الأطفال، فرض كل ذلك تهديدات حقيقية على الأطفال الأمريكيين من الناحيتين الجسدية والعقلية، إلى جانب ارتفاع المخاوف حول بيئة عيش الأطفال هناك.

تكرر وقوع حوادث إطلاق النار في المدارس. فوفقاً لتقرير نشرته شبكة (بي بي سي) في 12 ديسمبر من 2018، سجّل العام 2018 أعلى عدد من حوادث إطلاق النار في المدارس الأمريكية لم يسبق من قبل منذ العام 1970، حيث اعتبر العام 2018 الأسوأ من حيث عدد القتلى والمصابين.

كما أظهرت نتائج بيانات أصدرها المركز الأمريكي للدفاع والأمن الوطني والوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، تسجيل وقوع 94 حادث إطلاق نار في المدارس الأمريكية عام 2018، ما أسفر عن سقوط 163 قتيلاً، مقارنة مع المعدل الأعلى المسجّل في العام 1986 وخلّف وراءه 97 قتيلاً.

وفي 14 فبراير 2018، قام الشاب نيكولاس كروز البالغ من العمر 19 عاماً مزوداً ببندقية وعدة مخازن من الذخيرة، قام بفتح النار في مدرسة ثانوية في فلوريدا، وقتل 17 شخصاً وجرح 14 شخصاً آخرين على الأقل، حيث قام كروز وقتها بتشغيل جرس الإنذار من الحريق في المدرسة قبل أن يفتح النار من بندقية نصف آلية على التلاميذ الذين خرجوا من صفوفهم (www.usatoday.com, 14 February , 2018)

وبحسب تقرير لمركز (بيو) للأبحاث والدراسات صدر في 18 ابريل من العام 2018، فإن 57 بالمئة من المراهقين الأمريكيين المُستطلعة آراؤهم أعربوا عن قلقهم ومخاوفهم من احتمال تعرضهم لإطلاق النار في مدارسهم، بينما قال 63 بالمئة من آباء المراهقين إنهم على الأقل قلقون من احتمال حدوث إطلاق نار في مدارس أبنائهم.

لا تزال مشكلة العنف المدرسي بارزة في الولايات المتحدة. فقد تزايد عدد حوادث العنف المدرسي في الولايات المتحدة بنسبة 113 بالمئة خلال العام الدراسي الماضي 2017-2018. فبحسب نتائج مسح شمل استطلاع آراء أكثر من 160 ألف تلميذ في المرحلة الثانوية في 27 ولاية أمريكية، قال نحو 40 بالمئة منهم إنهم تعرضوا للتخويف والمعاملة القاسية، فيما قالت 27 بالمئة من تلميذات المرحلة الثانوية إنهن واجهن نفس الشيئ (www.usatoday.com, August 14 and September 24, 2018). وسجّل تقرير المدارس والجامعات الأمريكية الصادر في 10 ديسمبر من العام 2018 عدم قيام أكثر من 600 مدرسة في فلوريدا بالإبلاغ عن الجرائم التي ارتُكبت داخل الحرم المدرسي كل سنة.

معاناة الأطفال من تهديدات حقيقية وجسيمة من إساءة التعامل. فبحسب نتائج إحصاءات أصدرتها المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُقدّر بأن طفلاً من بين كل أربعة أطفال في الولايات المتحدة الأمريكية قد اختبر وعايش إساءة في التعامل معه في مرحلة معينة من مراحل حياته (www.usatoday.com, July 26, 2018). وذكرت صحيفة "تكساس تريبيون" في 6 ديسمبر من العام 2018، أن مئات الأطفال قد تعرضوا لأنواع مختلفة من إساءة التعامل معهم، توفي 88 طفلاً منهم جراء سوء المعاملة والإهمال في مرافق رعاية الأطفال في تكساس خلال العقد الماضي.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" في 18 ديسمبر من العام 2018، فإن مركزاً في كانتون بماساتشوستس الأمريكية يواظب بشكل دوري على استخدام صعقات كهربائية عالية كنوع من أنواع العقاب المفروض على التلاميذ المُخالفين، حيث أن شدة التيار الكهربائي الناتجة عن أسلوب العقاب بالصعق بالكهرباء الذي يطبقه المركز المذكور أعلى بكثير من تلك الناتجة عن مسدسات الصعق الكهربائية. كما أصدرت اللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان مذكرة رسمية نادرة تُعرف باسم " تدابير وقائية" تدعو فيها إلى الوقف الفوري لتطبيق أسلوب الصعق بالكهرباء.

