مقالة خاصة: صدى إعلامي عربي واسع لجولة الرئيس شي الأوروبية

2019-03-28 13:52:47|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 28 مارس 2019 (شينخوا) سلط الإعلام العربي الضوء على جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ الأوروبية، التي زار خلالها إيطاليا وموناكو وفرنسا، حيث اهتمت وكالات وصحف متنوعة بشكل واسع بتغطية الزيارة ونتائجها المثمرة واعتبر خبراء عرب وجود علاقات صينية-أوروبية متطورة من شأنه أن يؤثر إيجابيا على البلدان العربية أيضا.

وتعد الجولة التي بدأت يوم 21 مارس واختتمت الثلاثاء أول جولة خارجية للرئيس شي في عام 2019، والثانية له إلى أوروبا خلال أقل من أربعة أشهر. ومن خلال محادثاته التي أجراها مع زعماء الدول التي زارها وحضوره توقيع العديد من وثائق التعاون، تعززت الثقة المتبادلة وعلاقات الصداقة وتعمقت أوجه التعاون، واكتسبت مبادرة الحزام والطريق دفعة جديدة.

وأكد الرئيس الصيني خلال تحركاته في البلدان الثلاثة أن الصين وأوروبا بانيان للسلام العالمي ومساهمان في التنمية العالمية وحاميان للنظام العالمي، مما أعطى زخما قويا لتطور العلاقات الصينية الأوروبية وطاقة إيجابية لحماية التعددية في العالم.

واهتمت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) المصرية بمتابعة التطور في العلاقات الثنائية بين الصين والدول التي زارها الرئيس شي، وأبرزت تصريحاته خلال لقاءاته مع مسؤولي الدول المضيفة.

وقالت الوكالة تحت عناوين "رئيس الصين: بكين ترغب في إحياء طريق الحرير القديم وتعزيز التعاون مع إيطاليا"، و"رئيس الصين يؤكد أهمية تعزيز العلاقات مع إمارة موناكو" و"رئيس الصين يؤكد أهمية الحفاظ على علاقات سليمة بين بكين وباريس"، إن الرئيس شي وصل إلى روما في زيارة دولة إلى إيطاليا تهدف إلى رسم مستقبل العلاقات الثنائية والمضي بها قدما نحو مرحلة جديدة، مشيرة إلى أن "الصين وموناكو ضربتا مثلا جيدا للتبادلات الودية بين الدول التي تختلف في الحجم ولديها خلفيات ثقافية وتاريخية وأنظمة اجتماعية مختلفة".

وقالت الوكالة في سياق تغطياتها الشاملة للزيارة وإبراز جوانبها المختلفة إن"العلاقات الصينية -الفرنسية السليمة والمستقرة لها أهمية كبيرة لتنمية البلدين على المدى الطويل".

وأبرزت تصريحات الرئيس شي بشأن استعداد الصين لمواصلة جهودها مع فرنسا لتعزيز التواصل الإستراتيجي والتنسيق بشأن القضايا الرئيسية، مثل شؤون الأمم المتحدة وإصلاحات منظمة التجارة العالمية وتغير المناخ وغيرها.

وخلال زيارته لإيطاليا، شهد الرئيس شي توقيع مذكرة تفاهم بين الصين وإيطاليا للعمل المشترك من أجل دفع بناء الحزام والطريق، وهو ما يعمق الثقة المتبادلة والتعاون البراغماتي بين الصين وإيطاليا في شتى المجالات.

واهتمت صحيفة ((الاقتصادية)) بانضمام ايطاليا إلى مبادرة الحزام والطريق لتصبح أول دولة من مجموعة السبع تصدق على المبادرة الصينية، وأكدت أن الصين وإيطاليا دخلتا "عهدا جديدا" من التعاون في إطار المبادرة، التي اعتبرتها "مشروعا ضخما للبنية التحتية يهدف لربط الصين بأورآسيا وإفريقيا عبر طرق بحرية وبرية جديدة".

كما اهتمت ((بوابة العين الإخبارية)) بهذا التطور المهم في العلاقات الصينية-الإيطالية، وقالت في مقالة نشرت على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "إيطاليا.. أول السبع الكبار انضماما لمبادرة الحزام والطريق الصينية"، إن انضمام روما يشكل علامة فارقة كونها أكبر الاقتصادات الملتحقة بمشروع البنية التحتية الأضخم في العالم حتى الآن.

وأضافت أن إيطاليا تأمل في جذب المزيد من الاستثمارات الصينية بعد توقيع الاتفاق لدعم اقتصادها الذي يعاني من الديون المتراكمة والركود.

