مقالة خاصة: جولة شي المرتقبة تضخ زخما جديدا في الشراكة الإستراتيجية الصينية - الأوروبية

2019-03-21 07:32:49|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 20 مارس 2019 (شينخوا) يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارات دولة إلى إيطاليا وموناكو وفرنسا في الفترة من 21 إلى 26 مارس الجاري بغية تعزيز الصداقة الممتدة عبر الزمان، وتوطيد أواصر التعاون العملي، وتقوية التعددية.

ومن المنتظر أن تضخ هذه الجولة الأوروبية، وهي الجولة الخارجية الأولى للرئيس شي هذا العام، زخما جديدا في الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، وتخلق فرصا جديدة لتوطيد الاستقرار والازدهار على الصعيد العالمي.

توطيد الصداقة:

تعود الصداقة بين الصين وإيطاليا إلى أكثر من 2000 عام. وفي العصور الوسطى، سافر المستكشف الشهير ماركو بولو إلى الشرق عبر طريق الحرير العتيق، وروج للتفاهم بين الصين وأوروبا.

وفي السنوات الأخيرة، اكتسبت العلاقات الثنائية زخما ملهما، مدعومة بجهود مثل خطة العمل للتعاون الصيني - الإيطالي خلال الفترة 2017-2020، وغرفة التجارة الإيطالية - الصينية، وبرنامج الأسبوع الصيني - الإيطالي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.

كما شهد البلدان أيضا تبادلات متكررة رفيعة المستوى، حيث قام الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بزيارة دولة إلى الصين في فبراير 2017، أعقبها بثلاثة أشهر زيارة رئيس الحكومة الإيطالية آنذاك باولو جينتيلوني، الذي قام بحضور منتدى الحزام والطريق الأول للتعاون الدولي في العاصمة الصينية بكين.

وفي ضوء احتفال الصين وإيطاليا بالذكرى الـ15 لتدشين الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما هذا العام، والذكرى الـ50 لبدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مع حلول العام المقبل، فإن زيارة شي المقبلة لإيطاليا تجذب اهتماما كبيرا من كل مناحي المجتمع الإيطالي.

ومن المقرر أن يعقد شي خلال زيارته إيطاليا محادثات مع الرئيس ماتاريلا ورئيس الوزراء جوزيبي كونتي، وسيلتقي رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب الإيطاليين، حيث سيتبادل الجانبان بعمق وجهات النظر حول العلاقات الصينية - الإيطالية، والعلاقات الصينية - الأوروبية، إضافة إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما سيشهد الرئيس شي ورئيس الوزراء كونتي توقيع مذكرات تعاون بين الحكومتين في مختلف المجالات، إضافة إلى اتفاقات تجارية.

إمارة موناكو هي ثاني محطة في جولة شي الخارجية والبلد المتوسطي المفعم بالجمال الفريد بفضل معماره الذي يعود إلى العصور الوسطى، وصناعات الخدمات النشطة، واحتضانه لبطولة سباقات فورمولا-1 ذائعة الصيت في العالم، ومهرجان السيرك العالمي في مدينة مونت كارلو.

جدير بالذكر، أن الأمير ألبير الثاني حاكم الإمارة، قام بزيارة الصين 10 مرات، باعتباره عضوا في اللجنة الأوليمبية الدولية، حيث يعد داعما نشطا للشأن الأوليمبي في الصين.

وخلال مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) قال الأمير ألبير، إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ تبرهن على رؤية الصين الثابتة منذ القدم في الحفاظ على العلاقات مع الدول الأخرى، بغض النظر عن كونها صغيرة أم كبيرة.

ومن المقرر أن يعقد الرئيس شي محادثات مع الأمير ألبير الثاني، خلال زيارته المرتقبة إلى موناكو حيث سيتبادل الجانبان وجهات النظر حول قضايا مثل السياسات والاقتصاد والشؤون الإنسانية وحماية البيئة، وكذا من المزمع تدشين عهد جديد للعلاقات بين موناكو والصين.

وإذا وضعت الصين وموناكو نموذجا يحتذى به للصداقة والتنمية المشتركة بين الدول مختلفة الأحجام، فإن الصين وفرنسا قدمتا للعالم نموذجا للصداقة يتسم بالاحترام المتبادل والتعاون القائم على المنفعة المشتركة بين الدول الكبرى.

تعد فرنسا أول دولة كبرى في الغرب تدشن شراكة إستراتيجية شاملة مع الصين. وتتواكب زيارة شي لفرنسا هذه المرة مع الذكرى الـ55 لبدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، الذكرى الـ15 للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الجانبين.

ومن المزمع أن يعقد الرئيس شي خلال زيارته فرنسا، محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسيلتقي رئيس الوزراء إدوار فيليب، إضافة إلى رئيسي مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية.