وقوع الأطفال ضحايا لاعتداءات جنسية من قبل رجال دين. فبحسب تقرير نشرته (سي بي إس) في 15 أغسطس من العام 2018، اقترف أكثر من 300 راهب كاثوليكي في بنسلفانيا اعتداءات جنسية ضد عدد كبير من الأطفال على مدار عقود من الزمن، راح ضحيتها أكثر من ألف ضحية، بينما قام مسؤولون كنسيون بارزون باتخاذ تدابير وممارسات للتغطية على تلك الجرائم.

وبحسب تقرير صدر عن المدعي العام في إيلينوي، فإن 690 راهباً كاثوليكياً اشتُبه بهم بارتكاب اعتداءات جنسية بحق أطفال في الولاية (www.chicagotribune.com, December 19, 2018). كما أشار تقرير صدر عن (ستار-تيليغرام) في 9 ديسمبر 2018، إلى أن أكثر من مئة رجل دين من الكنائس المعمدانية الرئيسة في 40 ولاية أمريكية قد اتُهموا باقتراف جرائم جنسية بحق أطفال.

إهمال الحكومة الأمريكية في حماية حقوق الأطفال. فبحسب تقرير أصدرته صحيفة "شيكاغو تريبيون" في 13 يوليو من العام 2018، فإن نظام التبني في بعض الولايات الأمريكية يفتقر إلى الشفافية وكيفية معالجة حالات مثل ظروف المعيشة للأطفال المُتبنين، كما سجلت الولايات تلك تجاهلاً وإهمالاً واضحين لقضايا إساءة التعامل مع الأطفال لسنوات عديدة. كما قاد الافتقار إلى الإشراف والرقابة الفعّالين من قبل الأجهزة الفيدرالية وحكومات الولايات إلى تكرر وقوع حوادث إساءة التعامل وجرائم القتل بحق الأطفال المُتبنين.

ففي 28 نوفمبر من العام 2018، نشرت صحيفة "ميامي هيرالد" تقريراً تحقيقياً مُطولاً حول قضايا إتجار جنسي لفتيات قاصرات قام بها المليونير جيفري إيبستين، وذلك بناء على مراجعة ملفات إحدى المحاكم، حيث أظهر التقرير أنه وخلال الفترة ما بين عامي 2001 و2005، قام إيبستين باختطاف وبيع بنات قاصرات من دول أخرى، وأجبرهن على القيام بخدمات جنسية لأصدقائه من الشخصيات الهامة، وقدّر التقرير المذكور عدد الفتيات البنات اللاتي رُحنَ ضحية تلك الجرائم بأكثر من 80 بنتاً. بعدها؛ قام مدعون عامون فيدراليون بتسوية مع المليونير المذكور بسجنه 13 شهراً بناء على تهمة واحدة فقط، وإغلاق القضية والاتهامات الأخرى لمتواطئين مُحتملين في القضية، حيث أشار التقرير إلى ان بعض المسؤولين الرسميين الحكوميين تدخلوا للمساعدة والتوسط في الصفقة من أجل التوصل إلى مثل هذا الحكم المُخفف.

معاناة الأطفال من الفقر. فبحسب ما ذكرت وزارة الزراعة الأمريكية، فإن أكثر من 13 مليون طفل (نحو سُدس أطفال الولايات المتحدة) يعيشون في أُسرٍ تعاني ضعفاً وقصوراً في إمكانيات وسبل الوصول إلى الغذاء المناسب، حيث من الممكن أن يختبر ويعايش أولئك الأطفال ظروف الجوع والعوز بشكل منتظم. كما أظهرت نتائج أرقام رسمية صادرة عن مكتب التعداد الوطني الأمريكي أن 20.2 بالمئة من الأطفال الأمريكيين ممن هم تحت سن الخامسة من العمر يعيشون الفقر ( October 1 and October 10 , 2018 www.usatoday.com).

