الرئيسان الصيني والإيطالي يتفقان على تدعيم تنمية أكبر للعلاقات بين البلدين
روما 22 مارس 2019 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا محادثات هنا يوم الجمعة، واتفقا على أن يدفعا معا من أجل تحقيق تنمية أكبر للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وإيطاليا في العصر الجديد.
واتفق رئيسا البلدين على توجيه مسار العلاقات الثنائية من منظور إستراتيجي وطويل الأجل.
وخلال محادثاتهما، أشار الرئيس شي إلى أن البلدين، اللذين يذخران بحضارة عريقة، تربطهما علاقات تاريخية عميقة.
وذكر الرئيس شي أنه تحل هذا العام الذكرى الـ15 لإقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وإيطاليا، وسيحتفل البلدان بالذكرى الـ50 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية في العام المقبل.
وأشار إلى أنه على مدى نصف قرن تقريبا، تبادلت الصين وإيطاليا الاحترام والثقة والمساعدة، وعززتا التبادلات رفيعة المستوى والثقة الإستراتيجية المتبادلة، وسهلتا التواصل والتعاون وتلاقي المصالح، وعمقتا التفاهم المتبادل والصداقة التقليدية.
وقال الرئيس شي إنه نظرا لكون العالم يمر الآن بتغيرات عميقة لم تشهد منذ قرن من الزمان، تعرب الصين عن استعدادها إلى دفع روح التعاون مع الجانب الإيطالي، وتوطيد التواصل الإستراتيجي، وتشجيع المجتمع الدولي على السعي إلى إيجاد أرضية مشتركة فيما يقوم بتنحية الخلافات جانبا، وتعزيز التنمية من خلال التعاون، من أجل المساهمة بحكمة وقوة جديدتين في بناء عالم أفضل.
وذكر أن الصين على استعداد للتعاون مع إيطاليا للحفاظ بثبات على اتجاه العلاقات الثنائية في العصر الجديد، وتحقيق قدر أوثق من التبادلات رفيعة المستوى، ورفع جودة ومستوى التعاون العملي الثنائي.
وقال الرئيس شي إنه يتفق مع ماتاريلا في أن إيطاليا والصين ينبغي أن تكونا شريكتين لديهما مصالح شاملة وتنمية مشتركة، مضيفا أن الصين ترغب في تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع إيطاليا.
وذكر الرئيس شي أن الجانبين بحاجة إلى تعزيز التواصل بشأن الرؤى، وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة، ومواصلة تقديم التفاهم والدعم المتبادلين بشأن القضايا ذات المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية للآخر، وتعزيز التواصل والتعاون بين حكومتيهما وأجهزتهما التشريعية وأحزابهما السياسية.
وشجع الجانبين على خلق نقاط بارزة في التعاون الثنائي، والعمل معا على بناء الحزام والطريق، وتعزيز التضافر بين إستراتيجياتهما التنموية وتخطيط التعاون العملي.
وقال الرئيس شي إن الصين ترغب في استيراد مزيد من المنتجات عالية الجودة من إيطاليا وتشجيع المزيد من الشركات الصينية القادرة على الاستثمار في إيطاليا وبدء أعمالها التجارية هناك.
كما دعا البلدين إلى دفع التبادلات الثقافية والشعبية، وتعزيز التواصل والتعاون في مجالات مثل الثقافة والتعليم والسينما والتليفزيون والإعلام، من أجل تعزيز الدعم الشعبي للصداقة بين الشعبين.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين الصين وأوروبا، ذكر الرئيس شي أن بلاده تدعم دائما التكامل الأوروبي وتحترم جهود الاتحاد الأوروبي في حل مشكلاته.
وأعرب الرئيس شي عن أمله في أن تواصل إيطاليا لعب دور إيجابي في تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والصين من أجل السلام والتنمية والإصلاح والحضارة.
وقال إن الصين على استعداد لتعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب الإيطالي في قضايا رئيسية مثل شؤون الأمم المتحدة، والحوكمة العالمية، وتغير المناخ، وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030؛ والعمل معا على تعزيز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، والعمل معا على دفع العولمة الاقتصادية في الاتجاه الذي يجعلها أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا وفوزا وإفادة للجميع.
ورحب ماتاريلا بالرئيس شي بحرارة، قائلا إنه ذكريات زيارته للصين في عام 2017 مازالت حية في مخيلته.
وذكر ماتاريلا إن التبادلات رفيعة المستوى والمتكررة بين إيطاليا والصين، وخاصة زيارة الرئيس شي هذه المرة، برهنت على المستوى العالي للعلاقات الثنائية، واصفا الصين بأنها شريك وثيق ومهم لإيطاليا.
وأضاف أن إيطاليا معجبة بإنجازات الصين في مجال التنمية، وتثمن التزام الصين بإستراتيجية الانفتاح، وتحدوها ثقة في آفاق التعاون بين إيطاليا والصين.
وذكر ماتاريلا أن إيطاليا ترغب في اغتنام فرص حلول الذكرى الـ15 لإقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين إيطاليا والصين هذا العام والذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا والصين في العام المقبل لتوسيع التعاون متبادل المنفعة في شتى المجالات مثل الاقتصاد والتجارة، والاستثمار، والعلوم والتكنولوجيا، والابتكار بين البلدين.
وقال ماتاريلا إن إيطاليا والصين شكلتا طرفي طريق الحرير القديم الذي كان رباطا ربط بين البلدين بشكل وثيق.
وذكر ماتاريلا أن إيطاليا تدعم المبادرة التي طرحها الرئيس شي بشأن العمل معا على بناء الحزام والطريق ويؤمن بأنها ستصب في صالح الربط والتنمية المشتركة للمنطقة الأوروآسيوية، وكذا في إحياء طريق الحرير القديم في العصر الحديث.
ولدى وصفه مبادرة الحزام والطريق بأنها سبيل للتبادل الثقافي، قال الرئيس الإيطالي إن بلاده ترغب في تعزيز التواصل والتعاون مع الصين في الثقافة والسياحة.
وقال ماتاريلا إنه نظرا لكونهما دولتين تتمتعان بحضارة عريقة، فإن شعبي إيطاليا والصين لديهما من الحكمة ما يمكنهما من مجابهة التحديات التي يواجهها المجتمع البشري اليوم.
وذكر أن إيطاليا تثق بأن نهضة الصين ستقدم إسهامات تاريخية جديدة للسلام والازدهار في العالم، مضيفا أن إيطاليا ملتزمة بتعزيز التنمية المعمقة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وقال ماتاريلا إن إيطاليا ترغب في تعزيز التواصل والتنسيق مع الصين في مؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين، والعمل بشكل مشترك على حماية التعددية وتحرير التجارة، والعمل معا على مجابهة تحديات مثل تغير المناخ والأمن الدولي.
وعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب محادثاتهما.
وقبل محادثاتهما، أقام الرئيس الإيطالي حفل استقبال كبير على شرف الرئيس شي.
هذا وقد وصل الرئيس الصيني إلى روما يوم الخميس في زيارة دولة إلى إيطاليا، التي تعد المحطة الأولى من جولته الأوروبية التي تشمل ثلاث دول وسيزور خلالها أيضا موناكو وفرنسا.