أما صحيفة ((البلاد)) السعودية، فعنونت في مقال لها "الرئيس الصيني في إيطاليا لتوسيع الحزام والطريق" ونقلت عن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قوله إن مبادرة الحزام والطريق الصينية قد تشكل فرصة جيدة لإيطاليا.

وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات عديدة خلال جولته الأوروبية عن تشجيعه للشركات الصينية على إقامة شراكات مع الدول الأوروبية في "الأسواق الثالثة" من أجل تحقيق تعاون يقوم على الفوز المشترك. ودعا الدول الثلاث التي زارها إلى مواصلة استكشاف مجالات جديدة للتعاون، وتعزيز نقاط نمو جديدة للتعاون، والتعجيل بتنفيذ مشاريع التعاون المتفق عليها في إطار مبادرة الحزام والطريق ومع الأطراف الثالثة.

وأكد محللون وخبراء عرب أن جولة الرئيس شي تحمل أهمية كبيرة خاصة دعوته للجانبين إلى التعاون في "أسواق ثالثة"، مشيرين إلى أن هذه الدعوة متجسدة في المفاهيم الدبلوماسية المشتركة للجانبين الصيني والأوروبي، ومن مصلحة الدول العربية أن تكون هناك علاقات صينية-أوروبية متطورة.

ومن جانبه، قال محمود علام السفير المصري الأسبق لدى الصين إن جولة الرئيس شي جين بينغ لها أهمية كبيرة، خاصة وأنها تأتي في ظل احتدام الحرب التجارية التي أشعلتها الولايات المتحدة الأمريكية مع الصين، في إطار حرص الجانبين الصيني والأوروبي على تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات وخاصة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، بما يمكنهما من التصدي لتحديات تراجع نمو الاقتصاد الدولي وركود التجارة العالمية.

كما تأتي في أعقاب إقرار قانون الاستثمار الأجنبي بالصين وما يقدمه من تسهيلات كبيرة للاستثمارات الأجنبية وفي مقدمتها الأوروبية، وأيضا بعد الدورة الأولى من معرض الصين الدولي للواردات بشانغهاي، والذي كان له صدى خارجي واسع أكد حرص الصين على فتح أسواقها أمام السلع والمنتجات الأجنبية.

ورأى علام أن تطور العلاقات الصينية-الأوروبية سيكون له بكل تأكيد أبلغ الأثر على الدول العربية سياسيا وأمنيا واقتصاديا، خاصة في ظل الالتزام التاريخي للصين بدعم القضايا العربية في كل المحافل الدولية والإقليمية، ما يمثل إضافة قوية للقضايا العربية من خلال استخدام علاقاتها مع الدول الأوروبية في تحقيق المزيد من الدعم للدول العربية.

وتابع أن هذا التقارب الصيني- الأوروبي يمكن أن يساهم في دعم الدول العربية اقتصاديا من خلال خلق مناخ إقليمي جاذب للاستثمار ويعزز التبادل التجاري المشترك، وما يجب أن يسبق ذلك من تحقيق استقرار أمني وسياسي بالمنطقة العربية باعتبارها منطقة الجوار للجانب الأوروبي.

وشاطره الرأى الجمعي القاسمي، الكاتب والمحلل السياسي التونسي، قائلا إنه بالنسبة للدول العربية وخاصة دول شمال إفريقيا، يعد التقارب بين الصين وأوروبا مفيدا جدا، نظرا لوقوعها بالقرب من أوروبا. فالدول العربية تربطها صلات وثيقة بأوروبا التي مازالت تحافظ على تفوقها في التعاون مع هذه الدول في بعض المجالات.

وأضاف أنه إذا ما تعاونت الصين وأوروبا في مجال البني التحتية بالدول العربية، خاصة وأن التبادلات بين الصين والبلدان العربية تعززت في السنوات الأخيرة وشاركت الصين في تمويل وبناء الكثير من المشروعات المهمة في تلك البلدان في ظل تفوقها في مجالي التمويل والموارد البشرية، فسوف يشهد هذا التعاون آفاقا مشرقة.

وتقع الدول العربية في منطقة التلاقي للحضارات الصينية والغربية وهي الشريك الطبيعي المهم للصين في بناء "الحزام والطريق"، ومن المؤكد أن التعاون الثلاثي بين الصين والدول الأوروبية والدول العربية من شأنه أن يحقق إنجازات تعود بنتائج مربحة على الجميع.

010020070790000000000000011100001379302811