6- التمييز الجنسي الصادم

واجهت النساء الأمريكيات تهديدات جسيمة وحقيقية من حيث المضايقات والاعتداءات الجنسية، حيث يفتقرن إلى حماية سلامتهن الشخصية. كما أنهن يواجهن أيضاً تمييزاً واضحاً في مجالي التوظيف وأماكن العمل.

ارتفاع واضح في معدلات وقوع المضايقات والاعتداءات الجنسية بحق النساء. فبحسب تقرير الإذاعة الوطنية الأمريكية العامة في 21 فبراير من العام 2018، أظهرت نتائج مسح إلكتروني أن 81 بالمئة من النساء الأمريكيات قد عايشنَ أو اختبرنَ بعض أشكال المضايقات الجنسية في حياتهن، مقابل 77 بالمئة من النساء اللواتي تعرضن لمضايقات وتحرشات جنسية لفظية، كما قالت 51 بالمئة من النساء المُستطلعات بأنهن تعرضن لملامسات وتحرشات جنسية لم يرغبن بها، فيما قالت 27 بالمئة من النساء إنهن نجونَ من اعتداءات جنسية (www.npr.org, February 21, 2018).

كما أشار "سجل دي موينس" في 14 أكتوبر من العام 2018، إلى تورط عشرين مشرعا وموظفا في ولاية آيوا الأمريكية فيما يعرف بقضية "أندرسون" للتحرش الجنسي. وأن ضحايا القضية تلك، اضطروا لالتزام الصمت وعدم قول أي شيئ لأكثر من عشر سنوات خوفاً من فقدان وظائفهم أو أقاربهم. فيما قامت حكومة الولاية بدفع تسويات بقيمة 1.75 مليون دولار أمريكي.

كما أشار تقرير لصحيفة "يو إس إيه توداي" في 26 سبتمبر من العام 2018، إلى ان قضايا التحرشات والاعتداءات الجنسية باتت قضية ممنهجة في هوليوود. فحسب نتائج مسح واسع النطاق للقطاع، فإن 94 بالمئة من النساء اللواتي استُطلعت آراؤهن قُلن بمعايشتهن لبعض أنواع التحرشات أو إساءة المعاملة خلال فترة حياتهن المهنية. كما ذكر معهد "غالوب" في تقرير نشره في 12 نوفمبر من العام 2018، أن مراكز السيطرة على الأمراض والأوبئة والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية قد سجلت بأن 18.3 بالمئة من النساء كُنَّ ضحايا للاغتصاب في بعض مراحل حياتهن، كما لاحظ التقرير أيضاً بأن معدلات النساء الأمريكيات اللواتي قُلنَ بأن لديهن مخاوف من أن يقعن ضحايا لاعتداءات جنسية قد وصلت إلى 36 بالمئة، وهي النسبة الأعلى المُسجّلة منذ العام 2011 (news.gallup.com, November 12, 2018).

النساء اللواتي تعرضن للعنف. أظهرت نتائج تقرير صدر عن المعهد الوطني الأمريكي للعدالة أن أكثر من أربعة نساء من بين كل خمسة نساء من الأمريكيين الأصليين والآلاسكيين قد تعرضن للعنف في حياتهن، وأن أكثر من نصفهن قد تعرضن لعنف جنسي.

وأشار تقرير نشرته صحيفة "هفينغتون بوست" في 14 نوفمبر من العام 2018، فإن 5712 قضية قد تم تسجيلها لاختفاء نساء محليات عبر البلاد إلى المراكز الوطنية لمعلومات الجرائم في الولايات المتحدة في العام 2016 وحده. كما ذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" في 8 أكتوبر من العام 2018، أن أكثر من خمسة آلاف امرأة قد قُتلن بالرصاص أو قُتلن من قبل شركائهن الحاليين أو السابقين، خلال الفترة ما بين عامي 2006 وحتى 2014.