كما من المرتقب أن يتبادل الجانبان وجهات النظر بعمق حول العلاقات الصينية - الفرنسية، والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى قضايا دولية وإقليمية ذات اهتمام مشترك، كما سيشهد الجانبان توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون.

وفي السياق، قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جان بيار رافاران، في مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا))، "إنها الذكرى الـ55 لعلاقاتنا"، وأضاف "هناك كثير من الفعاليات التي ستجعل من هذا العام عاما مثمرا".

تحقيق النفع المتبادل:

خلال معرض الصين الدولي الأول للواردات في مدينة شانغهاي الكبرى العام الماضي، كانت شرائح اللحم البقري من فرنسا مرحب بها بشدة من قبل الزوار.

وفي الواقع، فإن عددا متزايدا من الشركات الأوروبية يتمتع بفرص ومنافع ناجمة عن زيادة الانفتاح الصيني.

ووصل حجم التجارة بين الصين وإيطاليا إلى مستوى قياسي ليبلغ 54.2 مليار دولار أمريكي خلال عام 2018، بينما وصل حجم التجارة بين الصين وفرنسا إلى ما يناهز 60 مليار دولار أمريكي خلال العام نفسه.

وفي هذا الصدد، قال تسوي هونغ جيانغ، رئيس قسم الدراسات الأوروبية في معهد الصين للدراسات الدولية، وهو مؤسسة بحثية في الصين، إنه "على الرغم من الشكوك المحيطة بالتجارة الدولية، تواصل التجارة بين الصين وأوروبا التمتع بزخم جيد، فقد أظهرت أن التعاون بين الصين وأوروبا له قدم صلبة وإمكانات هائلة".

وفي الوقت نفسه، فإن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين تحظى بتشجيع متزايد من جانب البلدان الأوروبية، والتي استفادت بالفعل من الفرص التي توفرها المبادرة.

وفي هذا الإطار، أصدر مجلس الشيوخ الفرنسي، تقريرا في يونيو العام الماضي لتقييم مبادرة الحزام والطريق، داعيا البلاد إلى الإضطلاع بدور فعال في بناء مشروع الحزام والطريق. وفي أكتوبر من العام الماضي، دشنت وزارة الاقتصاد والمالية الإيطالية مجموعة عمل مختصة بالصين، بهدف تشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع بكين في إطار عمل مبادرة الحزام والطريق.

وقال كونتي إنه مستعد لحضور المنتدى الثاني للحزام والطريق للتعاون الدولي المقرر انعقاده في أبريل المقبل في العاصمة الصينية، مضيفا أنه يرى في مبادرة الحزام والطريق فرصة لإيطاليا وأوروبا بأسرها.

حماية النظام العالمي:

هذا العام هو السادس على التوالي الذي يقوم فيه الرئيس الصيني بزيارات إلى أوروبا، ما يظهر أن الصين تنظر إلى القارة الأوروبية باعتبارها شريكا مهما وأولوية لسياستها الخارجية. وبحوار إستراتيجي وتعاون نشط، يعزز الجانبان بإطراد الشراكات بين الصين والاتحاد الأوروبي من أجل السلام والنمو والإصلاح والتحضر.

وفي السياق، قال روان تزونغ تزه، نائب المدير التنفيذي لمعهد الصين للدراسات الدولية، إن فرنسا وإيطاليا عضوان في مجموعة السبع ومن الدول الرئيسة في الاتحاد الأوروبي، بينما تعد موناكو واحدة من أكثر الدول الأوروبية صداقة مع الصين، وأضاف أن جولة الرئيس شي الأوروبية التي تشمل الدول الثلاث تعزز من الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي في شتى الجوانب.

وبينما يشهد العالم تغيرات كبرى لم يشهدها خلال قرن من الزمان، تتشارك الصين وأوروبا العديد من المصالح المشتركة في دعم التعددية ورفض الأحادية والحمائية. وخلال الاجتماع العشرين لزعماء الصين والاتحاد الأوروبي الذي عقد في يوليو الماضي، شدد قادة الصين وأوروبا على دعمهم للتعددية والنظام العالمي المرتكز على القواعد وفي القلب منه الأمم المتحدة.

وباعتبارهما من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، فإن الصين وفرنسا تقودان العالم في التغلب على التحدي الماثل في تغير المناخ، حيث تلتزم كلا منهما بتطبيق اتفاق باريس للمناخ 2015، كما تطبقان برنامج عام البيئة الصيني - الفرنسي.

وفي هذا الصدد، أكد رافاران أن باريس وبكين متفقتان مع بعضهما بعضا فيما يتعلق بالرؤية العالمية، كما أنهما ملتزمتان بالتمسك بشعار التعددية.

ونصح رافاران فرنسا والصين بالعمل على إيجاد حل للحوكمة الدولية وتسوية الخلافات من أجل جعل التعاون كلمة أساسية في القرن الـ21.

   1 2 3 4 5 6 >  

الصور

010020070790000000000000011100001379112191