مقابلة: السفير الصيني في روما: زيارة شي ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الصينية-الإيطالية

روما، 20 مارس 2019 (شينخوا) قال لي روي يوي السفير الصيني لدى إيطاليا، إن زيارة الدولة المقبلة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى إيطاليا ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الصينية-الإيطالية.

وقال لي في مقابلة أخيرة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن زيارة شي المقبلة التي تبدأ يوم الخميس، ستكون هي الأولى من نوعها خلال عقد من الزمان، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية تمضي على المسار السريع منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1970، وبشكل خاص منذ إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين في عام 2004.

وأضاف السفير أن الصداقة التقليدية بين الصين وإيطاليا تنمو على نحو عميق، كما يزدهر التعاون الثنائي في مختلف المجالات بين البلدين، وتشهد التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين قوة دافعة سليمة.

وتابع أنه من ناحية أخرى، تفهم الجانبان وأيدا بعضهما بعضا دائما في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما، كما يواصلان تعزيز الثقة السياسية المتبادلة.

وشدد السفير على أنه مع احتفال الصين وإيطاليا بالذكرى الـ15 لإقامة شراكتهما الاستراتيجية الشاملة هذا العام، والذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العام المقبل، ستكون للزيارة المقبلة للرئيس شي أهمية كبرى.

وقال إن زيارة الدولة من شأنها توجيه تنمية العلاقات الثنائية قدما بوضع مخطط جديد للعلاقات وخلق فرص تعاونية جديدة وضخ حيوية جديدة في الصداقة طويلة الأمد بين الدولتين.

وأشار لي إلى أن الصين وإيطاليا لديهما اقتصادان متكاملان إلى حد بعيد، ومصالح واسعة مشتركة، قائلا إن التجارة الثنائية بلغت 54.23 مليار دولار أمريكي في عام 2018 برغم ضعف التجارة العالمية.

إضافة إلى ذلك، فإن التعاون يكتسب قوة دافعة في مجالات مثل بناء الموانئ وشبكة اتصالات الجيل الخامس، والتعاون في أسواق طرف ثالث، كما تنامت أعداد برامج التبادلات الثقافية عالية الجودة، كما تشهد التبادلات الشعبية ودون الوطنية تصاعدا، حسبما أفاد لي.

كما ألقى السفير الضوء على كيفية خلق آلاف الفرص في التعاون التكنولوجي عبر تسع نسخ من أسبوع العلوم والتكنولوجيا والابتكار الصيني الإيطالي.

وقال لي، إن الصين وإيطاليا وهما طرفا طريق الحرير القديم، شريكتان مهمتان في إطار مبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلى أن روما ردت بإيجابية على المبادرة واعتبرتها فرصة هامة في العلاقات بين البلدين.

وأكد السفير، إنه خلال الزيارة سيتبادل الرئيس شي وجهات النظر مع القادة الإيطاليين حول تعميق العلاقات الثنائية والتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، وإن من المنتظر أن يوقع الجانبان سلسلة من الاتفاقات الهامة.

وقال السفير "إنني واثق بأن تنفيذ اتفاقات التعاون تلك سيضخ بالتأكيد طاقة جديدة في تنمية العلاقات الصينية-الإيطالية في هذه المرحلة الجديدة، ويفتح مجالا جديدا للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، ويرفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى جديد".

وبشأن التبادلات الثقافية والشعبية، قال لي إن قادة البلدين سيقومون بزيادة تعزيز التعلم المتبادل والصداقة بين البلدين خلال زيارة شي.

وأضاف أنه من أجل مساعدة كلا البلدين على فهم بعضهما بعضا بشكل أفضل، فإن روما ستستضيف الاجتماع الكامل الثاني للتعاون الثقافي بين الصين وإيطاليا، إضافة إلى العديد من المعارض والبرامج الفنية رفيعة المستوى.

وعلى صعيد التعاون التكنولوجي، أشار السفير إلى أن الجانبين عازمان سويا على تعميق العلاقات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

وأضاف ان البلدين سيواصلان مضاعفة التعاون في مجالات مثل الفضاء الجوي، والذكاء الاصطناعي، والبحوث الأساسية، والحماية البيئية، والتنمية المستدامة، والرعاية الصحية، من أجل صالح الشعبين.

وفي مجال التعليم، قال لي أن التبادلات الثنائية تتوسع بسرعة، حيث تستضيف إيطاليا الآن قرابة 24 ألف طالب صيني واستضافت الصين 6430 طالبا إيطاليا عام 2017.

ومع تعمق التعاون الثنائي بشكل أكبر في إطار مبادرة الحزام والطريق، فإن المزيد من الإيطاليين بدأوا في اكتساب معرفة باللغة الصينية والثقافة الصينية. ومنذ عام 2006، دشن 12 معهدا من معاهد كونفوشيوس و40 فصلا دراسيا من فصول كونفوشيوس في إيطاليا، كما فتح أكثر من 100 مدرسة ابتدائية وثانوية إيطالية دورات لتعلم لغة الماندرين، وأصبحت اللغة الصينية تخصصا رئيسيا في أكثر من 40 جامعة إيطالية.

وقال السفير إن زيارة شي ستضيف طاقة إلى "حمى الماندرين" في إيطاليا وستساعد في تقوية الدعم الشعبي لزيادة تعميق العلاقات السياسية بين البلدين.

وقال لي "إن إيطاليا صديقة جيدة جديرة بالثقة وشريكة جيدة للصين في الاتحاد الأوروبي".

وأضاف السفير أنه خلال تلك الزيارة، تأمل الصين في التعاون مع إيطاليا لتوجيه رسالة واضحة للعالم مفادها أن الصين ستعمل مع إيطاليا والاتحاد الأوروبي للدفاع عن الانفتاح والتعاون المربح للجميع، وحماية التعددية ونظام التجارة الحرة القائم على القواعد بحزم.

وأكد السفير، في القيام بذلك، أن البلدين سيوطدان العلاقات الثنائية والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى بذل جهود من أجل تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في العالم.