فجوة بارزة في مستويات الأجور والرواتب بين النساء والرجال. أظهرت نتائج بيانات رسمية صدرت عن المركز الوطني الأمريكي للتعداد، أن معدل الفجوة في مستويات الأجور والرواتب للجنسين في الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ نحو 19.5 بالمئة، وأن النساء يكسبن فقط 80.5 بالمئة مما يكسبه الرجال (www.businessinsider.com, August 27, 2018).

الفجوة في الأجور والرواتب بين الجنسين أسوأ مما اوردته الإحصاءات. فعلى المدى الطويل، تكسب النساء أقل بقليل من نصف دخل الرجال. ومن بين العاملين بدوام كامل على مدار السنة، تقاضت النساء اللواتي يحملن درجات الزمالة أقلّ من الموظفين الرجال الذين يحملون شهادة الدراسة الثانوية فقط. بينما حصلت النساء اللواتي يحملن شهادات الماجستير على أجور ورواتب أقل من الرجال الحاملين لشهادة البكالوريوس. كما واصلت فجوة الأجور والرواتب بين الجنسين في الولايات المتحدة الأمريكية اتساعها لتفاقم الإضرار بالنساء وأُسَرِهِن (www.huffingtonpost.com, November 28, 2018; www.nationalpartnership.org, April and September, 2018).

التمييز السائد في أماكن العمل. فحسب تقرير نشرته "سان فرانسيسكو كرونيكال" في 21 ديسمبر من العام 2018، فإن التمييز ضد النساء الحوامل والأمهات لا يزال واسع الانتشار في أماكن العمل في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث عانت نصف النساء العاملات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من تمييز جنسي في أماكن عملهن. أما نحو 70 بالمئة من النساء فقد قُلن إن قلة من النساء موجودات فقط في المناصب القيادية في مجالي السياسة والأعمال (www.pewsocialtrends.org, January 9 and September 20, 2018).

ارتفاع كبير في معدلات سخط النساء على أوضاعهن الاجتماعية. فقد نشر معهد "غالوب" تقريراً على موقعه الإلكتروني الرسمي بتاريخ 10 يناير 2018 ،قال فيه إن 46 بالمئة من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية قُلن إنهن غير راضيات جداً أو نسبياً بشأن أوضاعهن الاجتماعية، بارتفاع بنسبة 30 بالمئة عن النسبة المسجلة في العام 2008، آخر مرة طرح فيها المعهد السؤال المذكور.

كما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" في 20 يناير من العام 2018 أن ملايين النساء قد شاركن في يوم المرأة في شهر مارس من العام 2018 لإظهار معارضتهن الشديدة للسياسات الحكومية.

7 استمرار مآسي المهاجرين

واصلت الحكومة الأمريكية سياساتها المتمثلة بممارسة الافتراءات والعنف ضد المهاجرين. فالسياسات الأمريكية غير الإنسانية بحق المهاجرين تقضي بفصل الأطفال بالقوة عن آبائهم، فيما عانت النساء والأطفال من طالبي اللجوء من اعتداءات جنسية وإساءة تعامل، حتى أن حوادث وفاة لأطفال قد تم تسجيلها وصلت إلى مستويات مزرية، فيما لقيت السياسات والممارسات الأمريكية المعنية في هذا الخصوص إدانة واستنكارا شديدين من منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

الافتراءات والعنف ضد المهاجرين. نشر موقع "أتلانتيك" على موقعه الإلكتروني الرسمي في 12 ديسمبر من العام 2018، أن الإدارة الأمريكية بدأت في العام 2017 متابعة وملاحقة مهاجرين من فيتنام وكمبوديا ودول أخرى مُقيمين في البلاد منذ فترة طويلة ونفيهم، زاعمة بأنهم "مجرمون أجانب عنيفون". كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في 26 نوفمبر من العام 2018 بأن السلطات الأمريكية أطلقت الغاز المسيل للدموع في مناسبات عدة على الحدود الأمريكية - المكسيكية لوقف المهاجرين من وسط أمريكا، ما تسبب بإيقاع إصابات عديدة.

وفي 28 نوفمبر من العام 2018، أصدر خبراء من الأمم المتحدة بما فيهم المُقرر الرئيس لمجموعة العمل في الاعتقال التعسفي، وخبير في حقوق الإنسان والتضامن الدولي، والمُقرر الخاص لحق الجميع في التمتع بأعلى معايير الصحة الجسدية والعقلية، والمُقرر الخاص في السكن المناسب كمُكون للحق في معايير معيشية مناسبة، والحق في عدم التمييز في هذا الشأن، والمُقرر الخاص حول الدفاع عن حقوق الإنسان، والمُقرر الخاص حول حقوق الإنسان للمهاجرين، والمُقرر الخاص حول الأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العرقي ورهاب الأجانب والحساسية المفرطة المتعلقة، والمُقرر الخاص حول التعذيب والممارسات الوحشية الاخرى، وغير الإنسانية أو التعاملات المهينة أو العقوبات، والمُقرر الخاص حول الاتجار بالبشر، وخاصة النساء والأطفال، ورئيس مجموعة العمل حول قضايا التمييز ضد المرأة في القانون والممارسة، أصدروا جميعاً رسائل مشتركة أعربوا فيها عن مخاوفهم وقلقهم إزاء اللغة والممارسات العنصرية والترهيبية ضد الأجانب التي تمارسها السلطات الأمريكية التي تضرب بعرض الحائط جميع المعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. كما قالت الرسائل إن الاستجابة الحكومية الأمريكية الرسمية تُضر وتشوه المهاجرين واللاجئين، وتَصِمُهُم بأوصاف المجرمين والمجذومين، وقالت :"إن تلك الممارسات تُغذي أجواء عدم التسامح والرحمة والكراهية العنصرية والرُهاب من الأجانب ضد أولئك الذين ليسوا من ذوي البشرة البيضاء، ما من شأنه أن يخلق أجواء مشحونة بالعدائية والحقد"

سياسات الهجرة الأمريكية تفصل قسراً الأطفال عن آبائهم. فقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً في 12 مارس من العام 2018، قالت فيه إن الإدارة الأمريكية طرحت سياسة "عدم التسامح المطلق" التي تدعو فيها إلى فرض ملاحقة قضائية جنائية ضد كل من يدخل إلى البلاد بطريقة غير شرعية.

وفي شهر إبريل، طبقت السلطات الأمريكية سياسة فصل الأطفال القُصّر قسراً عن آبائهم اللاجئين أو المهاجرين المحتجزين بانتظار البت في شؤونهم، حيث تم فصل أكثر من ألفي طفل مهاجر عن آبائهم بموجب تلك السياسة. كما نشرت صحيفة "الغارديان" في عددها الصادر في 16 يونيو من العام 2018 تقريراً استند على أرقام رسمية صادرة عن وزارة الدفاع الوطني الأمريكي، ورد فيه أن إجمالي 1995 قاصراً قد تم فصلهم قسراً عن عائلاتهم خلال الفترة ما بين 19 ابريل و31 مايو من العام 2018، وذلك على الحدود الأمريكية الجنوبية خلال حملة على الدخول غير الشرعي للبلاد. حيث لاقت هذه السياسة الأمريكية موجات عارمة من الانتقادات والمظاهرات من المجتمع الأمريكي نفسه إلى جانب المجتمع الدولي أيضاً.

وفي مقالة نشرها موقع "الغارديان" الإلكتروني الرسمي في 23 يونيو من العام 2018 نقلاً عن آن فونغفيلد المفوضة بشؤون الأطفال في انكلترا قولها:" إن فصل الأطفال عن آبائهم هو إجراء قاسٍ ومُحزن جداً للأطفال، من شأنه إلحاق أضرار عاطفية شديدة بحالتهم النفسية على المدى الطويل. فيما شبّه الحبر البريطاني البارز لاورا جانير-كلاوسنر بين السياسة الأمريكية المذكورة والاتجاهات التاريخية السابقة التي قادت فيما بعد إلى حدوث الإبادات العرقية.

النساء والأطفال طالبو اللجوء يعانون من إساءة المعاملة والاعتداءات الجنسية. فحسب تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" في 23 مايو من العام 2018، فإن هناك زيادة ضخمة في أعداد الحالات التي يقوم فيها ضباط وعناصر دوريات حرس الحدود الأمريكيين بإساءة معاملة الأطفال الساعين للحصول على ملاذ لهم في الولايات المتحدة، مستشهدة بتقرير سابق أصدره اتحاد الحريات المدنية الأمريكي فصّل فيه وقائع 116 حادثة قام فيها ضباط وعناصر دوريات حرس الحدود الأمريكيون بإساءة معاملة الأطفال سواء نفسياً أو جنسياً أو جسدياً ممن تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات إلى 17 سنة.

أما موقع "تكساس تريبيون" الإلكتروني الرسمي فنشر في 20 يونيو من العام 2018 تقريراً أشار فيه إلى أن أطفالاً في مركز شيلوه للإيواء، وهو مركز متعاقد حكومي في جنوب هيوستن يؤوي قُصّراً مهاجرين، قد تعرضوا للحقن بعقاقير نفسية قوية، حيث أُجبر الأطفال على أخذ حُقن فيها عقاقير طبية جعلتهم يعانون حالة من الدوار والتعب والخمول، والخوف من مقابلة الناس، ما تسبب لهم بأعراض جانبية طويلة الأمد.

وبدوره نشر الموقع الإلكتروني للمجلس الأمريكي للمهاجرين تقريراً في 30 أغسطس من العام 2018 قال فيه إن مركز الاحتجاز في مدينة أتلانتا المُستخدم من السلطات الأمريكية لإيواء الأفراد المهاجرين الذين ينتظرون انتهاء إجراءات البت في شؤونهم، يعاني مشاكل تتمثل بالأجواء غير الصحية وشيوع استخدام ممارسات السجن والعزل (immigrationimpact.com, August 30, 2018).

أما موقع "نيويورك تايمز" الإلكتروني الرسمي فقد نشر في 12 نوفمبر من العام 2018 تقريراً حول إيستبان مانزاريس وكيل دورية حدودية في تكساس، قام بنقل ثلاث نساء بما بينهن مراهقتين عبرن الحدود سعياً وراء ملاذ آمن لهن، قادهن إلى منطقة غابية معزولة تبعد 16 ميلاً خارج المدينة الحدودية، حيث قام بالاعتداء جنسياً على إحدى الفتيات، ومن ثم هاجم بوحشية الامرأتين الأخرتين، وتركهن أخيراً ينزفن في المنطقة الغابية المذكورة. وقال التقرير إنه وعلى مدار أكثر من أربع سنوات مضت، وقع عشرة أشخاص على الأقل ضحايا لجرائم قتل وشروع بالقتل واختطاف واغتصاب في جنوب تكساس حيث اقترف تلك الجرائم وكلاء دوريات حرس الحدود.

وفي تقرير نشرته "سي إن إن" في 26 ديسمبر من العام 2018، توفيت الطفلة الغواتيمالية جاكلين كال ماتشوين البالغة من العمر سبع سنوات في مركز احتجاز الجمارك وحماية الحدود الأمريكي في 8 ديسمبر، بعد أقل من 48 ساعة على احتجازها وفصلها قسرا عن والدها في المركز المذكور. بينما توفي الطفل الغواتيمالي فيليب ألونسو-غوميز البالغ من العمر ثماني سنوات عشية عيد الميلاد في وقت لاحق من الشهر ذاته في مركز الاحتجاز ذاته.

إدانات قوية من مؤسسات منظمة الأمم المتحدة لسياسات الهجرة الأمريكية. ورد في تقرير خبير أممي مستقل حول حقوق الإنسان والتضامن المجتمعي، أُرسل بالتوازي مع قرار مجلس حقوق الإنسان 35/3، ورد انتقاد شديد للغة والممارسات الشعبوية والعنصرية والترهيبية التي دأبت الإدارة الأمريكية على استخدامها في وصف المهاجرين، إلى جانب ممارسات الفصل القسري للأطفال عن آبائهم، مؤكداً أن تلك الممارسات انتهكت حقوق الإنسان الخاصة بالمهاجرين على نحو خطير، بما فيها حقوقهم بالحياة والكرامة والحرية (وثيقة الأمم المتحدة A/73/206). كما ورد في تقرير آخر نشره موقع "الغارديان" الإلكتروني الرسمي في 5 يونيو من العام 2018، نقلاً عن رافينا شامداساني المسؤولة عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قولها:"إن استخدام احتجاز المهاجرين والفصل الاسري القسري كإجراء ردعي (ضد المهاجرين غير الشرعيين) يتعارض تماماً مع معايير ومبادئ حقوق الإنسان. فعلى الولايات المتحدة التوقف عن هذه الممارسات فورا". مشيرة إلى أن الولايات المتحدة كانت الدولة الوحيدة في العالم التي لم تُصدّق على معاهدة الأمم المتحدة لحقوق الطفل داعية في الوقت ذاته الولايات المتحدة لإظهار الاحترام الكامل لحقوق الطفل.

وفي 22 يونيو من العام 2018، قامت مجموعة خبراء الأمم المتحدة بما فيها المُقرر الخاص بحقوق الإنسان للمهاجرين، والمُقرر الخاص بحقوق السكان الأصليين، والمُقرر الخاص بحقوق الإنسان لذوي الاحتياجات الخاصة، والمُقرر الخاص في قضايا بيع واستغلال الأطفال جنسياً، والمُقرر الخاص حول التعذيب والممارسات الوحشية الأخرى والمعاملة أو العقوبات غير الإنسانية أو المهينة، والمُقرر الخاص بحقوق الصحة، والمُقرر الخاص بالاتجار بالبشر، وخاصة النساء والأطفال، والمقرر الرئيس لمجموعة عمل الاحتجاز التعسفي، ورئيس مجموعة العمل حول قضايا التمييز ضد المرأة في القانون والممارسة، والمُقرر الخاص بالعنف ضد المرأة والمُقرر الخاص بالأشكال المعاصرة للتمييز العنصري والعرقي ورهاب الاجانب وعدم التسامح، قاموا جميعاً بإصدار بيان مشترك قالوا فيه إن الفصل القسري لأطفال المهاجرين عن آبائهم ووضعهم في مراكز احتجاز ينتهك بشدة معايير حقوق الإنسان الدولية، مضيفين أن احتجاز الأطفال في تلك المراكز هو إجراء عقابي ويُضر بشدة بتطورهم ونموهم السليم، كما أنه قد يصل في بعض الأحيان إلى مستوى التعذيب، وقالوا :" إن استخدام احتجاز وفصل الأطفال كإجراء عقابي ورادع للمهاجرين غير الشرعيين هو أمر غير مقبول أبداً".

8 الأحادية تفقد الأرضية

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية انتهاج سياسة التهرب والتنصل من مسؤولياتها الدولية، مُتبنية سياسات أحادية ترفع بلا ضمير شعار (أمريكا أولاً)، وتواصل على الدوام الانسحاب من المنظمات الدولية، وتخويف الضعيف وترهيبه، إلى جانب التسبب بكوارث على صعيد حقوق الإنسان من خلال عملياتها العسكرية التي تقوم بها خارج حدودها، ما جعل منها "صانع مشاكل واضطرابات" وتلقت إدانات واستنكارات المجتمع الدولي على نطاق واسع.

الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة. فبعد انسحابها من معاهدات واتفاقيات دولية مثل اتفاقية باريس للتغير المناخي، ومنظمات دولية مثل منظمة "اليونيسكو"، ها هي الولايات المتحدة تُعلن بكل وقاحة انسحابها من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في 19 يونيو 2018. وقبلها بيوم واحد فقط، انتقد مكتب المفوض السامي في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، انتقد الولايات المتحدة لتطبيقها سياسة الفصل القسري للأطفال عن آبائهم بعد عبور الحدود إلى الولايات المتحدة. وبحسب تقرير صدر عن "الأتلانتيك" في 20 يونيو من العام 2018، قال خبير في الأمم المتحدة، إن أحد أكثر الأشياء التي يحبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأكثرها خبثاً هو الجدالات التي يسوقها بأن الخطوة الأمريكية تلك جاءت لتجنيب الولايات المتحدة من الاتهامات الموجهة لها من الخارج حول الإساءة لحقوق الإنسان.

تخفيض المساعدات الإنسانية. أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 31 أغسطس من العام 2018 أن الولايات المتحدة لن تُساهم بعد الآن بتقديم أي مساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الأمم المتحدة، وهددت بإلغاء برامج المساعدة إلى فلسطين بقيمة أكثر من 200 مليون دولار أمريكي في الضفة الغربية وغزّة، ما فاقم من حدة الأوضاع الإنسانية السيئة أساساً في المنطقة(www.washingtonpost.com, August 31, 2018; edition.cnn.com, August 31, 2018).

استمرار الرفض بإغلاق معتقل غوانتانامو العسكري. فعلى الرغم من الإدانات الدولية واسعة النطاق ومطالبات المجتمع الدولي المستمرة بذلك، قررت الإدارة الأمريكية الحنث بوعدها ومواصلة فتح معتقل غوانتانامو العسكري سيئ السمعة في كوبا، حيث يقبع معظم السجناء هناك دون محاكمة (www.aljazeera.com, February 1, 2018). كما ذكرت صحيفة "لوس آنجلس تايمز" في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي في 26 يوليو من العام 2018 بأن مواطناً باكستانياً اتُّهم خطاً بالتطرف، اقتيد إلى غوانتانامو حيث سُجن وعُذّب لـ 14 عاماً دون الخضوع إلى محاكمة، ما تسبب له بأضرار جسدية وعقلية جسيمة.

سقوط الضحايا المدنيين جراء العمليات العسكرية الخارجية. فحسب تقرير نشرته "سي إن إن" في 14 إبريل من العام 2018، قامت الولايات المتحدة وحلفاءها ومن دون وجود دليل واضح، ومن دون الحصول على أي تفويض أو موافقة من الأمم المتحدة، بشن ضربة لسورية بحجة ضرب مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية السورية. أما صحيفة "الغارديان" فنشرت تقريراً في 28 نوفمبر من العام 2018 قالت فيه إن 30 مواطناً أفغانياً مدنياً على الأقل، بينهم نساء و 16 طفلاً قد لقوا حتفهم جميعاً إثر ضربة جوية امريكية على إقليم هلمند الأفغاني. بينما أشارت الأمم المتحدة إن أعداد المدنيين الذين قضوا جراء الهجمات والضربات الجوية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2018 كان أعلى من الأعداد المسجلة خلال أي عام كامل منذ العام 2009 على الأقل. (www.theguardian.com, November 28, 2018; www.latimes.com, November 30, 2018).

ونشرت وكالة أنباء "أسوشيتدبرس" تقريراً في 14 نوفمبر من العام 2018 قالت فيه إن الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت منخرطة في تنفيذ ضربات جوية عبر الطائرات دون طيار في اليمن لـ 16 عاماً، ما تسبب سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. كما ان 30 مدنياً على الأقل لقوا مصرعهم في ضربة جوية بطائرة من دون طيار في العام 2018. كما تُظهر الإحصاءات أن الولايات المتحدة الأمريكية نفذت 176 ضربة جوية بطائرات دون طيار في العامين 2017 و 2018، ما تسبب بسقوط 205 قتلى. ونشرت شبكة "سي إن إن" تقريراً في 16 ديسمبر من العام 2018 قالت فيه إن اليمن الذي مزّقته الحرب يعيش ظروف المجاعة وانتشار وباء الكوليرا على نطاق واسع، حيث يحتاج أكثر من 22 مليون يمني لمساعدات إنسانية وحماية عاجلة، إذ يُقدّر بأن 85 ألف طفل ممن هم تحت سن الخامسة في اليمن ربما ماتوا جراء الجوع والأوبئة. وقال السناتور الأمريكي كريس مورفي :" إن الولايات المتحدة تُغذي الحرب المندلعة في اليمن الذي أصبح جحيماً للمدنيين فوق الارض" مضيفاً :" إن هناك بصمات أمريكية واضحة على أجساد الضحايا المدنيين اليمنيين".

010020070790000000000000011100001379105361